ترجمات عبرية

هارتس: التخوف من معركة شاملة في لبنان لم يتبدد بعد، وهناك من يشعل ناره

هارتس – عاموس هرئيل – 1-07-2024

الشائعات السائدة في أوساط الجمهور الإسرائيلي عن حرب شاملة في لبنان في الفترة القريبة القادمة، تمتد أيضا بدون علاقة ضرورية بتطورات في الوضع على الأرض. يوم أمس قتل أربعة من رجال حزب الله في هجمات إسرائيلية. في المقابل، تم اطلاق مسيرات انقضاضية وقذائف من لبنان وأصيب 18 جندي إسرائيلي بضرب مسيرة في الجولان، احدهم أصيب إصابة بالغة. حتى الآن فان تبادر اطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله يجري مؤخرا بشكل عام بقوة اقل مما سجل في الأشهر السابقة.  هذا لا يهديء حقا التخوفات في إسرائيل وفي لبنان. إن الغياب الطويل لحل سياسي للمواجهة، التي بدأت باطلاق حزب الله غداة المذبحة التي ارتكبتها حماس في غلاف غزة في تشرين الأول الماضي والتهديدات المتبادلة بين الطرفين وعدم القدرة على الفصل بين ما يحدث في لبنان وبين الحرب في غزة – كل ذلك يزيد التخوف من اندلاع الحرب. الشائعات والتخويف والنظريات العبثية يتم نشرها طبقا لذلك.

بعض تصريحات وزراء الحكومة لا تساهم في تهدئة الوضع. عضو الكابنت، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رسم أمس ملامح المعركة الإقليمية المتوقعة. هذا الاستراتيجي المعروف اقترح “تدمير النظام في ايران، وتدمير حماس بشكل مطلق وحرب سريعة وخاطفة ضد حزب الله”، التي ستخرج هذا الحزب من اللعبة. في الأصل، إزاء تحذيرات اقتصاديين كبار بشأن الكارثة التي تنتظر اقتصاد إسرائيل كان من الأفضل لو أنه تعمق قليلا في شؤون وزارته. الخطة التي يقترحها سموتريتش، والتي تطرح السؤال المطلوب: أي جيش تتحدث عنه؟.

نظرا لأن سموتريتش يتفاخر بالعدد الكبير للجنود من بين المصوتين له حسب الاستطلاعات الأخيرة فان جزء منهم بدأوا يفقدون صبرهم تجاهه، ربما يجدر به أن يسألهم ببساطة: ما هو مستوى التآكل في الوحدات النظامية التي تحارب منذ اكثر من ثمانية اشهر ضد حماس؟ كيف يشعر جندي الاحتياط الذي استدعي للمرة الثالثة للخدمة بالأمر 8 ويترك وراءه عائلة مشتاقة ومصلحة تجارية متعثرة أو سنة دراسية ضائعة؟ ما هو حجم التسليح الدقيق الذي يوجد لدى سلاح الجو إزاء قرار الإدارة الامريكية تأخير الارسالية التي تشمل 3500 قنبلة ثقيلة؟ ما هو العلاج المطلوب للدبابات وناقلات الجنود بعد الكثير جدا من ساعات التشغيل؟.

من هم العسكريون الذين يقدرون أنه يمكن القيام بعملية خاطفة وسريعة، التي ستهزم حزب الله؟ كم من رجال الاحتياط سنحتاج في السنة لتعزيز حكم عسكري، الذي يدعو اليه الوزير، في قطاع غزة؟ الى أي درجة الجبهة الداخلية في إسرائيل مستعدة للتعامل مع اطلاق يومي لآلاف الصواريخ والقذائف والمسيرات من لبنان، من خلال المساعدة المباشرة من ايران والمليشيات التي تشغلها وتمولها في العراق وفي سوريا وفي اليمن؟.

كل ذلك دون التحدث عن قضايا استراتيجية هامشية مثل دعم الولايات المتحدة ورد المجتمع الدولي اذا بادرت إسرائيل الى هجوم منسق للمنشآت النووية في ايران وقوات حزب الله في جنوب لبنان.

لا توجد أي طريقة لاستبعاد احتمالية أن تجد إسرائيل نفسها في المستقبل في وضع فيه السيف على عنقها، وعليها أن تواجه عدد من الأعداء في حرب متعددة الساحات. ولكن يبدو أن سموتريتش يدمج في هذا السيناريو بين الأوهام النائمة عن الحدود الموعودة وبين خطته بعيدة المدى لخنق السلطة الفلسطينية اقتصاديا واسقاط حكمها في الضفة الغربية، الفكرة التي يتحفظ منها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كما جاء في تصريحات له في الأسبوع الماضي. يصعب التقدير هل اقوال وزير المالية أمس في مؤتمر صحيفة “المصدر الأول” تعكس قصر النظر الاستراتيجي أو أنه توجد هنا عملية اكثر سخرية من جانب من يعتقد أن سيناريو يأجوج ومأجوج إقليمي سيدفعف بالتحديد قدما أهدافه.

أيضا في المسألة اللبنانية، نتنياهو، وبالاساس وزير الدفاع يوآف غالنت، يبث مؤخرا رسائل حول الحاجة الى فحص في البداية تسوية سياسية بوساطة أمريكية قبل شن معركة شاملة ضد حزب الله. في المنطقة ما زالوا ينتظرون اذا كان مبعوث الرئيس الأمريكي، عاموس هوخشتاين، سيصل قريبا في جولة مكوكية بين بيروت والقدس. 

في الخلفية توجد أيضا نية نتنياهو القاء خطاب في الكونغرس الأمريكي بعد ثلاثة أسابيع تقريبا، في 24 تموز. في الاتصالات مع الأمريكيين يطرح الإسرائيليون إمكانية أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية هجومية في لبنان على أمل أن يستيقظ حزب الله ويوافق على اتفاق يبعد قواته حتى شمال نهر الليطاني. الامريكيون يتشككون: هم يعتقدون أنه لا توجد محطة في الوسط، التي سقفها ادنى من المواجهة الشاملة، وأنه أيضا عملية محدودة للجيش الإسرائيلي سيتم الرد عليها بسرعة بتصعيد من قبل حزب الله، من هنا تكون المسافة قصيرة الى الحرب الشاملة.

الصعوبة الأساسية امام الحكومة تتعلق بتوقعات الجمهور. حوالي 60 ألف من سكان الحدود الشمالية تم اخلاءهم من بيوتهم بتعليمات من الحكومة والجيش في 8 تشرين الأول الماضي. في هذه الاثناء لا يوجد أي موعد لعودتهم. الانتقاد يزداد على خلفية الفشل الاستراتيجي المستمر، هذا الانتقاد يسمعه سكان الشمال ووسائل الاعلام والمعارضة.

إجابات المتحدثون بلسان الحكومة غير مقنعة. فكلما استمر الوضع الحالي بدون حل فان اغراء الحكومة والجيش سيزداد في محاولة لاحداث تغيير بواسطة عملية عسكرية واسعة رغم اخطارها المعروفة.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى