ترجمات عبرية

هآرتس: يستحمّون بينما تحترق إسرائيل

هآرتس 2023-08-18، بقلم: أوري مسغافيستحمّون بينما تحترق إسرائيل

لم يتنازل رئيس حزب شاس، آريه درعي، في هذا الصيف عن الهدف المحبوب عليه، «سانت موريتس» في سويسرا. تفاجأ الإسرائيليون عندما شاهدوه في مجمع تجاري للماركات الباهظة في زيوريخ، وهو يقود جيباً اسود من نوع «فولكسفاجن» بجانب الفندق الفاخر «كولم» الذي نزل فيه في السابق. في هذه المرة اختار المدافع عن الجياع الإقامة في فندق آخر، فندق اربع نجوم فقط. استمرت عطلته أسبوعا ونصف الأسبوع. وقد قيل لي إن السعر دفع بالكامل من خلال بطاقته.

أصرت وزيرة حماية البيئة، عيديت سلمان، على حضور مؤتمر الأمم المتحدة رغم أنه لم يكن لإسرائيل ما تعرضه فيه. سافرت في درجة رجال الأعمال، ونزلت في فندق فاخر في منطقة سنترال بارك. استمر المؤتمر يوما ونصف اليوم. واصلت سلمان بعده إجازة عائلية لأسبوعين، زارت فيها المخيم الصيفي الفاخر في بنسلفانيا، الذي استجم فيه اثنان من أولادها. يبدو أن المخيمات الصيفية لبني عكيفا في البلاد المقدسة لم تعد جذابة. في طريق العودة إلى إسرائيل وضعت صورة لمسافرة تحمل لافتة احتجاج أخذتها من كيس للسوق الحرة وألصقتها على صندوق السيارة. دون فائدة، سلمان مرة أخرى سافرت بدرجة رجال الأعمال. وحسب قولها دفعت الفرق حسب القانون.

هبط رئيس الكنيست، امير اوحانا، هذا الأسبوع، في منتجع في جزيرة كوسموي. هذه عطلة من عطلاته الثلاث من آب حتى ايلول. عائلة يقظة شاهدته وصرخت نحوه: يا للعار. ردت زوجته عليهم وقالت لهم إنهم يخربون إجازتهم. آمل بأنهم ردوا عليهم: أنتم تخربون لنا الدولة. القليل الذي بقي للإسرائيليين الوطنيين الذين يواجهون تحالف المتغطرسين هو مواجهتهم بالواقع. هذا ما حدث مع ماي غولان في مطار بن غوريون ومع ايتمار بن غفير في بابوس.

العطلة هي قيمة مهمة بل حيوية. وهكذا أيضا قضاء وقت ممتع مع الأزواج والأولاد. لا أحد ينفي ذلك، وبالتأكيد ليس لدى منتخبي الجمهور، الذين يجدون صعوبة في تكريس وقت كافٍ للعائلة وللحياة الشخصية. حتى الآن هناك شيء ما منفصل وحتى ضار، في احتفالات هؤلاء المستجمين في أرجاء العالم، التي بدأت بعاصفة على الفور بعد جلسة الكنيست الأخيرة، التي تم فيها إطلاق الانقلاب بشكل رسمي. لقد قاموا بالتقاط صور السيلفي هناك، ثم سافروا إلى أرجاء العالم الأربعة. نحن نحترق وهم يتبردون ويستمتعون. هذا اصبع في العين، حفل رقص على التايتانيك قبل لحظة من اصطدامها بجبل الجليد، أيام بومبي الأخيرة.

إذا كنا نتذكر أحداثا تاريخية فكيف لا يمكننا تذكر نيرون وهو يعزف على القيثارة أمام الامبراطورية التي تتصاعد منها السنة اللهب. بنيامين نتنياهو بالذات يستجم في البلاد. الجزيرة الخاصة للاري اريسون في هاواي أصبحت خارج المجال. لا توجد رحلات سياسية، ولا حتى لقاء واحد يمكن تمديده لأسبوع كامل في باريس أو في روما. ربما تشارك في هذا القرار مشكلات تتعلق بأمراض القلب أو الخوف المميز للديكتاتوريين من الغياب عن بلادهم عندما يكون الكرسي يهتز. هكذا فان نتنياهو وزوجته يذهبان في نهاية كل اسبوع الى هدف مختلف في هضبة الجولان ويقومان مع «الشاباك» والشرطة بتخريب حياة السكان هناك. ببساطة من غير المعقول ومن غير المحتمل أن يتم فرض حصار على البلدة التي يختارها الزوجان من قيساريا من اجل الاستجمام فيها، بما في ذلك تحصين وتقييد الحركة. المزارعون في نفيه اطيف لم يسمح لهم بالخروج لفلاحة أراضيهم. والمزارعون في رموت قيل لهم إنه يجب عليهم تأجيل عملية الرش ضد ذبابة البحر المتوسط وذبابة الخوخ. ولأن بيت التعبئة الإقليمي أيضا يوجد داخل حدود الكيبوتس فقد وجدت صعوبات امام مزارعي المانغا الفاخرة في جنوب هضبة الجولان.

يقوم رئيس الحكومة بالنشر من مكان لإجازته من خلال فيلم فيديو غريب ومخيف، ظهر فيه هو وزوجته وهما يلبسان النظارات الشمسية وعلى الطاولة أمامهما توجد زجاجات النبيذ الأحمر، ويعلن نتنياهو: «الوضع جيد جدا. استمتعوا». هذا كان في الأسبوع الذي أعلنت فيه الحكومة الحرب رسميا على الجيش، وتواصل كفاءة الجيش التدهور، ويصمم الحريديون على الإعفاء الكامل من التجنيد ويقصون النساء في الحافلات وفي الطائرات. الدولة تتدمر وهم يحتفلون.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى