ترجمات أجنبية

وول ستريت جورنال – واشنطن تفشل في إقناع شركائها بالشرق الأوسط في دعمها في اوكرانيا

وول ستريت جورنال ٣-٣-٢٠٢٢م – اعداد ديفيد كلاود وبينويت فوكون وسومر سعيد

تدفع إدارة الرئيس جو بايدن حلفاءها الأقرب في الشرق الأوسط لدعم جهودها في الحرب على أوكرانيا والمساعدة في تخفيف الآثار الاقتصادية، بدون أن يكون لديها إنجازات في هذا الجانب. ومن ملكيات الخليج إلى إسرائيل يقف حلفاء الولايات المتحدة على الحياد أو يخففون من نقدهم لموسكو في إشارات عن زيادة التأثير الروسي في المنطقة. ورفضت السعودية التي تعتبر زعيمة منظمة النفط الفعلية مطالب الولايات المتحدة لزيادة معدلات إنتاج النفط والمساعدة في وقف زيادة أسعار التي وصلت إلى أكثر من 100 دولار للبرميل الواحد وسط مخاوف عمليات التزويد بعد الغزو الروسي.

الإمارات العربية المتحدة التي تستقبل قوات أمريكية على أراضيها تجاهلت ضغوط الإدارة وامتنعت عن التصويت في مجلس الأمن أثناء مداولات حول مشروع قرار يشجب العدوان الروسي على أوكرانيا. وحتى إسرائيل التي تعتبر أهم حليف للولايات المتحدة رفضت طلبا أوكرانيا بتوفير المعدات العسكرية مثل الخوذ الواقية والسترات، حسب السفير الأوكراني يفغين كورنيشاك. وتخشى إسرائيل من اتخاذ مواقف في الحرب الدائرة والتعبير عن موقف مضاد لموسكو بحيث يدفع القوات الروسية في سوريا للرد والتدخل في الحملة الطويلة التي يقوم بها الطيران الإسرائيلي ضد الجماعات التي تدعمها إيران، حسب المسؤولين الإسرائيليين.

ونقل عن مسؤول أمريكي قوله بأن الرد الدبلوماسي في المنطقة كان حذرا أكثر مما كانت تأمله واشنطن. لكنه أضاف أن هناك اتفاقا أكثر مما يبدو في العلن بشأن أهمية تهدئة الأسواق وتجنب الهزات لو أطال الرئيس فلاديمير بوتين حملته في أوكرانيا. وقال المسؤول “نركز على التأكيد بأننا نضع أقصى الضغوط على روسيا وبوتين، في وقت نخفف فيه من المخاطر على الاقتصاد الأمريكي والعالمي”. مضيفا أن المحادثات على مستويات عالية تهدف للتأكد “من تنسيقنا وفهم تحركات كل طرف منا”.
وفي الوقت الذي عارضت فيه السعودية مطالب أمريكية سابقة لمزيد من إمدادات النفط إلا أن المسؤولين في منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط قالوا إنهم لا يتوقعون معارضتها تحركا يوم الثلاثاء من وكالة الطاقة العالمية الإفراج عن 60 مليون برميل نفط من مخزونها الطارئ في محاولة لتدجين أسعار النفط.
وبخلاف هذه المواقف، عبرت قطر التي صنفتها إدارة بايدن قبل فترة حليفا مهما من غير دول الناتو- وهو لقب لم يمنح لا للسعودية أو الإمارات- عن انفتاح لحرف مسار بعض شحنات الغاز من آسيا إلى أوروبا للمساعدة وملء الفراغ حالة توقف الغاز الروسي لأوروبا، حسب أشخاص على معرفة بالمحادثات بين الولايات المتحدة والقطريين.
ومع ذلك كشف الغزو الروسي عن مدى التوتر الذي شاب صفقة النفط مقابل النفط بين الولايات المتحدة وشركائها العرب، وسط شكوك ببقاء الولايات كقوة في المنطقة. ودفع خروج الولايات المتحدة المفاجئ من أفغانستان الصيف الماضي والتحول في السياسة الخارجية باتجاه الصين للبحث عن علاقات اقتصادية وأمنية. وملأت روسيا الفراغ وانضمت روسيا لدول الشرق الأوسط المنتجة للنفط من أجل إدارة إمداداته في صفقة ساعدت بدفع أسعار النفط الخام. وأقامت شراكة مع الصندوق السيادي السعودي وشركة النفط.

وقدم الروس بديلا عن السلاح الأمريكي لدول الخليج التي تعاني من تهديد جيرانها وتدخلت إلى جانب القادة الأقوياء في الحروب الأهلية بسوريا وليبيا. وقالت كارين يانغ، من معهد الشرق الأوسط في واشنطن “استطاع بوتين خلق نفوذ مع القادة في الشرق الأوسط، لم تكن الولايات المتحدة قادرة على خلقه رغم إنفاقها المليارات”، مضيفة “أعتقد أنها صدمة حقيقية للولايات المتحدة”.

ولا تريد السعودية تعريض كارتل النفط، أوبك الذي تقوده مع روسيا للمخاطر، وهو تحالف أطلق عليه أوبك+، حسب قول مسؤولين في الرياض. ولم يعمل الاتفاق الذي يسمح بزيادة إنتاجية بمعدل 400.000 برميل نفط في الشهر الكثير للحد من ارتفاع أسعاره، ولم يضخ السعوديون إلا أقل من حصتهم حسب وكالة الطاقة الدولية.
وأخبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والحاكم الفعلي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد أن بلاده ملتزمة بالحفاظ على اتفاقها بشأن معدلات إنتاج النفط مع روسيا. وقال مسؤول سعودي “لا ترى السعودية حاجة لتحركات تعرض التحالف للمخاطر”. وتعقدت جهود الولايات المتحدة في تغيير الموقف السعودي بالعلاقات المشحونة بين إدارة بايدن وولي العهد السعودي الذي تجاهله الرئيس لدوره في مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018. وقال مستشار سعودي “رفض بايدن الاعتراف بمحمد بن سلمان كزعيم فعلي للسعودية يسهل قرار الأمير الوقوف إلى جانب بوتين الذي كان أقرب منه رغم بعض المشاكل”.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الإدارة تحاول إعادة بناء العلاقات مع السعودية حيث أرسلت وفودا على مستوى عال إلى الرياض ورتبت مكالمة في 24 شباط/فبراير مع الملك سلمان. واتسمت علاقات الإدارة مع الإمارات بالبرود، وبرزت في امتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن، وبرغم المناشدات المباشرة من وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

تصريحات المستشار الرئاسي أنور قرقاش التي قال فيها إن اتخاذ مواقف سيقود لمزيد من العنف، مضيفا أن التركيز في الأزمة الأوكرانية هو تشجيع الأطراف على الحوار والتفاوض على تسوية سياسية. ويبدو أن موقف الإمارات في مجلس الأمن، مرتبط بمحاولتها الحصول على دعم روسي في قرار آخر منفصل يشجب الهجمات الصاروخية للحوثيين ضد الإمارات والسعودية. ومرر القرار في مجلس الأمن يوم الإثنين بدعم من روسيا. وبحسب الخبير بشؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري ” المفهوم القوي بين الدبلوماسيين هو وجود مقايضة” أو ساعدني أساعدك. ولم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على طلب التعليق. وفي إشارة عن إبعاد الإمارات نفسها عن واشنطن، المكالمة التي أجراها بوتين مع محمد بن زايد يوم الثلاثاء حول “العلاقات الثنائية” وسوق الطاقة والتطورات في أوكرانيا، حسبما ما جاء في وكالة الأنباء الإماراتية.
وفي يوم الثلاثاء قالت سفارة أوكرانيا في بيان على فيسبوك إن أبو ظبي علقت تأشيرات الزيارة للسياح الأوكرانيين. ويطلب منهم الآن التقدم بطلب تأشيرة زيارة إلى البلد مع انه كان يسمح لهم بالبقاء شهرا واحدا في الإمارات.

ومع تقدم القوات الروسية باتجاه العاصمة كييف، تجنب ولي عهد أبو ظبي أي نقد عام لموسكو مؤكدا لبوتين على ضرورة الحل السياسي للأزمة. وقال السفير الأوكراني في إسرائيل كورنيشاك، إن مطالب حكومته للدعم العسكري شملت على أنظمة دفاعية لمواجهة الدبابات الروسية وليس القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى. وقال يوم الثلاثاء “نحن بحاجة ماسة للأسلحة الدفاعية” و “آمل أن تتعامل إسرائيل بإيجابية مع مطالبنا”. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن بلاده اتخذت نهجا حذرا ومسؤولا يسمح لها بحماية مصالحها ولكنه نافع بحيث يجعلها واحدة من قلة تستطيع التواصل مباشرة مع الطرفين. وكلما طال أمد الحرب كلما زاد الضغط على شركاء الولايات المتحدة لكي تتواءم مواقفهم مع واشنطن. وتقول يانغ إن روسيا وإن زادت من علاقاتها مع الشرق الأوسط، لكنها لا تقدم الدعم العسكري طويل الأمد لكل من الإمارات والسعودية. وقال “ليس لدى روسيا القدرة للعب ذلك الدور، لا الآن ولا في المستقبل”.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى