يديعوت أحرونوت: سبعة دروس من حرب ايران أهمها انه لا توجد مؤشرات على تفكك النظام

يديعوت أحرونوت 20/6/2025، ناحوم برنياع: سبعة دروس من حرب ايران أهمها انه لا توجد مؤشرات على تفكك النظام
في الجيش الإسرائيلي يطلبون الان مزيدا من الوقت. مع الاكل تأتي الشهية. كلما اتسعت حركة طائرات سلاح الجو فوق ايران، كلما طالت قائمة الأهداف التي ضربت، هكذا يزداد الطموح. الهجمات تتركز الان على ضرب قدرة الإيرانيين على أعادة بناء أنفسهم بسرعة في اليوم التالي للحرب. سلاح الجو يضرب منظومات انتاج الصواريخ ومنظومات انتاج السلاح. القرار بقصف المفاعل النووي في اراك هو مثال على ذلك: فقد قصف المفاعل فجر أمس رغم أنه ليس نشطا. “في المستقبل سيكون ممكنا تحويله الى نشط”، كان التبرير.
الإنجازات العسكرية مبهرة: النشوى يجب ان تشعل ضوء تحذير. مسألة اليوم التالي لإيران لا تتلخص باعداد عن انخفاض مستقبلي في قدرة الإنتاج. فإسرائيل تتصدى لدولة كبيرة ومتطورة ولنظام متزمت يؤمن بالطريق الطويل. ضربة بدء ناجحة لا تضمن النصر في ضربة النهاية. واضح الى أي نهاية تتمنى إسرائيل، لكن ليس واضحا على الاطلاق اذا كانت هذه النهاية قابلة للتحقق. أسبوع مر منذ بدء الحرب: زمن طويل مقارنة بالحروب الإسرائيلية في الماضي، زمن قليل مقارنة بالقصة الإسرائيلية في غزة. يمكن أن نتعلم بضعة دروس، لكن حتى هذا التعلم سيكون تجريبيا، مؤقتا، منوطا باللاعبين وبالظروف.
ثانيا، العالم يسير مع من ينظر اليه كمنتصر. هذا مثير للحفيظة، لكن هكذا مبني العالم. المرة الأخيرة التي حظيت فيها إسرائيل بالعطف بسبب ضعفها كانت في أيار 1967، عشية حرب الأيام الستة. العالم الغربي بكى ابادتنا القريبة لكنه فعل قليلا جدا كي يمنعها. وعندها نشبت الحرب وكل شيء انقلب رأسا على عقب. في 7 أكتوبر 2023، عندما انكشفت دولة إسرائيل في ضعفها، امتلأت الجامعات في الغرب بالدعوات لابادة إسرائيل.
ليس في الرأي العام في الغرب رحمة كبيرة على النظام الإيراني. الحكومات تريد سقوطه. عندما قال رئيس وزراء المانيا الجديد ان إسرائيل تقوم بالعمل الأسود نيابة عن العالم فانه قال علنا ما يقوله نظراؤه في الخفاء.
احد التعابير عن التغيير الإيجابي هو الرفع العملي للحظر على بيع السلاح لإسرائيل (أحيانا توجد فجوة إيجابية بين التصريحات والافعال: لدى البريطانيين، مثلا). في الصالون الجوي في لا بورجيه الذي بسبب تدخل الرئيس ماكرون بقيت الاجنحة الإسرائيلية فيه مغلقة، إسرائيل تعقد الصفقات كالمعتاد. قد لا تكون هي شعبية، لكن أسلحتها شعبية.
المنضم الأبرز هو ترامب. أمريكا انتخبت رئيسا مدمنا على كل قصة نجاح، يتبناها لنفسه ويتباهى بها. هو قال امس انه قد يضم أمريكا الى الحرب وقد لا، أحد لا يعرف. بـ “احد” قصد أيضا نفسه. لكن تصريحاته، الصبيانية والمتذبذبة مثلما هي، تصعب على النظام الإيراني اتخاذ القرارات. يحتمل أنه مثلما كتبت “نيويورك تايمز” نجح نتنياهو في أن يجر ترامب الى مشاركة مباشرة في حرب لم يرغب فيها. يحتمل ان تكون المسؤولية تقع على كاتب مقال ما في “وول ستريت جورنال” الذي كتب ان ترامب هو TACO: وهذه الاحرف الأولى من تشخيص مهين يقول ان “ترامب دوما يذعر ويهرب”. الاحرف الأولى هذه انتجت اجنحة وشعر ترامب بانه ملزم بان يثبت بانه ليس دجاجة مذعورة بل رجل الرجال.
ثالثا، أثبتت إسرائيل قدرات استثنائية في تصفية القيادة العسكرية لإيران ودقة قصف سلاح الجو على مسافة نحو 2000 كيلو متر عن إسرائيل. هذا الخليط بين القدرتين كان فتاكا. مصدر عسكري في إسرائيل يشرح بان النظام اضطر لان يحول عمداء قليلي التجربة الى ألوية وفرقاء. لكن القدرة النووية لإيران تضررت بالهوامش فقط. إسرائيل بحاجة الى تدخل امريكي او على الأقل الى قنابل أمريكية كي تكمل الضربة.
رابعا، بين قرار ترامب أم بين روح القائد، إسرائيل تحصل في هذه الحرب من المخازن الامريكية على كل ما تطلب. هذا ما يقوله لا السياسيين بل المهنيون. على حد قولهم مشكلة صواريخ الاعتراض ضخمت بسبب التسريب، نتيجة خلاف بين البنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية. استخدام صواريخ الاعتراض بعضها إسرائيل، بعضها امريكي، يدار.
التوترات الداخلية في الإدارة الامريكية ولدت تسريبا آخر يقول ان ايران لم تبني على الاطلاق قدرة عسكرية نووية. المصدر هو على ما يبدو تولسيجفارد المسؤول عن الاستخبارات التي علاقتها مع النظام الإيراني معروفة. كعقاب له، لم يدعوه ترامب الى النقاش عن الحرب في البيت الأبيض. اما إسرائيل فقد سارت في هذا الشأن على الخط مع قائد المنطقة الوسطى الأمريكي الذي قدر مثلها بان ايران بعيدة أسابيع فقط عن انتاج 15 قنبلة.
خامسا، توجد مظاهر فزع في أجزاء من المنظومة العسكرية الإيرانية، لكن الدولة تدار. لا توجد حاليا مؤشرات على تفكك النظام. توجد مؤشرات على خوف الجنود من اطلاق الصواريخ.
سادسا، الفرضية في إسرائيل هي ان حزب الله، او ما تبقى منه لا يسارع الى ان يفتح من جديد معركة ضد إسرائيل. الدعوة العامة لخامينئي لم تستجب حاليا. الهجوم على ايران، يقول مصدر عسكري، ما كان ليتاح لولا صفينا قبل ذلك أساس قوة حزب الله.
سابعا، التقدير في الجيش الإسرائيلي في نهاية أسبوع من القتال هو ان ثلث منصات اطلاق صواريخ ارض ارض دمر، ثلث تضرر وثلث سليم.
إضافة الى ذلك فان سلاح الجو الذي جرى الحدث عنه كثيرا في السنتين الأخيرتين خرج الى هجوم على ايران بالاجماع. الاسراب الرباعية من طائرات اف 16 تخرج الى المهمات وتتلقى مهمات جديدة فور هبوطها. قل شكرا لالاف الأشخاص الذين يعملون هنا، طلب احد الطيارين. هم يأتون من كل شرائح السكان.
لقد حذر من فرصة مبكرة قائلا: “ما نحتاج الى عمله هو أن نعيدهم الى الوراء، بالادوات، بالذخائر، بالتكنولوجيا، بالمعرفة. لكني أقول لطياريّ تعالوا بتواضع واعطوا العدو احتراما. هم إيرانيون. هم سيحاولون التعلم والانتعاش.
ناهيك عن ان في هذه الاثناء لا يسارع ترامب وبوتين لفرض اتفاق، وليس لإسرائيل خطة خروج. الزمن هو مقدر يحسن الإيرانيون استخدامه. نحن من شأننا ان ننتصر في المعركة ونخسر في الحرب.
كل شيء قابل للتراجع
النصر في حرب الأيام الستة جلب ست سنوات من الغرور والاعتداد، حرب استنزاف عديمة الجدوى واخفاق عسكري رهيب في يوم الغفران؟ كما جلب أيضا مناطق جديدة اثارت لدى بعض الإسرائيليين احلاما جديدة، تطلعات جديدة وسلم أولويات جديد ولدى آخرين اسف وندم.
حرب يوم الغفران انتهت بتعادل لاذع لكنها جلبت سلاما مع مصر ومع الأردن، بداية دخول إسرائيلي الى العالم العربي وتجربة لم تنجح لمسيرة سلام مع الفلسطينيين.
ما هو الشرق الأوسط الجديد الذي يعلن عنه نتنياهو، نحن لا نعرف. نحن نعرف ما هي إسرائيل الجديدة التي تسعى حكومتها اليها. الجهد الحربي يدعو الى الوحدة الداخلية، الى الاجماع. هذا أيضا هو الخطاب. لكن ما يحصل عمليا، معاكس. مهمات في ايران للطيارين؛ استماع قبيل الإقالة للمستشارة القانونية للحكومة. دعم في الحكومة للاعلام الحر؛ تصفية الاعلام الحر في خطوات الحكومة. لم يسبق لمثل هذا الامر في أي من حروب إسرائيل.