ترجمات أجنبية

واشنطن بوست: قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق: مخيم الهول حاضنة جيل داعش القادم

واشنطن بوست ٢٣-٧-٢٠٢٢م، بقلم الجنرال جوزيف فوتيل *

  قام الجنرال مايكل “إريك” كوريلا، بعد توليه القيادة المركزية الأمريكية مباشرة، بزيارة مخيم الهول في سوريا، وكانت الزيارة محل ترحيب واهتمام ضروري بالمخيم، حيث يتم احتجاز حوالي 60 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء ويعيشون في ظروف بائسة. ومعظم سكان المخيم هم من عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة” الذين قُتلوا أو ألقي القبض عليهم بعدما انهيار ما أُطلق عليها الخلافة.

وكانت الحاجة واضحة في تخفيف مأزقهم، حيث تجول الجنرال في أرجاء المخيم وقال: “للأسف فقد أصبح الهول مشكلة، فكقائد للقيادة المركزية ما بين 2016- 2019K لاحظت تخمر هذه المشكلة في نهاية عام 2018، عندما اقترب القتال ضد تنظيم الدولة من نهايته، ولم يجد ضحايا التنظيم ولا عائلاته مكانا للفرار إليه. وبحلول الربيع حيث بدأت الحملة العسكرية للحلفاء تقترب من نهايتها، بدأنا بالعمل مع حلفائنا من قوات سوريا الديمقراطية لإجلاء عائلات أعضاء تنظيم الدولة إلى مكان يمكن حراستهم فيه ودعمهم وإعادتهم في النهاية إلى البلاد التي جاءوا منها”.

وكان المكان هو مخيم الهول، و”لم نقصد منه أن يكون معسكر نازحين طويل الأمد لأن احتجاز أعضاء عائلات تنظيم الدولة لفترة طويلة يعني زرع بذور العنف. وعلمنا أن هناك حاجة لعملية كبيرة متماسكة وضخمة لإعادة تأهيل ودمج هذه العائلات”.

 عائلات التنظيم كانت وبشكل مخيف تردد أغاني تمجد تنظيم الدولة، وهي تركب الحافلات في طريقها إلى الهول، و”يذكروننا بأنهم سيعودون لذبحنا جميعا”.

إن أفضل فرصة لمعالجة مشاكل كهذه هي في البداية عندما يكون الاهتمام بالتهديد في أعلى حالاته بشكل يقدم زخما للحلول. و”لسوء الحظ فقد فشلنا، نحن الولايات المتحدة وشركاؤنا في التحالف بعمل هذا، وظل الوضع في الهول يتقيح لمدة ثلاثة أعوام ونصف بدون تقدم واضح”.

وبحسب دراسة لمنظمة “هيومان رايتس ووتش” نشرت عام 2021، لم تقم سوى 25 دولة من بين 60 ينتمي إليها سكان المخيم بإعادة أبنائها، فعدد سكان المخيم يتزايد بدون وجود ما يكفي لمعالجة احتياجات السكان المقيمين فيه، حيث يولد كل شهر 60 مولودا جديدا في المخيم. وهناك تقارير تتحدث عن زيادة معدلات العنف في المخيم، بـ90 جريمة قتل في العام الماضي، حسبما قالت الأمم المتحدة. وعندما تقوم منظمات الإغاثة الإنسانية بالزيارة، يتم مقابلتها بالاحتقار والشكوك والتهديد الواضح.

وأكثر من هذا، فقد تم تفويض أمن المخيم لحلفاء أمريكا الأكراد المحشورين بين تركيا وروسيا، ويواجهون مشاكل أمنية، في وقت يواصلون ملاحقة بقايا تنظيم الدولة بدعم سياسي قليل.

المنطقة تعاني من تاريخ حزين من مخيمات النازحين، ويعتبر لبنان واحدا من الدول التي وُجدت فيها المخيمات ولعقود. ولكن “الهول” يمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي، لأنه يعمل على زرع عدم الاستقرار، ويروج لخطاب العنف ويثقف الجيل المقبل، ويسمح لمن يكنّون الضغينة للولايات المتحدة وحلفائها بمواصلة التجنيد وزرع التشدد.

وعليه، فحلّ هذه المشكلة سيخفف من التهديدات على الأمن القومي الأمريكي في الداخل وبالمنطقة. وهناك حاجة لقوة مهام خاصة متعددة الجنسيات تقوم بتطوير حلول صلبة. ويجب أن تقودها الولايات المتحدة أو دول غربية كبرى. وفي الوقت الذي يمكن أن تسهم الموارد العسكرية في الحل، لكن يجب ألا تقود العملية، وبدلا من ذلك يجب أن تقود الدبلوماسية والقانونية. ويجب التفكير بكل خيار من أجل دفع وتحفيز الدول لإعادة مواطنيها وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم.

ويعتبر العراق مشكلة محورية، فغالبية العائلات في الهول جاءت منه، وفي ظل التقلب في المشهد السياسي، فعلمية إعادة العائلات لن تكون سهلة. كما ستكون هناك مشاكل قانونية للأطفال الذين لا جنسية لهم، والكبار ممن ليست لديهم وثائق قانونية. وبلا شك، ستكون هناك الكثير من المشاكل، لكن يجب ألا تمنعنا عن اتخاذ أمر نعرف أنه ضروري.

إن مهمة الهول لم تنته بعد، وأضمن أننا لو سمحنا باستمرار الوضع بدون حل في السنوات المقبلة، فسنجبر مرة ثانية على العودة إلى المنطقة لمواجهة الجيل القادم من تنظيم الدولة والذي كانت بدايته في مخيم الهول.

*الجنرال المتقاعد بأربع  نجوم، قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، والزميل حاليا في شؤون الأمن القومي بمعهد الشرق الأوسط.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى