ترجمات عبرية

هآرتس: يستخدم الإسرائيليون الأراضي الفلسطينية بالقرب من الجدار الفاصل كمراعي للماشية

هآرتس 23-4-2023، بقلم عميرة هاس: يستخدم الإسرائيليون الأراضي الفلسطينية بالقرب من الجدار الفاصل كمراعي للماشية

حوالي 12 بقرة سمينة خرجت من حقل الزيتون وصعدت على التلة الخضراء بصعوبة، وعندها اختفت في الطرف الثاني. على منحدرات التلة جثت 15 أو 16 من أخواتها للاستراحة والاستمتاع بأشعة الشمس. العجول التي كانت معها لم تعرف أن حياتها الحرة قصيرة وأن معظمها، جميع الذكور و50 في المئة من الإناث، سترسل للذبح في القريب. حسب بيانات وزارة الزراعة، قفز استهلاك اللحوم في إسرائيل إلى 196 ألف طن في العام 2022 – ارتفاع 65 في المئة مقارنة باستهلاك الدولة في الـ 6 – 7 سنوات السابقة.

على بعد بضع عشرات من الأمتار من هناك انعزل أحد الثيران وحيداً تحت ظل أشجار، كان هذا في نهاية موسم إزهار السوسن في جلبوع حيث زينت هذه الأزهار جانبي الطريق الترابية التي قطتها تلة مرتفعة تطل على الشرق، على غور بيسان. وفيها هناك 5 – 6 أبقار كانت تنظر إلى الزوار الغرباء الذين نزلوا من سيارة جمعية “كيرم نبوت” التي تبحث في سياسة السيطرة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية. الأراضي هنا تابعة للقرى الفلسطينية المطيلة وجلبون، في حين أن الأبقار إسرائيلية. أكوام جافة من روث الأبقار دلت على أن الأبقار تكثر من الرعي والتجول في هذه المسارات الموجودة في المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية لجبل جلبوع.

قبل أسبوعين من ذلك، شوهدت الأبقار تسير ببطء في حقل زيتون في جلبون، ثم أسرعت الخطى. وقد فصل بيننا جدار الفصل. فهل شعرت الأبقار بأنها محظوظة لأنها غير مخصصة لصناعة الحليب، لذا لا يتم زجها في حظيرة للسجن المؤبد؟ هل استوعبت عيونها غرابة جدار الفصل الذي قضبان الحديد والأسلاك الشائكة التيه تقسم علي وتقطع المشهد؟ لا نعرف. ولكن المؤكد أنه لم يكن للأبقار أدنى فكرة بأنها تجاوزت منطقة الحدود.

في جولات رعي الأبقار في جلبوع، تصل إلى الأراضي الفلسطينية في المنطقة المحتجزة بين جدار الفصل والخط الأخضر التي تسمى خط التماس. لا أحد طلب الإذن من السكان لرعي قطعان الأبقار في أراضيهم، التي استخدموها هم وآباؤهم ومحيطهم للرعي والزراعة خلال عشرات السنين، والتي هي مغلقة أمام أغنامهم وأبقارهم منذ بداية سنوات الألفين.

“في العام 2003، بعد بضعة أشهر على بناء جدار الفصل في أراضي هذه القرى، اكتشف بأن الأبقار الإسرائيلية تتجول في أراضينا وتضر بحقول الزيتون”، قال رئيس مجلس قرية المطيلة ناصر منيزل. “هذه الأبقار حجمها أكبر من حجم أشجار الزيتون. وهي تلتهم وتأكل بشكل أكثر من الأغنام وتحطم كل شيء. كل بقرة تزن نصف طن تقريباً، وكل ثور يصل وزنه إلى طن، ويمكنها سحق وتدمير الأشجار التي تصادفها في الطريق، وربما تأكلها. قد تعيش الأبقار على أكل الأشجار”، قال لصحيفة “نيويورك تايمز” في السابق الباحث في شركة موترال السويسرية الذي فحص ما إذا كان تغيير الغذاء يجعل الأبقار تستنشق كمية أقل من غاز الميثان، وهو أحد الغازات الضارة جداً.

رؤساء المجالس المحلية الفلسطينية قالوا للصحيفة بأنه عقب بناء جدار الفصل الذي أدى إلى تقليص واضح في أراضي الرعي للسكان، فقد اضطروا إلى بيع معظم أغنامهم. على سبيل المثال، بقي في المطيلة نحو 400 رأس من الأغنام، أي نحو خمس العدد قبل إقامة الجدار. في جلبون، وهي قرية أكبر، بقي نحو ثلث الستة آلاف رأس من الأغنام التي كانت في المنطقة قبل 25 سنة. “بالنسبة للأبقار، لم يبق شيء تقريباً، ربما 20 أو 25 بقرة في كل القرية”، قال رئيس مجلس جلبون إبراهيم أبو الرب. “الناس هنا يحتفظون بقرة أو بقرتين من أجل الحنين للماضي”. وقال إنه كانت لجده نحو 100 بقرة قبل 40 سنة.

في العام 2013، بسبب استمرار غزو قطعان أبقار الإسرائيليين لأراضي القرية، فقد ساعد الصليب الأحمر في بناء أسوار منخفضة حول قطع الأراضي الخاصة، لكن ليس حول الأراضي العامة، على أمل أن تمنع التعدي على الممتلكات. “ولكن في كل مرة يقوم شخص ما بقص الأسلاك الشائكة. وقد قمنا والصليب الأحمر بإصلاح هذه الأسلاك. ولكن مرة أخرى يتم اقتحام هذه الأسلاك”، قال منيزل. في الصليب الأحمر قالوا إنهم شاركوا عدة مرات في إغلاق ثغرات الجدار لحماية أشجار الزيتون من الإضرار بها. صلاحية الصليب الأحمر هي مساعدة السكان المحميين استناداً إلى ميثاق جنيف، من بينهم الفلسطينيون، من أجل الحفاظ على ممتلكاتهم. “القوة المحتلة ملزمة بإدارة المناطق التي هي تحت سيطرتها لصالح السكان الواقعين تحت الاحتلال”، قالوا في الصليب الأحمر.

في منطقة المطيلة وجلبون، مثلما في جميع المناطق الأخرى التي أقيم فيها جدار الفصل، لا توجد إشارة تدل على انتهاء منطقة التماس داخل المناطق التي احتلت في 1967 وأين تبدأ دولة إسرائيل. نحو 6900 دونم من الأراضي الفلسطينية احتجزت خارج جدار الفصل في شمال الضفة، من حاجز بيزك في شمال الغور وحتى حاجز الجلمة. منها نحو 4900 دونم تحولت إلى منطقة رعي متاحة للمزارعين الإسرائيليين، كما قال درور اتكيس من “كيرم نبوت”، الذي يتابع اقتحام الأبقار الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية في الأشهر الأخيرة.

في الجولة الأولى التي قامت بها “هآرتس” معه في جلبوع في بداية شباط الماضي، لم تتم مشاهدة الأبقار في منطقة التماس. ولكن موظفاً من سلطة الطبيعة والحدائق قال بأن الأبقار التي ترعى في المنطقة تابعة لمزرعة “يعروت” الموجودة في الجلبوع والتي يمتلكها شخص اسمه ايرز كاهنر. الأبقار التي شاهدناها في الجولة في آذار تم وسمها بحرف “أ” وأرقام متسلسلة. في مكالمة هاتفية، قال كاهنر بأن في قطيعه 500 بقرة، وهي ترعى فقط في المنطقة التي تم تأجيرها له في الأراضي داخل دولة إسرائيل. “الوسم “أ” ليس لي، قال. “بالإجمال، لا يجب أن تكون هناك أبقار في أي مكان (في منطقة التماس)، هذه ليست أراضي تابعة لدولة إسرائيل. لذا، لماذا يجب أن يرعى فيها أحد ما؟ لا أعرف ما الذي شاهدته وأين شاهدته. ولكن حسب رأيي، لم أشاهد هناك أبقار. ولكن إذا شاهدت ذلك فيمكن أن تكون هناك ثغرة تم فتحها. وحتى عندما وضعوا الأسلاك شاهدنا وجود مشكلة. فقد استخدموا مواد ليست لها جودة عالية وقاموا بعمل غير متقن تماماً. ما إن يمر الشتاء والصيف وتكون هذه الجدران قد انتهت”. وعندما سئل إذا كانت الأبقار تأتي من نفسها، قال إن هذا قد يحدث. ولكنه تحفظ وقال “لا أعرف عن حالات كهذه حدثت”.

في جنوب الضفة الغربية في منطقة التماس، ترعى أبقار إسرائيلية في أراضي قرية إذنا. المنطقة التابعة لها والمحصورة وراء جدار الإسمنت المرتفع والذي وضع فوقه أسلاك شائكة، أقل من التي في جلبوع، 108 دونمات. ولكن فقدانها ليس أقل إيلاماً.

في الوقت الذي لا يعرف فيه السكان في المطيلة وجلبون أصحاب الأبقار الإسرائيلية، إلا أنهم في إذنا يعرفون أن الأبقار التابعة لموشاف امتسيا الموجود في منطقة “لخيش” تأتي إلى أراضيهم. شيمي روزن، المسؤول عن الأبقار في امتسيا، أكد أنه من بين القطيع الذي يتكون من 500 بقرة من بينها 50 ترعى في أراضي إذنا. “لأن سكان إذنا لا يذهبون إلى المنطقة مع قطعانهم. لا يمكنهم الوصول إلى هناك ولا يمكنهم الرعي هناك”، قال. وحسب قوله فإن الرعي يتم في المنطقة التي تصادق عليها السلطات “فقط شريطة أن لا ندخل إلى الحقول وأن لا نضر أشجار الزيتون”. وأضاف بأنه بسبب شغله وظيفة مركز هذا الفرع في السنة والنصف الأخيرة فإنه لا يعرف أي جهة إسرائيلية أعطت هذه المصادقة. وقد وجه “هآرتس” إلى المسؤول الاقتصادي في “الموشاف”، يوسي، الذي رفض إعطاء اسمه الكامل ورفض الإجابة على سؤال “هآرتس” حول الأمر.

من مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق جاء الرد: “الحالات التي تم ذكرها معروفة للإدارة المدنية وتتم متابعتها بالوسائل القانونية. في إطار علاج هذه الحالات، يتم إجراء حوار باستمرار مع السكان، ويتم إعطاء تفسيرات عن تقسيم مناطق الرعي المسموحة بهدف منع الوصول إلى الأراضي الخاصة. وعندما يتم الحصول على شكوى حول مناطق الرعي والاعتداء على أراضي خاصة تعالج هذه الشكاوى من قبل جهات في إدارة التنسيق والارتباط في يهودا والسامرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى