ترجمات أجنبية

واشنطن بوست: أمريكا فحصت حطام طائرات انتحارية ايرانية استخدمتها روسيا في أوكرانيا

واشنطن بوست: أمريكا فحصت حطام طائرات انتحارية ايرانية استخدمتها روسيا في أوكرانيا 20-10-2022، اعداد شين هاريس ودان لاموث وأليكس هورتون وكارين دي يونغ 

فحصت الولايات المتحدة بقايا حطام للمسيّرات الانتحارية (كاميكاز) الإيرانية التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا. وقالوا إن المعلومات التي تحصل عليها واشنطن من هذه المسيرات ستكون حيوية ويمكن أن تساعد الأمريكيين وحلفاءهم  الأوكرانيين على تدمير وهزيمة المسيرات. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة بفحصها لحطام المسيرات الإيرانية تعمل على تعميق نظرتها للمقاتلات التي نشرتها  روسيا في سلسلة من الغارات الانتحارية واستهدفت البنى التحتية، وذلك نقلا عن مسؤولين أمريكيين.

وتأمل الولايات المتحدة  أن تقودها المعلومات لتحديد المسيرات وضربها قبل أن تصل إلى أهدافها. وقال المسؤولون إن عملية فحص المسيرات الإيرانية تشبه ما قامت به القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لفحص الأسلحة التي زودتها طهران لجماعاتها الوكيلة بالمنطقة. واستهدفت المسيرات الإيرانية من جيل شهيد-136 في هذا الأسبوع لضرب البنى التحتية في العاصمة كييف، مثل محطات الطاقة والبنى الأخرى المدنية، مما أدى لمقتل 4 أشخاص على الاقل.وأكد استخدام المسيرات الإيرانية على الصلات العسكرية القوية بين طهران وموسكو، حيث منعت العقوبات الغربية روسيا من إعادة بناء ترسانتها العسكرية بعد اشهر من الحرب في أوكرانيا. ويتم إطلاق المسيرات الإيرانية من ثلاث قواعد عسكرية روسية بشبه جزيرة القرم ومواقع أخرى في بيلاروسيا. وأرسلت طهران مستشارين  إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا حيث قدموا إرشادات للمشغلين وتعليمات فنية.

ولا تعرف الكيفية التي تمكنت فيها الولايات المتحدة من فحص حطام المسيرات الإيرانية، مع أن البنتاغون ينسق بشكل دائم مع القوات الأوكرانية ويحتفظ بفريق إداري صغير بسفارة الولايات المتحدة في كييف. ويقود الفريق جنرال بنجمة واحدة. وأشارت الصحيفة إلى مسيرة شهيد-126 بأنها طائرة كبيرة تحلق بشكل متثاقل وعلى ارتفاع منخفض ويبدو أنها لا تحتوي على قطع معدنية كثيرة ومن الصعب على الرادارات أو أجهزة الاستشعار اكتشافها قبل وصولها الهدف.

وعليه ففحص حطامها قد يساعد  في التغلب على هذه التحديات. ويمثل منشأ الطائرة المسيرة تحدياً آخر، حيث يقول المسؤولون الأوكرانيون إن مكان إطلاقها بعيد ولا يمكن ضربها بالصواريخ المضادة للدبابات التي قدمتها أمريكا لهم، مما يحبط كل الخيارات لتدميرها  قبل أن تحلق في الجو. ويقول الأوكرانيون إنهم دمروا 220 مسيرة إيرانية من جيل شهيد منذ 13 أيلول/سبتمبر بدراسة الطائرة.

وقال وزير الدفاع الإستوني هانو بيكور ” علينا جميعا فهم أهمية تكريس جهودنا لهذا، وفهم كيفية عملها وكيفية إسقاطها” و “لأن السؤال لا يتعلق بالحرب في أوكرانيا ولكنه سؤال يهمنا جميعا ممن يجدون أنفسهم في نفس الوضع”. وتنتج إيران أجيالا عدة من المسيرات، وزودت حزب الله في لبنان بأنواع منها إلى جانب حلفائها الحوثيين في اليمن، من بين جماعات وكيلة أخرى لها بالمنطقة.

 

 

ويعتقد البنتاغون أن الميليشيات الشيعية الموالية لطهران استخدمتها ضد القوات الأمريكية، بمن فيهم عملية آب/أغسطس ضد قاعدة التنف. واستخدم الحوثيون مسيرات صمد-3 لضرب محطات تكرير النفط بالسعودية في الربيع الماضي، وكذا شنت غارات بمسيرات صمد-1 ضد أهداف سعودية أخرى. وتتميز المسيرات عن بقية الأسلحة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا. وتعرضت العاصمة الإماراتية في بداية العام لهجمات بالمسيرات اطلقها الحوثيون. وفي استعراض عسكري الشهر الماضي بالعاصمة صنعاء تم عرض نسخة محلية من مسيرات شهيد-136.

وطلبت أوكرانيا من الأمم المتحدة فحص حطام المسيرات وتحديد منشئها. وفي رسالة أرسلها السفير الأوكراني في الأمم المتحدة  يوم الجمعة أكد فيها أن نقل إيران للمسيرات يعتبر خرقا للعقوبات المفروضة على إيران وخرقاً لشروط قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة يوم الأربعاء للاستماع لإيجاز من الخبراء  حول الأدلة الجديدة من أن روسيا اشترت مسيرات إيرانية ونشرتها في أوكرانيا، حسب نيت إيفانز المتحدث باسم بعثة واشنطن في الأمم المتحدة. وفي بداية الأسبوع عبرت فرنسا وبريطانيا، الموقعتان على اتفاقية 2015 النووية إلى جانب روسيا والصين وألمانيا والولايات المتحدة عن نفس المواقف الأوكرانية من أن إيران خرقت شروط الإتفاقية النووية. ويطلق الأوكرانيون على المسيرات الإيرانية بقصاصة العشب، نظرا للصوت الذي تصدره، ويسمح أزيزها للأوكرانيين فرصة للبحث عن مخبأ قبل أن تضرب الهدف.

 

 وتمثل المسيرات مشكلة كبيرة، كما يقول المحللون. فأنظمة الدفاع القادرة على تدميرها مكلفة، ومصممة لتهديدات أكبر مثل المقاتلات والمروحيات ويحتاج تصنيعها لسنوات، بشكل يحد من نشرها وتجبر المخططين العسكريين على منح الأولوية للمواقع المهمة. ويقول الخبير صامويل بندكيت، المختص بالشؤون عسكرية الروسية بمعهد سي أن إي “هي صورة عن قدرات روسيا، ولديهم الآن أسلحة كثيرة ورخيصة بشكل يذكر الأوكرانيين أن أجواءهم ليست آمنة 100%” و “هي سلاح نفسي قوي”. وأضاف أن أداء روسيا يشهد تطورا و “قد بدأوا بالمبدأ الأساسي الذي استخدمه الحوثيون والإيرانيون وبنوا عليه، من خلال إغراق الدفاعات الأوكرانية، والتحليق حولها والتحايل عليها بطريقة أو بأخرى”. وسيحاول القادة الإيرانيون الحصول على معلومات حول أداء المسيرات وتجنبها للدفاعات الجوية الغربية من القادة الروس. وربما ساعدت المعلومات طهران على مواجهة أي هجوم ضد أعدائها في المنطقة.

وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا بدفاعات جوية قادرة على تدمير المسيرات، منها “فمباير” القادر على تدمير المسيرة وبمنصة إطلاق مرتبطة بعربة. ووعد البنتاغون بتزويد اوكرانيا بنظام صواريخ أرض- جو (نسامز) لاعتراض الصواريخ الباليستية والتهديدات الجوية الأخرى. وتم تحضير نظامين لتزويد أوكرانيا بهما خلال أسابيع، وهناك ستة قيد الإنتاج ولن تكون جاهزة للتسليم إلا بعد سنوات. ولا يوجد حل للمسيرات إلا باستخدام أنواع متعددة من الأسلحة مثل ستينغر الذي يطلق من الكتف ونسامز، كما يقول توم كراكو، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، مضيفا شن حرب إلكترونية  لتعطيل الرابطة بين المسيرة والمشغل. ولم تقل البنتاغون إن هجمات المسيرات الأخيرة قد تدفع للمسارعة بنقل معدات مضادة للمسيرات إلى أوكرانيا. وأشار مسؤول عسكري إلى أن الولايات المتحدة نقلت 1.400 صاروخ ستينغر إلى أوكرانيا حتى هذا الوقت. وفي سياق آخر استخدمت السعودية والإمارات الصواريخ من بطاريات باتريوت لاعتراض االصواريخ  الحوثية إلى جانب نظام ثاد الدفاعي. ولم يكشف أي منهما عن الأنظمة التي استخدمت لاعتراض المسيرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى