ترجمات عبرية

هآرتس : وصمة عار لإسرائيل

هآرتس – أسرة التحرير – 16/5/2022

ما حصل يوم الجمعة في القدس في جنازة مراسلة «الجزيرة» شيرين أبو عاقلة التي قتلت بالنار في الأسبوع الماضي في أثناء مواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في مخيم اللاجئين جنين هو وصمة عار لدولة إسرائيل.
في أثناء الجنازة صادر أفراد الشرطة أعلام فلسطين من المشاركين بل وضربوا بالهراوات حملة نعش الدفن. في أحد التوثيقات بدا عشرات من أفراد الشرطة يركضون نحو المشاركين ويفرقونهم من المكان مستخدمين الهراوات، ما كاد يؤدي إلى سقوط نعش الدفن.
أهانت الشرطة ذكرى أبو عاقلة، أبدت صفر احترام لحزن المشاركين وساهمت في جعل الجنازة جلبة على كل إسرائيلي أن يخجل بها. حتى لو كان من شاغب في الجنازة فإن دور الشرطة هو تخفيض مستوى اللهيب في مثل هذا الحدث، وليس زيادته.
محظور التشوش: لا يدور الحديث فقط عن ضرر في الصورة. هذا حدث تأسيسي ينكشف فيه واقع الحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي بكامل بشاعته. لا يوجد إعلام في العالم يمكنه أن يصلح الضرر، إذ لا توجد أي «رواية» تبرر سلوك شرطة إسرائيل.
لا يدور الحديث فقط عن استهتار مطلق بألم الفلسطينيين وحزنهم، بل عن موقف مشوش من أساسه من علم فلسطين. العلم الفلسطيني هو علم السلطة الفلسطينية – سلطة أقيمت بقوة اتفاق مع إسرائيل، اتفاق ينص ضمن أمور أخرى على التعاون الأمني الذي تستمتع به منذ نحو 30 سنة – وهو معترف به من كل العالم، بما في ذلك إسرائيل. على الشرطة أن تتوقف عن أن ترى في رفعه عملا استفزازيا. كل شخص من حقه أن يرفعه، مثل كل علم آخر، في كل مكان، بما في ذلك إسرائيل حيث – ومهم العودة لأن نذكر الجمهور في إسرائيل بشكل عام وشرطة إسرائيل بشكل خاص، رفعه لا يتعارض مع القانون.
فضلا عن ذلك يجب أن نسأل: أي عالم يؤمن الإسرائيليون بأنه مسموح وجدير للفلسطينيين أن يرفعوه ويتماثلوا معه؟ هل ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي مدعوون لأن يكونوا مواطنين متساوين للدولة ويرفعوا علمها؟
رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن قال إن الحدث يستوجب التحقيق، محافل رسمية في الإدارة أعربت عن الصدمة، ومشرعون ديمقراطيون في الولايات المتحدة شجبوه.
في إسرائيل أيضا انطلقت تنديدات، والمفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، بتنسيق مع وزير الأمن الداخلي عومر بار – ليف أمر أمس بالتحقيق في سلوك الشرطة في أثناء الجنازة.
ينبغي الأمل بألا ينتهي التحقيق بأقوال فارغة وتوبيخات عديمة القيمة. لأجل تغيير المزاج السائب والعنيف الذي ميز سلوك الشرطة في شوارع القدس، يجب العثور على المسؤولين عنه واستبدالهم.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى