ترجمات عبرية

هآرتس – يا ليئون، لا تهدم

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 18/3/2021

في السنتين ونصف السنة الاخيرة منذ انتخب موشيه ليئون رئيسا لبلدية القدس نجح في أن يفاجيء غير قليل من الناس في كل ما يتعلق بموقفه من شرقي المدينة. متحرر من حاجة سلفه في المنصب، نير بركات، لاثبات يمينيته، بدأ ليئون يعمل كي يتصدى لبعض من المسائل الاشد قسوة في القدس الشرقية. قبل سنة استجاب لدعوة في هذه الصفحة لزيارة الطفل مالك عيسى الذي فقد عينه بنار شرطي. والان يقود ليئون مخططا هيكليا جديدا وخارقا للطريق في العيسوية كي يتصدى لمشكلة النقص في تراخيص البناء. وقبل شهر كان ليئون رئيس البلدية الاول منذ سنوات عديدة الذي يزور كفر عقب خلف جدار الفصل، وأمس بدأت البلدية في اقامة مدينة رياضية جديدة في القرية.

وبالذات على هذه الخلفية محبط قرار بلدية القدس التراجع عن التوافقات بينها وبين سكان حي البستان في سلوان والعمل على هدم الحي في صالح اقامة حديقة سياحية. يوجد حي البستان في المكان الذي خطط بركات لان يقيم فيه “حديقة الملك” –  مشروع سياحي يرتبط بالحديقة الوطنية مدينة داود. ومعنى اقامة الحديقة هو هدم عشرات المباني السكنية التي يسكن فيها مئات الاشخاص. لقد اقيمت البيوت، مثلما في اجزاء كبيرة في شرقي القدس، دون تراخيص بناء لان الحصول على تراخيص البناء في الاحياء الفلسطينية في المدينة هو ببساطة مهمة مستحيلة.

بعد أن اثارت خطة بركات عاصفة سياسية داخلية وخارجية، بدأت مفاوضات طويلة بين السكان والبلدية بالعمل على خطة اخلاء – بناء، تتيح اقامة حي جديد ومرتب الى جانب الحديقة السياحية. وقد دفع السكان الفلسطينيون ثمنا يتمثل بكسر الحظر السياسي والاجتماعي في أنهم وافقوا على البحث مع البلدية في هدم بيوتهم طواعية. كما ان السكان استثمروا مئات الاف الشواكل في اعداد الخطة.

أما الان، فبعد سنوات من الحوار، ابلغت البلدية المحكمة بانها تتنكر للاتفاقات وترغب في تحقيق اوامر الهدم لنحو 70 منزلا في الحي. وجاء البلاغ على خلفية تصاعد هدم البيوت في الاحياء الفلسطينية في الاسابيع الاخيرة.

على اصحاب القرار أن يفهموا بان أمر الهدم يهدم حياة الكثير من السكان قبل أن تهدم الجرافة البيت. من لا يعيش تحت تهديد دائم بهدم بيته، من لا ينهض بفزع في كل مرة تمر فيها سيارة في الشارع او ظل جرافة يظهر من نافذة غرفة الاطفال لا يمكنه أن يفهم الرعب. على ليئون أن يصحو وان يعيد البلدية الى طاولة المفاوضات، في صالح سكان سلوان وسكان القدس كلهم. ان نجاح المفاوضات في البستان هو اقامة الحي الجديد الى جانب الحديقة سيثبت ان في ميدان سفرا يوجد رئيس بلدية، يريد حقا مصلحة سكان ومدينته.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى