ترجمات عبرية

يديعوت – أولويات “الثلاثي” في شرم الشيخ

يديعوت ٢٣-٣-٢٠٢٢م – بقلم ايتمار ايخنر

عقدت في مصر قمة تاريخية ثلاثية ضد إيران والإرهاب: رئيس الوزراء بينيت، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزعيم الإمارات الشيخ محمد بن زايد.

عقد اللقاء في شرم الشيخ. هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها زعماء الدول الثلاث معاً، وبالتالي فإنه اختراق في علاقات إسرائيل مع الدول العربية. لقد سبق لبينيت أن سافر إلى شرم الشيخ أول أمس، والتقى مع الزعيمين على حدة. أما أمس، فعقدت القمة الثلاثية. وثمة جانب خاص آخر للزيارة: مبيت رئيس الوزراء على أرض مصرية، الأمر الذي لم يحصل في سنوات طويلة.

بحث الزعماء الثلاثة التعاون بين الدول، وخصوصاً في المجال الأمني، وركزوا على إمكانية خلق حلف دفاع إقليمي في وجه تهديدات المُسيرات الإيرانية والصواريخ التي في حوزة إيران، وفي التعاون ضد الحرس الثوري الإيراني، وكذا في أعمال مشتركة ضد تهديدات إرهابية أخرى.

وقال بينيت، الذي سبق أن التقى السيسي في أيلول، إن رؤياه هي دفاع إقليمي جوي، بما في ذلك استخدام منظومات الليزر لتدمير الصواريخ – أداة حديثة يطورها جهاز الأمن الإسرائيلي اليوم. واستخدام مثل هذه الوسيلة سيقلل الكلفة في تدمير الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، وهو العمل الذي تقوم به اليوم منظومة القبة الحديدية.

 وثمة مسألة أخرى بحثت بتوسع، وهي السباق الإيراني إلى النووي، على خلفية محاولات الغرب للتوصل مع إيران إلى اتفاق. وقال بينيت لنظيريه إنه يرى من الأفضل ألا يكون اتفاق، ومن الأفضل خلق حلف إقليمي بدلاً من ذلك، يتصدى لإيران في كل المستويات.

كما عرض الزعماء الثلاثة مواقفهم للتصدي للحرس الثوري، على خلفية نية الولايات المتحدة إزالة المنظمة من قائمة منظمات الإرهاب. تشدد إدارة بايدن على أن العقوبات التي فرضت على الحرس الثوري لن ترفع.

إسرائيل تعارض إزالة المنظمة من قائمة الإرهاب بدعوى أن الحديث يدور عن منتج الإرهاب الأكبر والأهم في العالم.

كما طرح الموضوع الفلسطيني في اللقاء أيضاً، في سياق الخطوات الاقتصادية التي اتخذتها إسرائيل وتبدو ملموسة في الضفة وقطاع غزة. وتحدث الثلاثة عن إمكانية تصعيد أمني مع حلول شهر رمضان وفي أثنائه – وهو التوقع الذي تحقق بشكل أليم للغاية في العملية الإجرامية في بئر السبع، أمس.

كما أن الزيارة المفاجئة والاستثنائية للرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات في الأيام الأخيرة طرحت هي أيضاً على جدول الأعمال. فإمكانية أن تكون سوريا عضواً في الجامعة العربية هو حدث دراماتيكي على مستوى إقليمي. والولايات المتحدة ترى في مثل هذه الخطوة أمراً غير مرغوب فيه، وإسرائيل لم تعرب حتى الآن عن موقف قاطع، إذ إن تقارب الأسد مع الإمارات ومصر كفيل بأن يؤدي إلى إخراج القوات الإيرانية من سوريا. الوجود الإيراني في سوريا يقلق ويشغل بال جهاز الأمن في إسرائيل.

كما بحث الزعماء الثلاثة الحرب الدائرة في أوكرانيا، وأطلع بينيت القمة على جهود الوساطة التي يقوم بها. للحرب آثار دولية اقتصادية، مثل ارتفاع أسعار الطاقة والقمح. مصر قلقة؛ فهي دولة مع نحو 100 مليون نسمة، ومنتجات القمح فيها عنصر أساس ومركزي في غذائهم.

عقدت القمة على خلفية تدشين الطيران المباشر من إسرائيل إلى شرم الشيخ، وهو هدف استراتيجي سيجتذب إليه سياحة واسعة من الخليج. لمصر، التي تفقد سياح روسيا وأوكرانيا في هذه المنطقة، فإن الوجود الإسرائيلي سيكون نوعاً من الأكسجين الاقتصادي. بكلمات أخرى: هذا وضع مربح للطرفين.

مؤخراً، زار إسرائيل وفد مصري كبير، وقريباً سيسافر في زيارة مماثلة وفد إسرائيلي برئاسة وزيرة الاقتصاد اورنا بربيباي بهدف تعزيز العلاقات في هذا المجال.

فضلاً عن البحث في المواضيع الأمنية والسياسية والاقتصادية، برزت هذه القمة في أجواء ودية واستضافة حارة من جانب الرئيس المصري، الذي بادر في نهايتها بمبادرة طيبة رافق فيها رئيس الوزراء بينيت حتى طائرته.

لقد خطط للقمة أن تبقى في السر، ولهذا فإن مكتب بينيت لم يضم مصوراً إليها. وفي نهاية الأمر، تقرر النشر عن اللقاء، وحرص قصر الرئاسة في مصر على توثيق لقاء الزعماء.

وإلى ذلك، سيصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع القادم في زيارة إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى