ترجمات عبرية

هارتس: اليمين المتوارع، أنتم ادركتم خطر الانفصال عن غزة، لماذا تجاهلتم ذلك في 7 اكتوبر؟

هآرتس – الوف بن – 5/8/2025 اليمين المتوارع، أنتم ادركتم خطر الانفصال عن غزة، لماذا تجاهلتم ذلك في 7 اكتوبر؟

صحف اليمين خصصت نهاية الاسبوع الماضي لاحياء الذكرى العشرين للانفصال عن غزة. بعد اظهار الاسف الرمزي على المستوطنات التي تم اخلاءها، جاءت الوجبة الرئيسية للسعادة الكبيرة. “نحن كنا على حق”، زأر بشكل جماعي المحللون في اليمين. “انتم وعدتم بسنغافورة، استهزأوا بانفعال من زعيم الانفصال اريئيل شارون ومؤيديه، وحصلنا على هجوم 7 اكتوبر. من عارضوا الانفصال كانوا على حق في كل كلمة تحذيرية قالوها ضد هذه الخطوة. ومؤيدو الانفصال اخطأوا في كل كلمة تشجيع قالوها في صالحه”، لخص عميت سيغل مقاله في “اسرائيل اليوم” (1/8). 

من يعارضون الانفصال، حتى الذين اعتبروا الخطة كارثية من البداية، والذين تذكروا معارضتها في اللحظة الاخيرة مثل نتنياهو، كانوا على حق في التحذير من ان الارهاب لن يتوقف، وأنه سيتم اطلاق الصواريخ من غزة على عسقلان واسدود بعد الانسحاب. لقد كان معارضو الانفصال من اليسار على حق ايضا، الذين مثلهم في “هآرتس” عكيفا الدار، حيث حذروا من الطابع احادي الجانب للخطة وطالبوا بالانسحاب عن طريق الاتفاق مع السلطة الفلسطينية.

للدقة، شارون لم يعد بان تصبح غزة مثل سنغافورة. فهو كان يكره العرب واصدر تصريحات عنصرية ضدهم وتعامل معهم باستخفاف. وسوق للجمهور آمال عبثية بان اسرائيل ستخرج من القطاع وترمي المفاتيح في البحر وتنسى وجود سكانه الفلسطينيين. بعد خمس سنوات على الانتفاضة الثانية والعمليات الانتحارية في الحافلات وفقدان الجنود في غزة والازمة الاقتصادية في اسرائيل فان الجمهور المتعب اراد أن يصدقه. ولكن غزة لم تختف. حماس سيطرت عليها بعد سنتين على الانسحاب واقامت فيها حصن تحت الارض، الذي استعدت من داخله لغزو اسرائيل. مثلما وعد شارون فان اسرائيل حصلت على الدعم الدولي للحصار والعمليات الانتقامية في غزة، التي لم تتوقف حتى الآن، حتى وهي تتهم بالابادة الجماعية. 

لكن التوارع الذاتي في اليمين لا يتوقف عند التحذيرات التي تحققت. اسرائيل هرئيل (“هآرتس”، 1/8) قام بمقارنة اخلاء غوش قطيف بالدمار المزدوج للهيكل. ولكنه نسي ذكر ان البابليين والرومان لم يعطوا اليهود المهزومين تعويضات مالية عن العقارات الثمينة، كما اعطي للمخلين في عملية الانفصال. حماة الهيكل الذين بقوا تم اخذهم وهم مقيدون بالسلاسل الى العبودية في روما، وليس الى فيلات في نيتسان وبيت هدار. ولكن لماذا لا نتماشى معه ونقوم بتحديث الصورة في بوابة تيتوس، من الشمعدان المقدس الى غوش قطيف. هرئيل بالغ في وصف بطولة مستوطني غزة امام حماس، في انتقاد واضح لرجال الكيبوتس اليساريين، الذين تم ذبحهم في 7 اكتوبر. 

يوجد سحر في التاريخ البديل الذي فيه غوش قطيف تهزم حماس، الجيش الاسرائيلي يعمل في خدمة المستوطنين، والفلسطينيون خاضعون ومطيعون. ولكن الواقع لن يتوقف في اليوم الذي ستغلق فيه بوابة غزة. من عارضوا الانفصال عادوا الى الحكم في 2009 برئاسة نتنياهو، بدرجة كبيرة بسبب فشل حكومة اهود اولمرت، وريث شارون، في مواجهة حماس في غزة. نتنياهو وشركاءه في الحكومات التي زاد تطرفها نحو اليمين، وعدوا مرة تلو الاخرى باستئصال وتصفية وتدمير وهزيمة حماس. هم استخدموا القوة وتسببوا بقتل وتدمير كبير، لكن حماس ما زالت موجودة، تسيطر على غزة المدمرة وتحتجز عشرات المخطوفين الاسرائيليين. هنا يكمن التزوير والكذب في حماسة اليمين الذاتية، من نتنياهو وحتى محلليه. اذا كنتم لاحظتهم الخطر فلماذا لم تمنعوه من التحقق؟ عندما استعدت حماس لاحتلال وتدمير بلدات الغلاف لماذا نتنياهو تجاهل تحذيرات الحرب ورفض حتى مناقشتها؟. ولكن سيغل وهرئيل لا يذكران ذلك. فمن الاسهل عليهما وقف عجلة التاريخ في خطة الانفصال وتجاهل مسؤولية من عارضوها عن الكارثة التي تحدث الآن.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى