ترجمات عبرية

هارتس-“قيد التحقيق”.. الجملة التي يكررها الإسرائيليون بعد قتلهم الفلسطينيين الأبرياء

هارتس- أسرة التحرير-4/8/2021

مع تسلمه منصب رئيس الأركان قبل نحو سنتين ونصف، أعلن الفريق أفيف كوخافي بأن “مهمتنا توفير جيش فتاك”. كوخافي وعد وأوفى. كان الأسبوع الماضي فتاكاً على نحو خاص. يوم الثلاثاء، قتل جنود من الجيش الإسرائيلي فلسطينياً ابن 41. وحسب الجيش، فقد أطلقوا عليه النار بعد أن تقدم بسرعة نحو القوة حاملاً قضيباً حديدياً ولم يتوقف حتى بعد أن أطلق الجنود النار في الهواء. غير أن القتيل -كما تبين- كان عاملاً، ودرج على الوصول إلى المكان كي يفتح صنبور المياه. وجاء من الجيش الإسرائيلي أنه “سيتم التحقيق في الحدث”.

الأربعاء، قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينياً ابن 12. وقد أصيب الطفل بينما كان في سيارة. وأفاد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن الجنود فتحوا النار نحو دواليب السيارة بعد أن لم يستجب السائق لدعوتهم بالتوقف. وروى عم الطفل، الذي كان أخوه وثلاثة من أطفاله في طريق العودة إلى بيتهم بعد التسوق. وفي الغداة، في جنازة الطفل، أطلق الجيش الإسرائيلي النار فقتل فلسطينياً آخر ابن 20، في المواجهات التي اندلعت في أثنائها. وجاء من الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي “الحدث قيد التحقيق”. قبل أسبوع ونصف، قتل جنود الجيش الإسرائيلي بالنار فلسطينياً ابن 17. قالت الأم في الجنازة إن ابنها خرج من البيت بلباس العيد ودفن في تلك الملابس. أما الجيش فأفاد بأن الجيش أطلق النار عليه بعد أن رشق الحجارة نحو الجنود، وسيحقق في الحالة. أسبوع واحد، أربعة قتلى في ظروف عابثة. ابن 12، فتى ابن 17، شاب ابن 20 ورجال بعمر 41، لم يعرّض أي منهم الجنود للخطر.

أيدي جنود الجيش الإسرائيلي الرشيقة على الزناد وصمة عار للجيش ولرئيس الأركان الفتاك الذي يقف على رأسه. الجيش الإسرائيلي يتبين كأزعر على صغار وضعاف أكثر منه. ووحده الاستخفاف المطلق بحياة الفلسطينيين يمكنه أن يشرح حصاداً دموياً كهذا.

إذا كانت حياة الفلسطينيين في الضفة رخيصة، فهي في غزة سائبة. فقد كشف ينيف كوفوفيتش في “هآرتس” أمس بأن لا يوجد شيء يسمى مواطنين “غير مشاركين” في نظر هذا الجيش الفتاك؛ لا النساء، ولا الشيوخ ولا الأطفال أيضاً. رضيع ابن 9 أشهر، فتاة ابنة 17، ثلاث نساء ورجل واحد قتلوا بنار طائشة من مدافع الجيش الإسرائيلي في أثناء حملة “حارس الأسوار”، اتجهت نحو بيوت مزارعين بدو، ما كان ينبغي أن تكون على بؤرة الاستهداف.

ولكن لا تقلقوا: من الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي جاء أن “تفاصيل الحدث قيد الفحص… نحقق في الحدث… استُخلصت دروس مهنية، واستوعبت”.

إذا ما حاكمنا الأمور حسب تكرار الحالات، عدد القتلى لغير المشاركين وأعمارهم، فإن الأمر الوحيد الذي استوعب في الجيش الإسرائيلي تحت كوخافي هو توفير جيش فتاك.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى