يديعوت أحرونوت: في ظل حكومة فشلت في تحقيق كل وعد جوهري فان الشك مطلوب

يديعوت أحرونوت 16/6/2025، عيناب شيف: في ظل حكومة فشلت في تحقيق كل وعد جوهري فان الشك مطلوب
ظاهرة صمت المعارضة والاعلام النقدي في الأيام الأولى من الحرب ليست اختراعا إسرائيلية وهي أيضا لم تولد بين ليلة الخميس والجمعة. لكن الحرب التي بدأت بهجوم تاريخي في ايران هي حدث شاذ حتى على هذا المستوى: حكومة مسؤولة عن قصور 7 أكتوبر وترفض اخذ أي مسؤولية عنه (من إقامة لجنة تحقيق رسمية وحتى الاستقالة)، تسحق القطاع الخادم (بالعمل النشط على “قانون التجنيد”) والتكافل الأساس (بالنسبة لموضوع المخطوفين) ومنذ اشهر طويلة لا تحظى بالأغلبية
في أي استطلاع يجرى خارج فقاعة الاعلام المؤيد للحكم، تشن حرب ضد قوة عظمة قديمة من 90 مليون انسان وانسانة، تضع أهدافا القدرة على تحقيقها موضع خلاف في افضل الأحوال وتتمسك بكلمات مثل “سيناريو المرجعية” كي يكون ممكنا ربما القول في النهاية للعائلات المدمرة والجمهور المفزوع فان هذا كان يستحق.
ورغم كل هذا، ولم نتحدث بعد عن رئيس وزراء يوجد في منتصف شهادته في محاكمة جنائية وقال في الماضي ان “رئيس وزراء غارق حتى الرقبة بالتحقيقات ليس له تفويض أخلاقي وجماهيري لان يقرر أمورا بهذا القدر من المصيرية لدولة إسرائيل” – يوجد احتمال اكبر لتخمين الرقم الذي يفوز في اليانصيب من إيجاد أصوات في التيار المركزي السياسي والإعلامي، تطالب بتفسيرات معللة بالاسئلة المستعجلة والواجب: هل بالفعل لم يكن مفر، غير أنه عندما تكون إسرائيل متورطة في جبهة لم تحسمها (وفقا لاعتراف المستوى السياسي والعسكري) منذ سنتين تقريبا؟ ما هو الهدف (تدمير النووي كله/تغيير النظام/ تراجع عن المشروع/منوط باليوم)؟ وهل توجد وسائل لتحقيقه اذا لم ينضم الحلفاء الى الهجوم؟ كم من الوقت يمكن للدولة (الاقتصاد، التعليم الجهاز الصحي، المجتمع، سواء العمل) التي منذ خمس سنوات تنجر بين حالات طوارئ عالمية (كورونا) ومحلية (حملات في غزة، حرب 7 أكتوبر والان حرب مع ايران) ان تجرجر حربا كهذه؟ هل كجزء من تخطيط الحرب لم تبنى فقط الخرائط الاستخبارية وقدرات الحوامات بل وأيضا خطط الوزارات المختلفة لوضع يمكنه أن يتواصل لاسابيع وربما ايضا لاشهر؟.
بخلاف ما يفهم من كل أنواع التغريدات والمغامرات من شخصيات “الاحتجاج” مع ارتباط هزيل بالحقائق وبدون العلاج النفسي المناسب، هذه الأسئلة موضوعية، عديمة ذرة من الانهزامية وهي بالتأكيد لا تستخف بالتهديد النووي الإيراني ولا بالقدرات التي تبديها إسرائيل. ما العمل حين تكون هذه لا تزال هي الحكومة ذاتها التي فشلت حتى الان في كل وعد جوهري منها، من معالجة “الحوكمة” عبر غلاء المعيشة وحتى “على مسافة خطوة عن النصر”، مع كابنت يشغله في قسمه الأكبر محبو اشعال حرائق ومتطرفون. في هذه الحالة فان الشك مطلوب ليس بعد 72 ساعة من بداية الحملة، مهما كانت ناجحة وهامة بل بعد 72 ثانية. بدلا من هذا تحصل على معارضة التوقعات منها على أي حال كانت بارتفاع عشب الحديقة وبث يتراوح في غالبيته الساحقة ساعات على ساعات، بين نشوة معتدة، ثرثرة جهاز الامن وفصل تام بين الأسى والألم الذي لحق بالسكان الذين تضرروا وبين المصاعب الجوهرية التي تنشأ عن الصور الخطيرة التي تأتي من مركز البلاد. حتى التاريخ القريب الذي يدل على أن إسرائيل تعرف كيف تدخل الى الحروب لكنها تميل لان تنسى كيف تخرج منها (بل وحتى حيال أعداء اصغر بكثير)، لا تلمس اطراف الشك السليم. هو كالمعتاد سيأتي فقط في مرحلة الحرقة وحتى هذا لم يمنعها من أن تقول “قلت لكم”.