دراسات وتقارير خاصة بالمركز

هشام ساق الله يكتب – سنرجع يوما الى يافا

هشام ساق الله –

دائما استمتع الى اغنية السيده فيروز سارجع يوما الى يافا هذه المدينه الجميله الخالده التي لاعرفها كثيرا والتي جاء منها جدي وابي واعمامي وعادوا الى مدينة غزه موطن الاسره الاول والقديم ليعيشوا التشتت والنكبه الفلسطينيه وحلم العوده يراود الكثيرين ولازال يحلم به الاكبر منا سنا والاصغر ولربما جيلنا لايعرف يافا وقريته او مدينته الاصليه ولكنه يحس فيها ويتمنى العوده لها باي فرصه تسنح له زائرا او مقيما او حالما بربوع الموطن الذي يتمنى بمخيلته .

هناك من يتشككوا بناء على معطيات الامر الواقع ويقولوا هذا الكلام بعيد ولكن الدنيا دول ولن يبقى الوضع على ماهو عليه ولا بد بيوم من الايام ان تتوحد الامه وتنتصر فهناك حقيقه قرانيه ان هذه البلد بلد رباط الي يوم الدين وان الامه ستتوحد وتنتصر وسينطق يوما الحجر ويقول خلفي يهودي صهيوني اقتله ويومها سيرجع ابني او حفيدي او حفيد ابنتي يافا او احد من نسلنا الى يافا وحيفا وعكا وكل فلسطين .

يافا اسم صاحبني رغم اني لم اعرفها كثيرا فقد زرتها ثلاثه مرات على الاكثر زرت فيها خالتي ام السعيد التى لازالت هي وزوجها صالح المصري ابوالسعيد وابنائها وبناتها ويعيشون في احد شوارعها الجميله زرتهم وانا صغير ولازالت يافا تلوح لي بالافق دائما احن اليها والى زيارتها لعل اهم هذه الاسباب ان اوصل رحمي وارى خالتي ام السعيد ثم اتعرف على ماتبقى من شوارع يافا المدينه الجميله الخالده الرابضه على شاطىء البحر الابيض المتوسط والذي يعني اسمها بالكنعانيه القديمه الجميله وهي بحق مدينة جميله .

ويافا اسم ابنتي الكبرى اطلقت عليها هذا الاسم متحديا نصيحة اصدقائي وعلى غير رغبة اهلي فقد اردت ان اجعل الاسم يتردد وسط اسرتي وعائلتي ومحيطي في المنطقه الذي اسكن فيه وبالمدرسه حيث تتواجد بداخل صفها فقد اخذت بتجربة الفرنسيين الذين احتلهم الالمان بيوم من الايام لمدة 66 عاما فالايزيس واللورين هما اسما الاقليمين المحتلين قاموا بابتداع عيد لهم يصنعون فيه كعك اطلقوا سموه اليزيس واللورين وفي ذكرى الاحتلال يخرجون للاحتفال بالاقليمين بهذا الكعك وبعد الحرب العالميه الثانيه عادوا الى حضن الوطن وظل التاريخ يكتب كيف ظل الفرنسيين يحافظون على حقهم التاريخي فكيف بنا نحن الشعب الفلسطيني .

يافا تعني لنا ذكرى النكبه وحق العوده لها مستقبلا اما انا واما ابنائي او احفادي ولكن العوده حق لن يستطيع احد نزعها مني ومن اسرتي رغم ان عائلتي لاتملك بيافا الا بيت ودكانه فكان جدي رحمه الله صنايعي يعمل بصناعة الاحذيه ولم يكن رجلا غنيا كان يعمل باكله واكل اسرته ولم يكن ملاكا كبيرا وكان دائما يعود الى غزه عند اقاربه واسرته الكبيره فقد عاد جدي الى غزه اثناء الحرب العالميه الاولى هربا من الحرب المستعره وعاد ايضا عام 1935 ابان ثورة ال 36 وعاد عام 48 حين هاجر اليها اخر مره وحتما سنعود الى يافا يوما من الايام للزياره وللكسن والعيش فيها فهذا هو حق يتوارثه الاجيال جيل بعد جيل .

يتوجب على كل عائله ان تنمي بابنائها حق العوده والحلم بالعوده الى الوطن الاصلي كما ينبغي للمقررات والمناهج التعليميه ان تؤكد على هذا الحق وان تزرع بداخل الاجيال هذه الحقيقه حتى تبقى قضية العوده الى الوطن جزء من حياة أي اسره فلسطينيه وان نجعل من ذكرى النكبه قصه تروى بداخل بيوتنا لما حدث بالماضي وتجربة الاهل فيها ونروي لهم كيف كانت املاكنا هناك ومن سقط من الشهداء من ابناء عائلاتنا حتى يرثوا هذا التاريخ وهذا الفكر جيل عن جيل وكابر عن كابر حتى يحقق احد الاحفاد حلم العوده والاقامه في وطن الاجداد .

لن يسقط حق العوده الى الموطن الاصلي حتى لو تم توقيع كل الاتفاقيات التي تخالف هذا الشيء فالحق لايسقط بالتقادم ولا بالتوقيع على الاتفاقيات فحقي وحق اسرتي بيافا سيعود يوما والاتفاقيات التي توقع تتغير بتغير منطق القوه ولكن الحق لايمكن ان يسقط وسط الضعف والهوان وسيبقى في ذاكرة التاريخ وسيعيده حتما احد الابناء او الاحفاد ويتمتع بيافا هذه المدينه الجميله التي لن ننساها ابدا ويافا مثلها حيفا والناصره واللد والرمله والمجدل وعسقلان والقدس وصفد وكل مدننا وقرانا وشوارعنا وحقولنا ومزارعنا وكل ماملكناه يوما من الايام حتما سيعود وسنرجع يوما الى يافا كما تقول السيده فيروز رغم انف كل المحتلين وكل الطغاه فلايسقط حق ورائه مطالب كما يقول المثل الشعبي والانتصار وعد قراني ذكر بالقران والاحاديث النبويه وسيتحقق هذا الامر يوما من الايام وسنرجع يوما الى يافا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى