هآرتس: وصمة عار إدارة مستشفى هداسا

هآرتس 2-12-2022م، أسرة التحرير: وصمة عار إدارة مستشفى هداسا
قصة د. أحمد محاجنة يفترض أن تصدم كل إسرائيلي، يهودياً كان أم عربياً. فإمكانية أن يُقال شخص من عمله بسبب فرية نشرت عنه هي خط أحمر محظور اجتيازه حتى تحت ربقة العنصرية والقومية المتطرفة الآخذة في سحق الديمقراطية في إسرائيل. د. محاجنة طبيب في قسم عمليات القلب والصدر في مستشفى “هداسا عين كارم”. نشر في عدة وسائل إعلام قبل بضعة أسابيع نبأ أنه أعطى حلويات لمخرب نفذ عملية طعن في القدس وسمّاه “شهيداً”. النبأ – الذي يعود مصدره إلى أفراد الشرطة الذين كانوا في القسم ولم يستطيبوا معاملة محاجنة له – نفاه محاجنة نفسه كما نفته عاملتان في المستشفى أعلنتا بأنهما هما اللتان وزعتا الطعام على المرضى، ونفاه أيضاً طبيب آخر في القسم. ادعى ثلاثتهم بأن محاجنة لم يقل أيضاً “شهيد” بل سأل عن سلامة الجريح. ولاحقاً حتى مراسلين بلغوا عن القصة تراجعوا واعتذروا عن المعلومة غير الصحيحة التي نشروها.
غير أن الحقائق لا تعني إدارة “هداسا”. بفعلة حقيرة تصم المؤسسة بالعار أكثر مما تصم د. محاجنة، زعم في الكتاب الختامي للاستماع أن “محاجنة بأفعاله وتصريحاته خرق واجباته تجاه هداسا، وعلى رأسها واجب الثقة الذي يقبع في أساس علاقات العمل بين الطرفين، وارتكب خروقات انضباطية خطيرة… الخطوة الواجبة هي إنهاء عمله في هداسا، وهذا ما ننوي فعله”.
الحقيقة أن إدارة هداسا هي التي خرقت الثقة بين الطرفين وارتكبت مخالفة خطيرة، التي سارعت إلى الاتهام… المحاكمة والنطق بالحكم على محاجنة. محق الاتحاد الطبي الذي عارض الإقالة وادعى بأنه “لم توضع بنية تحتية كافية من الحقائق، لم يؤت بأدلة… لم يدل شهود من جانب الطبيب بشهاداتهم… ولم تثبت الادعاءات التي طرحت ضد الطبيب كما يجب… استناداً إلى ماذا اعتقدت “هداسا” ليس واضحاً بأن الطبيب قد ارتكب ما ينسب إليه”.
الجواب على ذلك بسيط: إدارة هداسا استسلمت للمزاج القومي المتطرف، وللعنصرية التي تتصاعد والأصوات التي لا تطاق. من الأفضل أن تعتذر إدارة المستشفى للدكتور محاجنة بدلاً من التمترس في الموقف المعيب، وعليها أن تعلن في أقرب وقت ممكن عن عودته إلى العمل.