ترجمات عبرية

هأرتس: «الأعشاب الضارة» أصبحت التيار المركزي في الجيش الإسرائيلي!

 تسفي برئيل – هأرتس – 2022-12-01

شباب “جفعاتي” أو شباب “نيتسح يهودا”، الذين هم شباب في أعمار 18 – 20، هم شبيبة التلال للجيش الإسرائيلي الآن، “أعشاب ضارة”، حالات استثنائية، وكما يبدو يجب التخلص منهم ومن محيطهم.
لن يعود الجيش نقياً بمجرد أن نكتب لهم رسائل تحذيرية، وأن نعظهم بمواعظ عن قيم الجيش الإسرائيلي في عدة إحاطات.
هكذا تعاملوا في البداية مع “شبيبة التلال”، ومع المشاغبين من يتسهار وتفوح، ومع الذي ألقى قنبلة على بيت في الخليل، ومع الذين تبولوا في البيوت السكنية للسجناء في شارع الشهداء في الخليل.
“محظور التعميم”، أمروا الجمهور. ولكن سكان هذه المناطق الفقراء كانت لهم عقيدة مرتبة وحلم تعهدوا به وطبقوه منذ اللحظة التي ولدوا فيها داخل حظائر المستوطنات، واستوعبوا قيم المدارس الدينية التابعة للحاخامات العنصريين، المتطرفين القوميين، الذين أرسلوهم إلى الطريق الظلامية وهم مزودون بأحكام شرعية مناسبة.
هكذا انتشرت “الظاهرة الغريبة” إلى أن تحولت إلى التيار الرئيس الذي جرف خلفه ليس فقط من يرتدون القبعات الكبيرة المطرزة، بل أيضا من يرتدون القبعات المنسوجة ومن يشجعونهم، والذين لا يرتدون القبعات.
مثل شباب “جفعاتي” هؤلاء، الذين نبتوا في دفيئة داعمة ومشجعة، هكذا أيضاً جنود الجيش الذين مر الكثير منهم بتعميد النيران الأول والوحيد لهم في ساحة المعركة في “المناطق”، ونموا وكبروا في أحضان الثورة الوطنية المتطرفة – العنصرية، التي شق طريقها المستوطنون.
في السبعينيات، في العقد الأول “للاحتلال المتنور” دخل الجيش الإسرائيلي في رحلة إلى شرك الاحتلال دون إعداد أو معرفة أو تجربة. فقد جاء لإدارة سكان فلسطينيين واقعين تحت الاحتلال. وهو لم يشك في أنه منذ اللحظة الأولى في 1968 تم إخفاء العبوات الناسفة الجانبية الأولى.
عندما تقرر نقل حفنة المستوطنين التابعين لموشيه لفنغر من فندق بارك إلى مباني الحكومة قيل إن الأمر يتعلق بموضوع مؤقت.
ما زال الجيش يعيش في وهم أن كل شيء على ما يرام، حتى عندما نزلت خلايا المستوطنين كل صباح إلى مبنى هداسا وشلوا حركة السير في الشارع الرئيس وقاموا بصلاة ظاهرية. بعد ذلك سيطروا على الكنيس القديم باسم أبونا إبراهيم الذي يقع في تل الرميدة وعلى بيوت في وسط المدينة. بعد ذلك أقاموا التنظيم السري اليهودي.
الجندي الذي قام بضرب “الناشط اليساري”، وصديقه الذي قال إنه الآن هو القانون هنا وهو الذي يقرر أين مسموح الذهاب وأين ممنوع، بالإجمال تم اقتباسهما دون معرفة الأمور التي قالها زعران الكرياه قبل 55 سنة.
في حينه لم تكن معروفة الفجوة بين جنود الوحدة 8200، اليساريين، سكان المدينة الأشكناز، وبين جنود الضواحي. التيارات العميقة، التي كتب عنها هنا يغيل ليفي بصورة مقنعة (“هآرتس”، 29/11)، ولدت الأوامر.
عندما أدرك الجنود في الخليل، من الجيش النظامي ومن الاحتياط، في المدينة وفي الضواحي، أن الأوامر التي يتلقونها تتم تغطيتها في لحظة بتعليمات يتلقاها القادة من المستوى السياسي الذي يتلقى الأوامر من الحاخامات، استوعبوا بسرعة من هو صاحب البيت هنا. وإذا كانوا منعوا في البداية من أن يقضوا ليالي السبت في بيوت المستوطنين، وقيل لهم أن يرفضوا بصورة مهذبة إرساليات الكعك التي ترسلها النساء في المستوطنات، والذين قبل يوم اطلقوا عليهم “نازيين” و”مصدر الدنس” وشجعوهم على رفض الأوامر، خلال بضع سنوات وجد الاحتضان التآزري. أصبح المستوطنون والجيش جسماً واحداً، القلوب تم احتلالها والجنود الذين لا يوافقون على نهج المستوطنين أصبحوا أعشابا ضارة. واستكملت الثورة.
من المحظور التعميم، لكن التعميم حدث. الجندي مرة أخرى لا يمكنه التفريق بين اليساريين “الجيدين” وبين “الخونة”، بين العرب الجيدين وبين “المخربين”، هو بحاجة إلى عدو واحد، واضح ومحدد. وعندما يكون معظم الجيش، حتى جنود الوحدة 8200 وخريجو دورة طيران، الذين يتم تعميدهم في مزبلة الأمن الجاري التي ليست سوى عمل شرطي عنيف، فإن الحذر من التعميم لم يعد ذا صلة حتى أنه خطير، حيث ينشأ الوهم بأن الأمر يتعلق بآفة استثنائية يمكن علاجها عن طريق الاعتقال عشرة أيام.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى