ترجمات عبرية

هارتس – لاجئو أوكرانيا إلى إسرائيل.. بين سفير “خائب الأمل” ودولة “طاهرة القومية!”

هارتس – بقلم أسرة التحرير – 2/3/2022

تتصرف إسرائيل وكأنها الدولة الوحيدة في التاريخ التي تجد ما تخسره من اتخاذ موقف في ذروة أزمة عالمية، الوحيدة الممزقة بين مصالح متضاربة! الوحيدة التي توجد تداعيات ديمغرافية واقتصادية وغيرها!

أعرب سفير أوكرانيا في إسرائيل، ايفكن كورنيتشوك، عن خيبة أمله من قرار وزارة الداخلية تقييد دخول الأوكرانيين إلى إسرائيل. فقد قال أول أمس، إن حكومة إسرائيل لم تف بتوقعات رئيس أوكرانيا، فلودومير زيلينسكي، منذ نشوب الأزمة. كيهودي، كما يتبين، “له توقعات عالية من إسرائيل، أكثر مما يمكن لإسرائيل أن توفرها”.

لا يمكن لإسرائيل أن توعظ العالم على مدى 70 سنة، بالوقوف جانباً وبإغلاق البوابات في وجه اللاجئين، ثم تتصرف عكس ذلك في لحظة الحقيقة، بل وتواصل الإيمان بأن الحق معها. بخلاف دول عديدة في أوروبا التي تدخل لاجئين من أوكرانيا إلى أراضيها دون شرط، تنظر إليهم إسرائيل “كمتسللين”. وحسب معطيات سلطة السكان والهجرة، فمنذ نشوب الحرب في أوكرانيا، رفضت إسرائيل دخول 50 مواطناً أوكرانياً.

“هنغاريا وبولندا وسلوفاكيا تسمح لمئات آلاف من مواطنينا الدخول بلا هويات. هذا جنون تام”، أشار السفير. ليلة أول أمس، حدثت وزارة الداخلية لائحة بشأن دخول الأوكرانيين، ولكن الشرط الذي طرحته معيب. فحسب اللائحة الحديثة، يمكن للاجئين الأوكرانيين أن يدخلوا إسرائيل شريطة أن يتلقوا دعوات من إسرائيليين سيكونون مطالبين بأن يودعوا عنهم كفالات ويتعهدوا باسمهم ألا يستقروا في البلاد.

محظور على إسرائيل أن تجري خصومات لنفسها. ففي الوقت الذي يتجند فيه العالم لمساعدة المواطنين الأوكرانيين الفارين من دولتهم، ها هي إسرائيل تحمي الحدود من المس بطهارة القومية اليهودية. هذا لا يغتفر. العالم يرى كل شيء. إذا لم تستيقظ إسرائيل وتدرك بأنها جزء من الأسرة الدولية، مع واجبات وليس مع حقوق فقط، فسيكون لهذا ثمن.

على إسرائيل الانضمام إلى الجهد الدولي لعرض ملجأ للاجئي الحرب في أوكرانيا. عليها أن تسمح لمن فروا من المعارك الوصول إلى أقرباء عائلاتهم وأصدقائهم دون أن يكونوا مطالبين بدفع كفالات. غريب أن يضطر القنصل الأوكراني للقول في لجنة العمال الأجانب في الكنيست، أمس، الأمر المسلم به: “لا نطلب السماح لهم بالبقاء إلى ما يشاؤون، إنما نطلب خطوات عملية لمساعدة الناس”.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى