ترجمات عبرية

هآرتس: يمزقون ألياف الفصل العنصري في الضفة الغربية

هآرتس 2023-08-23، بقلم: عنات كام: يمزقون ألياف الفصل العنصري في الضفة الغربية

أعلنت وزارة الإعلام بشكل احتفالي، أول من أمس، عن استكمال نشر الألياف الضوئية في المستوطنة اليهودية في الخليل. في حدث شارك فيه وزير الإعلام، الدكتور شلومو كرعي ووزيرة الاستيطان والبنى التحتية الوطنية اوريت ستروك، التي هي أيضاً تعيش في هذا الحي، افتتحا المشروع الذي انطلق قبل شهرين. لم تكن الوزيرة ستروك مستخذية أقل من ميري ريغف. قالت لكرعي: “لقد حصلت على لقب آخر في الدكتوراه: دكتوراه في محبة البلاد وتراث البلاد، ودكتوراه شرف في أكاديمية الاستيطان وأكاديمية ارض إسرائيل”. كرعي واصل ما اعتبر المشروع الرئيسي لسلفه في المنصب، يوعز هندل.

بيان المتحدث بلسان الوزارة، الذي تم توزيعه على وسائل الإعلام، كان بعنوان “إسرائيل تتصل – الآن ثورة الألياف الضوئية تصل الى الخليل أيضاً”. في مضمون البيان غابت حقيقة أن الخليل ليست جزءا من دولة إسرائيل، وأن الأمر يتعلق بمستوطنة تبعد أربعين دقيقة الى ساعة سفر عن القدس، أي أنها ليست “هامشية” بشكل واضح. أيضا لم يبدأ هذا النشر في “المناطق” الفلسطينية في الخليل. ورغم أنها توجد تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية إلا أنها تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، الذي لو اراد أن يدفع قدماً هنا بأي امكانية كامنة لتعايش حقيقي لكان سمح لسكان مدينة كبيرة من مدن الضفة ببنى تحتية متطورة للاتصالات.

أكدت الاغلاقات في فترة “كورونا” أكثر من أي وقت مضى أهمية البنى التحتية للاتصالات. لا يتعلق الأمر بتقليص الفجوة بين المركز والمحيط، كان هذا من اجل الامر الاساسي وهو القدرة على الاتصال عبر برنامج “زووم” الخاص بالفصول التعليمية واعطاء الدروس. أي شخص يوجد لديه انترنت سريع وقوي بما فيه الكفاية للاتصال، حتى عندما يكون اخوته في الغرفة الثانية يشاهدون البث المباشر لمباراة كرة قدم، يمكنه أن يكسب. خمنوا من هم هؤلاء الأولاد المحتاجون جدا الى الألياف الضوئية، والذين ليسوا من أولويات الوزارة؟ هم أولاد المحيط والضواحي، وليس أولاد المستوطنة اليهودية في الخليل.

في نهاية الأسبوع رد رئيس لجنة الخارجية والامن، يولي ادلشتاين، على العملية في حوارة بتغريدة كتب فيها، ضمن امور اخرى: “الخطاب الذي بحسبه يحظر على اليهود التجول في منطقة تحت سيادة إسرائيل مرفوض من اساسه وخطير”. حوارة حسب كل المعايير “لا تعتبر ارضا تحت سيادة إسرائيل”، الأمر الذي يجب على ادلشتاين معرفته. لذلك، لا يوجد لدينا إلا الافتراض بأنه يكذب مع سبق الإصرار والترصد، في محاولة لخلق واقع من لا شيء. في القناة 14 بالتأكيد يسمون ذلك “هندسة الوعي”.

تصنيف ربط الخليل بالألياف الضوئية تحت عنوان “إسرائيل تتصل” هو ايضاً كذلك. وهو ليس مجرد كذبة فظة. هو بالأساس تعبير آخر عن سلم أولويات هذه الحكومة التي هي غير معنية وبحق بتقليص الفجوة بين المركز والمحيط، بل تهتم بأصحابها في المستوطنات. وحسب أقوال كبار رجال وزارة الاتصالات فان نشر الألياف الضوئية وصل في الشهر الماضي الى 76 في المئة من العائلات الإسرائيلية. يمكن بسهولة كبيرة التفكير بالكثير من البلدات التي يجب الاستثمار فيها بنشر الألياف الضوئية (الفايبر) قبل الخليل، فقط اذا أرادوا ذلك.

مثلما كتب صديقي حاييم لفنسون، أول من أمس، فان هذه الحكومة لا تريد عربا متعلمين من النوع الذي يمكن أن تدفع به الألياف الضوئية قدما. هي تريد عرباً عاطلين عن العمل وعنيفين، وعلى ظهورهم يمكنها الدفع قدما بأجندتها العنصرية، وتشجيعهم على قتل بعضهم أو الهجرة. أي أمر منهما سيحدث أولاً؟ إن نشر الألياف الضوئية في المستوطنة اليهودية في الخليل ليس فقط مجرد دراما بحد ذاتها، لكنه لبنة اخرى في سور الأبرتهايد الذي تقوم إسرائيل ببنائه بشكل حثيث.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى