ترجمات عبرية

هآرتس: وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في الأمم المتحدة على شفا اختبار

هآرتس 19/2/2023، بقلم: ألون بنكاس: وق

وف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في الأمم المتحدة على شفا اختبار

فرضت الولايات المتحدة الفيتو نحو 53 مرة في مجلس الأمن ضد إدانة إسرائيل أو ضد مشاريع قرارات مناوئة لإسرائيل منذ العام 1972. هذه هي المظلة الدبلوماسية المهمة والأكثر حسماً في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

عدد تصويتات الفيتو الأكبر لصالح إسرائيل فرض في فترة أوباما. ولكن هذه هي نفس الإدارة التي امتنعت في كانون الأول 2016 عن فرض الفيتو على مشروع قرار يدين توسيع المستوطنات. إذا نظرنا إلى الرسم البياني للتصويتات الأمريكية، سيظهر أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت الفيتو عشرات المرات، رغم أن القرارات توافقت مع سياستها في موضوع المستوطنات، وكانت سياسة إسرائيل في “المناطق” [الضفة الغربية] تتساوق مع تصريحاتها، وكانت تصاغ أحياناً حرفياً وفقاً لتصريحاتها.

في الغد يتوقع أن ينعقد مجلس الأمن لمناقشة مشروع قرار الإمارات، الذي يدين إسرائيل بسبب نشاطاتها في “المناطق” وقرارها المصادقة على بناء آلاف الوحدات السكنية في تسع مستوطنات، وتدعو مسودة القرار إسرائيل إلى “إيقاف أي نشاط استيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة فوراً وبصورة مطلقة… إقامة المستوطنات التي احتفلت في 1967، بما في ذلك شرقي القدس، ليس لها أي مبرر قانوني وتشكل خرقاً فظاً للقانون الدولي”.

أدانت الولايات المتحدة إسرائيل حتى قبل تقديم مشروع القرار. في بيان مشترك مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي بأن “الولايات المتحدة تعارض بشدة الخطوات أحادية الجانب التي ستزيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين”. وبعد يوم، أضاف البيت الأبيض بأن خطوات إسرائيل “تقوض إمكانية حل الدولتين”.

هذه ردود أعدت آنفاً، وكليشيهات لا فائدة أو أهمية لها. الولايات المتحدة تناقض سياستها في كل مرة عند نشر هذا الرد الفارغ. تصويت الغد سيشكل اختباراً: الولايات المتحدة تحاول منع اتخاذ قرار، واستبداله بإدانة عامة وتصريحية، التي ستضم إليها. إذا رفضت الإمارات والفلسطينيون، ستضطر الولايات المتحدة لتقرر إذا كانت ستستخدم الفيتو كالعادة أم ستمتنع بصورة تناسب الانتقاد الذي أسمعه الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي وبعض الأعضاء في الكونغرس.

بالنسبة للولايات المتحدة، تحولت إسرائيل إلى مصدر إزعاج دبلوماسي وسياسي. واندماج الانقلاب النظامي مع توسيع المستوطنات والتنصل من كل “عملية سياسية”، سيجر الولايات المتحدة لتخصيص طاقة ورأس مال سياسي في الوقت الذي تشخص فيه عيونها نحو الحرب في أوكرانيا والعداء مع الصين والتحالفات في المحيط الهادئ. ورغم الشعارات حول “تحالف استراتيجي وشراكة قيمية عميقة”، تبدو الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم في نقطة انعطافة في العلاقات بينهما. لن يكون التغيير فورياً، ولكن الشرخ بات مفتوحاً. نفس المصالح المشتركة في العقود الأخيرة تقف الآن أمام اختبار انتقادي في واشنطن.

وجدت الولايات المتحدة طريقة للتوفيق خلال سنين بين سياستها ضد المستوطنات وفرض الفيتو في مجلس الأمن ضد السياسة نفسها. أولاً، ادعت الولايات المتحدة بأن الأمم المتحدة ليست المنتدى لمناقشة ذلك، وفي الأصل لن تنبت منها أي عملية سياسية. ثانياً، في الأمم المتحدة أغلبية مناوئة لإسرائيل، والدعم لقرارات مناوئة لإسرائيل ليس جوهرياً وموضوعياً، بل نتاج كتل سياسية في الأمم المتحدة. ثالثاً، هذه القرارات تشمل على الأغلب موضوع القدس، والولايات المتحدة فسرت وبحق الصيغ كنفي للعلاقة والحقوق الإسرائيلية في القدس.

الموضوع هو أن مشروع القرار هذا يأتي في فراغ سياسي مطلق، في الوقت الذي تتناقض فيه بنية الائتلاف في إسرائيل والخطوط الرئيسية للحكومة بشكل مطلق مع مواقف وسياسة الولايات المتحدة. بدون صلة مع ما ستفعله الإدارة في التصويت الذي تم تحديده في الغد، ثمة سؤال: ما الخطوات الفعلية التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة للتعبير عن معارضتها وعدم الرضى عن إسرائيل؟

 لا يمكن أن توافق الإدارة الأمريكية على زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأشهر القريبة القادمة، وستمنعه من أبهة التتويج و”عرض الأمور كأن كل شيء على ما يرام”. وتوضح الولايات المتحدة علناً بأنها ستواجه صعوبة في الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية، وتقليص التعاون السياسي والتكنولوجي والاستخباري، وأيضاً تأخير مسألة إلغاء التأشيرات للإسرائيليين. بل وثمة مسألة أساسية لإسرائيل، وهي لماذا هذه المغازلة والاستخذاء للولايات المتحدة لفرض الفيتو؟ في نهاية المطاف، هذه فرصة للحكومة لطرح موقفها بدون أي تحفظ. إذا كان “الشعب لا يحتل بلاده” وإذا كانت “الدولة الفلسطينية فاشلة وخطيرة منذ لحظة إقامتها، وإذا كان للشعب اليهودي “الحق في أرض إسرائيل كلها وإقامة مستوطناتها” فلماذا التوسل للفيتو الأمريكي؟ ليسافر نتنياهو إلى نيويورك ويلقي خطاباً في الأمم المتحدة بتفاخر ويوضح سياسته دفعة واحدة وأخيرة، كما يعبر عنها في الخطوط الرئيسية لحكومته، لم لا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى