ترجمات عبرية

هآرتس: يعتقد الطيارون أيضا

هآرتس 6-3-2023، بقلم عاموس هرئيل: يعتقد الطيارون أيضا 

النبأ الذي نشر في موقع “هآرتس” عن الطيارين في الاحتياط الذين أعلنوا بأنهم لن يشاركوا في تدريبات يوم الاحتياط الأربعاء القادم، يعكس نقطة فارقة دراماتيكية في نضال رجال الاحتياط ضد الانقلاب النظامي. بيان أعضاء سرب 69 في سلاح الجو ربما يكون بداية السقوط الذي خشيت منه الحكومة، التي هي اليوم في ذروة تشريع بدون كوابح.

لقيادة الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو أسباب قلق خاصة بهم. هنا يظهر خوف مزدوج، سواء البدء بالمس بالجاهزية العملياتية للسلاح، والأخطر ما يخص مصير التماسك الاجتماعي في الجيش الإسرائيلي. ثمة محاولات جرت للحفاظ على الجيش خارج الأزمة السياسية والقانونية الخطيرة، ولكن يمكن القول وبثقة بأنها جهود فشلت.

حسب التقرير الذي نقل في البداية إلى قيادة السلاح، فقد أعلن 37 طياراً من بين الـ 40 في الاحتياط أنهم لن يشاركوا في التدريب الأربعاء المقبل بذريعة أنهم معنيون بمناقشة تداعيات الأزمة في الدولة في ذاك اليوم. فعلياً، تم استدعاء بعضهم لهذا اليوم، لكن الرسالة نقلت. حتى لو لم يكن هناك مس فوري بالجاهزية، إلا أنه سيتم الشعور به على المدى الأبعد.

69 هو السرب القتالي الذي يرتكز على طائرات (إف 15 آي)، وهو جزء من العمود الفقري التنفيذي في السلاح خلال سنوات كثيرة، منذ وصول طائرات “راعم” الأولى إلى إسرائيل في 1998. في العام 2007 شارك السرب في مهاجمة المفاعل النووي في سوريا. قائد السرب في حينه، الذي كان يترأسه في حرب لبنان الثانية ثم بدأ بالإعداد للعملية إلى أن تم استبداله قبل بضعة أشهر من الانطلاق، هو المقدم تومر بار، وهو الآن قائد سلاح الجو برتبة جنرال. بالنسبة لبار، الذي يحاول استيعاب واحتضان رجاله في الأزمة الأخطر التي عرفها باستثناء الحروب، ثمة جانب شخصي في بيان الطيارين.

العقيد ج. كان قائد قاعدة رئيسية في سلاح الجو إلى حين تسريحه من الخدمة النظامية مؤخراً. ينشغل في الأسابيع الأخيرة بتركيز نشاطات رجال الاحتياط في السلاح إزاء الانقلاب النظامي. في محادثة مع “هآرتس” أمس، رفض تعريف الرفض و”الاحتجاج”. هو نفسه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في الطيران في السرب القتالي الذي هو معين فيه، وقال: “أنا في حيرة كبيرة” اعترف ج. الخطوات التي هو شريك فيها استهدفت الإظهار للقيادة العليا في سلاح الجو قوة الاستياء في أوساط رجال الاحتياط. في الثلاثين سنة من خدمته في السلاح، قال إنه لم يشاهد شيئاً كهذا. “لقد سبق لنا وشاهدنا أزمات ومشكلات، لكن العمل كله يهتز الآن”.

حسب أقوال ج. “على الرغم من جهود السلاح للحفاظ على التماسك فإن الناس يعملون حسب ضمائرهم في نهاية المطاف. نحن على اتصال مع كثير من الطيارين. كان هناك العشرات من الذين أرادوا القيام بخطوة مثل أعضاء سرب 69 في الأشهر الأخيرة، وطلبنا منهم الانتظار أسبوعاً آخر وفيما بعد أسبوعين. لم ننجح مع الجميع. تستمر العاصفة مع كل يوم يمر، ونجد صعوبة بإمساك الناس. هناك الكثير من الطيارين يشعرون بأنهم أضروا بالاتفاق الأساسي مع الدولة، لأن هذه الخطوات تتم بشكل أحادي الجانب من قبل الحكومة من دون موافقة واسعة”.

وقد اضاف ج. بأنه أكثر قلقاً في المرحلة الأولى على التماسك داخل السلاح من قلقه على القدرة العملياتية. “السؤال المطروح هو: ما الذي يفعله هذا بين الناس وأنفسهم. حتى قائد السلاح يقلق من ذلك”، قال. “ما الذي يفكر فيه التقني الذي ربما تكون مواقفه معاكسة لمواقف الطيار الذي أعلن عدم المشاركة؟ ثمة تداعيات محتملة على أمن الرحلة، لأن رجال طواقم الجو غاضبون. أعرف عن طيارين في الاحتياط طلبوا تأجيل الطلعات، لأنهم غير واثقين بأنهم سيكونون مركزين بما فيه الكفاية للعمل بصورة مهنية وآمنة عندما يكونون في حالة هياج للمشاعر”.

التطورات وضعت القيادة السياسية والأمنية في حرج معين. الجنرال بار ورئيس الأركان هرتسي هليفي يحاولان استيعاب الاحتجاج وعدم التصادم مباشرة مع نشطائه في أوساط رجال الاحتياط خوفاً من أن مواجهة مباشرة وعلنية ربما تزيد الضرر للجيش وتجر داخلها أشخاصاً آخرين. المستوى السياسي صامت. هليفي تحدث أمس مع رئيس الحكومة نتنياهو، وحذره من وصول ظاهرة الرفض إلى أبعاد مقلقة. أما المستوى السياسي في أغلبيته فظل صامتاً. نشر نتنياهو في حسابه على تويتر صورة مدهشة في صباه، وكتب: “عندما يدعوننا للاحتياط، نلبي النداء”.

هناك من يختلف أيضاً على الدقة التاريخية في أقوال نتنياهو هذه حول نفسه، لكنها ليست النقطة الأساسية. الانقلاب النظامي، الذي أوصل الدولة إلى أزمة غير مسبوقة، يؤدي الآن إلى تداعيات خطيرة داخل الجيش. السياسيون يكتفون بالشعارات. وإذا لم يتحكم نتنياهو بنفسه فربما يلحق الضرر الكبير بأمن الدولة، الذي يحتاج سنوات لترميمه. مع هذه الضجة كلها يجب الاعتراف بأن أعداء إسرائيل في المنطقة يتابعون ذلك باهتمام كبير. بوتيرة تدهور كهذه لن يكون من المفاجئ إذا ما قرر أحد الأعداء فحص مدى تضرر مستوى صمود الدولة أمام أزمة أمنية جديدة في الأشهر القادمة.

ملاحظتان

 قضية سموتريتش: نجح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في توريط نفسه بدرجة كبيرة مع الإدارة الأمريكية بعد أن عبر عن دعمه العلني لمحو قرية حوارة في الضفة الغربية، رداً على العملية التي قتل فيها الأخوان هيلل ويغيل يانيف في القرية الأسبوع الماضي. ونشر منذ ذلك الحين أنصاف إنكارات، وقال إن أقواله لم تفسر كما يجب (وكأنه كان يمكن فهمها بطريقة أخرى)؛ لكن واشنطن لم تتأثر من ذلك. الموضوع على الأجندة ليس زيارته المخطط لها هناك، بل معاملة الإدارة الأمريكية في السنوات القريبة له، وربما أيضاً تعاملها مع كل الحكومة.

الأمريكيون القلقون من احتمالية قيام إسرائيل بتصعيد ما في الساحة الإيرانية بدون تنسيق، يخشون الآن من زيادة حدة رسائل التحذير حول كل تصريح متطرف لأعضاء الحكومة بشأن “المناطق”. إحدى مشكلات نتنياهو أنه لا يسيطر عليهم في وضعه هذا.

 حماية سارة: رغم الأزمة الدستورية ورغم الأخطار الأمنية، ثمة موضوع واحد لا يفقد فيه رئيس الحكومة الإصغاء ولو للحظة، وهو مصالحه العائلية. في بداية الجلسة الشتوية للكنيست، تم تمرير قرارات زادت بند النفقات لعائلة نتنياهو. والآن يتم بذل الجهود في عمليات التشريع التي ستمكن من الحصول على تبرعات في الحالات التي يُشتم فيها عن بعد أي تضارب للمصالح.

مساء أمس، صادقت اللجنة الوزارية لشؤون “الشاباك” على اقتراح تمرير الحماية لزوجة وأبناء رئيس الحكومة لتصبح من مسؤولية الجهاز، الأمر الذي لم يرغب فيه رؤساء “الشاباك” منذ أجيال. حادثة صالون الحلاقة في الأسبوع الماضي مهدت الطريق لهذه الخطوة بعد أن نجح رئيس الحكومة ومن يؤيدونه في عرضها بدون أي أساس كمحاولة للفتك بزوجته. ربما تعرضت عائلة نتنياهو للإحراج في ميدان المدينة، ولكنها كالعادة سارعت إلى النهوض ومحاولة الاستفادة من هذا الحادث بأقصى درجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى