ترجمات عبرية

هآرتس: يا ملك يهوذا هل سترتفع تكاليف المعيشة؟

هآرتس 29-8-2023، نحاميا شترسلر: يا ملك يهوذا هل سترتفع تكاليف المعيشة؟

“اضرب اليهود وأنقذ الوطن”، كان هذا شعار اللاساميين في عهد روسيا القيصرية. بتسلئيل سموتريتش غير ذلك قليلاً: “اضرب المراسلين وأنقذ المعلم الكبير”. قبل بضعة أيام عقد مؤتمر صحافي هاجم فيه وأهان وسائل الإعلام الاقتصادية. فقد قال إن المراسلين “منحازون” و”مضللون”، وأوصاهم بعمل “نقد ذاتي”. من المدهش أن شخصاً كاذباً ومخادعاً يتجرأ على انتقاد الآخرين.

ما زلنا نذكر كيف انقض على مراسل القناة الأولى ميخائيل شيمش، الذي نشر قبل الانتخابات الأخيرة بأن سموتريتش سمى نتنياهو بـ “كذاب ابن كذاب”، وقال: “لا شك بأن نتنياهو مشكلة” و”ستدينه المحكمة ذات يوم”. مع شريك كهذا، لا حاجة لبيبي إلى أعداء. وفي حينه أيضاً، مثلما هو اليوم، فسموتريتش لا يعرف أن مهمة الإعلام هي انتقاد السلطة. في عالمه المستقبلي، الذي ستحكم فيه التوراة، لن ينشر الصحافيون إلا ما سيقوله الملك: الانتقاد؟ حرية التعبير؟ الديمقراطية؟ وهذه لن تكون موجودة في “مملكة يهودا”.

في المؤتمر الصحافي نفسه، أضاف المعلم الكبير: “أنتم والحقائق لا تسيرون معاً… يئست من أن أجعلكم وسائل إعلام اقتصادية حقيقية”. هل يئس؟ من هو في الأصل؟ كهاني، مسيحاني (“يجب محو حوارة”) الذي اعتقله “الشاباك” وتهرب من الخدمة الفعلية (سنة وأربعة أشهر فقط في مقر الوزارة في وظيفة إدارية). أهذا هو الشخص الذي سيعلمنا مهنتنا؟

كان من المضحك أيضاً سماعه وهو يقول: “وضعنا الاقتصادي ممتاز… نرى ذلك في النمو”. المعلم الكبير حصل من افيغدور ليبرمان على اقتصاد بوتيرة نمو 6.4 في المئة، لكن خوفه من إجراء إصلاحات ودعمه للانقلاب النظامي الذي يجعل المستثمرين يهربون ويضر بقاطرة الهايتيك، ولد نمواً بائساً هو 3 في المئة في 2023. يدور الحديث عن كبح كبير لسيارة سباق. كنا سنشكل منارة للأغيار مع 6.4 في المئة نمواً. ومع 3 في المئة، نشكل ظلاماً. ليس سوى شخص مقطوع عن الواقع ويقول إن تعلم التوراة أهم من الاقتصاد، يرى في هذا الفشل إنجازاً. ومثل معلم وقح لا يعرف اللغة الإنجليزية، يسمح لنفسه بإلقاء خطاب بهذه اللغة ويلحق العار بنفسه وبنا.

سموتريتش لم يسمع أيضاً عن نظرية التنبؤات. يدور الحديث عن وزير مالية بربع وظيفة، يخصص وقته لتحويل الميزانيات للمستوطنات. لا يعرف أن الإشارات ترسل إلى السوق بواسطة البورصة، التي لم ترتفع في الأشهر السبعة الأخيرة تقريباً. وهو لا يعرف أيضاً بأنه عندما ينخفض سعر الشيكل 11 في المئة أمام الدولار، فهذه دراما تشير إلى اقتصاد ضعيف وإلى خوف حقيقي من هرب رؤوس الأموال عقب استئناف التشريع غير القانوني. الأمر الذي يسميه سموتريتش “وضعنا الاقتصادي ممتاز”.

أما في موضوع غلاء المعيشة، فالمعلم الكبير فشل فشلاً صارخاً. التقرير الأخير لـ OECD وضع إسرائيل في المكان الأول في العالم بالنسبة لغلاء الأسعار. الوضع عندنا أغلى مما هو في سويسرا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا. الأسعار هنا أعلى 38 في المئة من المتوسط في الدول المتقدمة. ولكن هذا ليس القصة كلها. ناتج الفرد في سويسرا هو ضعف ناتج الفرد في إسرائيل. ولأن مستوى الأسعار متشابه، فإن مستوى الحياة هناك أعلى بضعفين مما هو عندنا. وهكذا الأمر أيضاً في الولايات المتحدة وغرب أوروبا.

إسهام سموتريتش في مستوى الحياة المتدني هذا حاد وواضح؛ فهو لم يعالج الاحتكارات الكبيرة أو لجان العمال أو البيروقراطية الغالية، ولم يؤيد السوق الحرة، ولم يخفض الضرائب ولم يلغ اللوائح الخاصة أو زيادة المنافسة. لذلك، الأسعار مرتفعة والناتج منخفض. حركة كماشة قاتلة.

لكن لحظة، ما المشكلة؟ هو سيحول المزيد من الأموال للحريديم كي لا يتعلموا ولا يعملوا. وسيصب المزيد من المليارات على المستوطنات كي يؤدي إلى حرب يأجوج ومأجوج، وعندها سيأتي المخلص، وستصبح التوراة قانون الدولة، ثم سينصبه المنتخبون “ملك يهودا”. أنقذونا.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى