ترجمات عبرية

يديعوت أحرونوت: ليس هكذا يتحقق النصر المطلق هكذا نسير الى الفشل المطلق

يديعوت أحرونوت 27/4/2025، بن درور يميني: ليس هكذا يتحقق النصر المطلق هكذا نسير الى الفشل المطلق

كما هو متوقع، تماما، إسرائيل تغرق في مستنقع قطاع غزة. هذه ليست حربا بعد. نحن فقط في الألعاب الأولية. ومستوى الدماء في ارتفاع. فهل هذا هو الطريق لتحرير مخطوفين؟ هل الضغط سيخضع حماس؟ ما الذي ينبغي أن يحصل اكثر كي نفهم بان زعماء منظمة الإرهاب مستعدون لان يضحوا بالاف أخرى من الفلسطينيين دون أن يرف لهم جفن. فهذا بالضبط ما فعلوه عندما خرجوا الى المذبحة الكبرى قبل سنة ونصف. كانوا يعرفون بانهم سيتسببون بخراب القطاع وبالاف القتلى. هذا لم يردعهم في حينه، فهل سيردعهم الان؟

هم يستخفون بقتلاهم. ليس نحن. حياة الانسان هي قيمة عليا. وما هي استراتيجية نتنياهو؟ مزيد من الضغط، الاخذ في التصاعد. النتيجة المعروفة مسبقا هي أن المخطوفين أيضا لن يتحرروا، وليس واضحا انهم سيبقون على قيد الحياة، إضافة الى أن مزيدا فمزيدا من الجنود سيقتلون على مذبح حرب لا تؤدي الى أي نتيجة. 

اغلبية الجمهور بما في ذلك اغلبية أولئك الذين كانوا في مناطق امنية وسياسية، تؤيد تحرير كل المخطوفين حتى بثمن الاستجابة لمطلب حماس لوقف الحرب. “هم ليسوا اغبياء”، قال نتنياهو في تصريحه الدراماتيكي قبل أسبوعين عن طلب حماس وقف الحرب كشرط لتحرير المخطوفين. ولماذا هم ليسوا اغبياء؟ نتنياهو شرح: لانهم “يطلبون ضمانات دولية مقيدة لا تسمح بالوهم “المخادع” الذي يعرضه فيه علينا كل “الخبراء” المدعين في الاستديوهات. ليس لديهم أي فكرة كيف تعمل الساحة الدولية”. بل أنه يحذر من أن “أحدا، وبالتأكيد ليس الولايات المتحدة – ولا الصين، ولا روسيا ولا أعضاء آخرين في مجلس الامن – احد لن يتعاون مع هذه الخدعة، الامر الذي سيجعل العودة الى الحرب متعذرة. لن تكون لنا اي شرعية لعمل هذا. 

ينبغي القول ان هذه الذريعة لرفض الاقتراح ولترك المخطوفين لمصيرهم في يوم من الأيام الى الصيغة الحديثة لمسيرة السخافة. نتنياهو يعرض نفسه كفريد من نوعه، او على الأقل في دولته الذي يفهم “كيف تعمل الساحة الدولية”. أهو جدي؟ فاذا كان اتفاق لوقف القتال، فانه لن يشمل فقط ضمانات تطالب بها حماس لوقف القتال. هو سيتضمن ا يضا شروطا مقيدة ومتشددة على حماس. واذا ادعى احد بجدية بان حماس، المنظمة الإرهابية المستعدة لان تضحي بالاف ا لاشخاص ستحترم الشروط المقيدة – فانهم سيرسلونه لفحص الأداء العقلي. 

ورغم ذلك، لنفترض أنه يوجد خياران. الأول، ان تحترم حماس، على افتراض انها ستبقى في صيغة ما في قطاع غزة، كل بنود اتفاق وقف الحرب. رائع. إسرائيل فقط ستربح. الامكانية الثانية هي أن تخرق حماس الاتفاق. الامكانية الثانية اكبر بمليون ضعف من الأولى. فهل بعد خرق ا لاتفاق، ستأمر الولايات المتحدة إسرائيل بان تسلم بالخروقات؟ أهذا ما يقوله لنا نتنياهو؟ أهو جدي؟ هو محق عندما يقول لنا ان حماس ليسوا اغبياء. لكنه مقتنع بان الإسرائيليين اغبياء. يا له من حظ أنه يوجد لنا حكيم واحد ينقذنا من أيديهم. 

في موضوع واحد نتنياهو محق. يجب تصفية حماس. إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بان يبقى هذا الجسم، الذي يتبنى إبادة اليهود على الحدود الجنوبية ويواصل تهديد سكان الغلاف وإسرائيل كلها. لان حماس حية وتركل فانها حماس التي ستتعزز أيضا في يهودا والسامرة. حماس حية وتركل هي خطر لـ 7 أكتوبر آخر. حماس حية وتركل ستشجع الاخوان المسلمين في الدول المجاورة. فهذه تمقط الاخوان المسلمين بقدر لا يقل عن إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي فقط اخرجهم الأردن عن القانون. لكن نتنياهو يعتقد أن الكل أغبياء وانه هو فقط الذكي. هو ذكي لدرجة انه يقودنا جميعا الى حرب كاملة، بعد أن وعدنا حتى الان مرتين باننا على مسافة خطوة عن النصر، وبعد أن فشلت استراتيجيته الناجحة في هزيمة حماس في حرب تنال منذ الان لقب الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل. حكمته السياسية الرائعة دهورت إسرائيل الى المنحدر السياسي الأخطر في تاريخها. 

الأخطر من ذلك، الدافع هو العنصر الأكثر حيوية لغرض النصر. وهذا هو الامر الأخير الذي تتميز به إسرائيل هذه الأيام الصعبة. فلا توجد ثقة بالقيادة. يوجد أساس بان الحرب تتواصل والمخطوفين متروكون لمصيرهم لاسباب شخصية وسياسية. نتنياهو يستسلم لتهديدات أحزاب اليمين المتطرف التي تريد دوما الحرب كي يحافظ على الائتلاف. وللتحلية، هذه حكومة تريد ان تصدر أوامر امتثال لاولئك الذين سبق أن خدموا مئات الأيام، لاولئك الذين يدفعون الثمن، ويتحملون العبء، بينما في نفس الوقت تهتم بقانون آخر مناهض للصهيونية يشرعن فقط التسيب لدى مزيد فمزيد من المتملصين. كيف بالضبط سيكون دافع في مثل هذه الظروف؟ فالنتائج باتت على الأرض. ينبغي الامل في أن يكون نتنياهو تلقى تقارير حقيقية عن نسبة الامتثال للخدمة. 

يا سيد نتنياهو. امواتنا يستلقون امامك. مخطوفونا يذوون بالانفاق. وبدلا من ان تتعاطى معنا كاناس جديين تتعاطى معنا كعصبة اغبياء. ليس هكذا يتحقق النصر المطلق. هكذا نسير الى الفشل المطلق.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى