هارتس: ليس الانفصال، بل المنفصلين في اليمين هم الذين تسببوا بـ 7 اكتوبر
هآرتس – سامي بيرتس – 6/8/2025 ليس الانفصال، بل المنفصلين في اليمين هم الذين تسببوا بـ 7 اكتوبر
اليمين في اسرائيل قام في الاسبوع الماضي باحياء ذكرى مرور عشرين سنة على خطة الانفصال. في المؤتمر طرحوا الحجج مثل لو انهم لم يقوموا باخلاء غوش قطيف لما حدث 7 اكتوبر. لماذا؟ لانه حيثما يوجد استيطان يوجد الجيش. هذا الادعاء يوضح انه بمفاهيم اليمين فان نير عوز وكفار عزة ونتيف هعسره وبئيري ليست “بلدات”، بل فقط شيء موجود خلف الخط الاخضر. هذا ما حدث حقا في يوم المذبحة. في يهودا والسامرة عملت قوات كبيرة، وفي غلاف غزة كان تواجد عسكري ضعيف.
خطة الانفصال قادها رئيس الوزراء اريئيل شارون بتشجيع من كبار في الليكود، على رأسهم بنيامين نتنيناهو. وفي حينه عارضها رئيس الاركان موشيه يعلون. الخطة فشلت لان حماس سيطرت على غزة وحولتها الى قاعدة ارهاب. الحكومات المتعاقبة في اسرائيل منذ ذلك الحين هي التي سمحت لها بان تصبح قاعدة ارهاب. ونتنياهو كان رئيسها في معظم السنوات. ان القاء التهمة على الآخرين والتنصل من المسؤولية يميز الحكومة الحالية منذ تشكيلها. هم دائما سيبحثون عن مذنبين في مكان ووقت آخر. هم سيحاولون اخفاء الوضع الامني الصعب الذي كان سائدا في غوش قطيف عشية الاخلاء. من فعل ذلك لم ينجح في منع الانفصال، لكن كان يمكنه منع تعزز قوة حماس. نتنياهو الذي أيد الانفصال، هو الذي قوى حماس واهتم بتحويل اليها مئات ملايين الدولارات كل سنة من قطر كجزء من صفقة “الاموال مقابل الهدوء”. حسب بعض رؤساء الشباك السابقين هو ايضا رفض توصياتهم بتصفية يحيى السنوار.
الحديث يدور عن رئيس حكومة عرض بنفسه خطط حماس في نقاش في الكنيست اجري في نيسان 2017: “الخطة العملياتية التي اعدتها حماس هي هجوم متعدد الاذرع، هجوم من الجو في البداية، أي بآلاف الصواريخ، على مدن اسرائيل، في موازاة هجوم من البحر بواسطة قوات كوماندو بحرية. في الجو ايضا بواسطة هبوط مظلات، وفي اليابسة من تحت الارض من خلال عشرات الانفاق التي قاموا بحفرها، جزء منها اخترق الى داخل اراضينا. بواسطة القوات الخاصة التي تم تدريبها، وعبور قوات بحجم كتيبة من اجل الاختطاف والقتل، سواء في البلدات أو المواقع والعودة بهم الى اراضيهم. يوجد ايضا 30 ألف رجل يريدون تدميرنا، وهم يستعدون لذلك طوال الوقت. هم يبنون أدوات قتلنا وغزونا ومهاجمتنا، اشخاص يلتزمون بالقضاء على اسرائيل”.
نتنياهو قال هذه الاقوال بعد ان نشر الليكود في 2015 دعاية انتخابية فيها يظهر مخربين جهاديين وهم يقتحمون اسرائيل في سيارات تويوتا، مع تحذير بان هذا ما سيحدث اذا اصبح اليسار في السلطة. اقوال وتحذيرات كهذه اقتضت استعداد مناسب. ولكن بدلا من ذلك نتنياهو اختار في 2018 ترسيخ تدفق الدولارات من قطر، وبذلك بث اشارات للعالم بان تمويل المنظمة الارهابية هو على ما يرام، الامر الذي زاد تدفق الاموال وسمح بزيادة قوة حماس واستعدادها للهجوم.
في الاشهر التي سبقت 7 اكتوبر نتنياهو حصل على اربعة انذارات من الاستخبارات العسكرية حول الضرر الذي اصاب ردع اسرائيل، وارتفاع المخاطرة باندلاع حرب. هو قال ان الامر يتعلق بـ “مبالغة”. ايضا عندما حذر رئيس المعارضة يئير لبيد ورئيس الاركان السابق غادي ايزنكوت من خطر اندلاع حرب، هذا لم يجعله يتوقف ويتاكد من ان اسرائيل مستعدة لذلك. وقد فضل نشر افلام غبية اثناء اجازته العائلية في الشمال.
الانفصال عن غوش قطيف ليس السبب في نجاح هجوم حماس القاتل. ولكنه وسع الشرخ الاجتماعي في اسرائيل. وبدلا من توجيه الغضب على متخذي القرارات، يتم توجيهه لمؤسسات الدولة، التي الحكومة الحالية تحاول تدميرها كانتقام. التركيز على الانتقام وليس على الامن هو الذي جلب كارثة 7 اكتوبر.



