ترجمات عبرية

هآرتس – هل تفتح إسرائيل صفحة جديدة مع الأردن؟

أسرة التحرير – هآرتس 27/7/2021

ما قاله ملك الأردن عبد الله الثاني هذا الأسبوع في مقابلة مع السي.إن.إن والنبرة التصالحية والتفاؤلية التي اتخذها، يثبت أن الدبلوماسية مثل العلاقات الشخصية-المعاملة تجر المعاملة.
رياح التغيير التي تهب من القدس أثرت بشكل فوري على المناخ الدبلوماسي. فقد أوضح الملك عبد الله بأنه يسعى إلى تعزيز العلاقة بين الأردن وإسرائيل وذلك “لأنها لم تكن جيدة”. واضح من أقواله أنه يميل إلى التصديق بأن الحكومة الجديدة في إسرائيل قد اتخذت لنفسها بالفعل هدف تحسين العلاقات مع الأردن.

على الرغم من أن الأردن يعد من الشركاء الاستراتيجيين الأكثر أهمية لإسرائيل، فقد هجرت حكومات نتنياهو علاقاتها معه واكتفت بالتعاون الأمني.

على الرغم من أن الأردن يعد من الشركاء الاستراتيجيين الأكثر أهمية لإسرائيل، فقد هجرت حكومات نتنياهو علاقاتها معه واكتفت بالتعاون الأمني. عملياً، تدهورت العلاقات في السنوات الأخيرة بسبب سلسلة من التقصيرات الدبلوماسية، إلى أن وصلت إلى الحضيض، حيث اضطرت إسرائيل إلى إعادة الغمر والباقورة إلى سيطرة الأردن. حكومات نتنياهو لم تستطب، على أقل تقدير، مواقف الأردن الثابتة من القضية الفلسطينية، والحرم، والشيخ جراح وغيرها، وإخلاصه لحل الدولتين، الذي تسعى القيادة الإسرائيلية إلى إلقائه إلى سلة قمامة التاريخ في السنوات الأخيرة. وبالتوازي، واصل اليمين تطوير حلم “الخيار الأردني” رغم استياء الأسرة المالكة الهاشمية.

بعد قطيعة سنوات بين زعماء الدولتين، التقى رئيس الوزراء نفتالي بينيت سراً بالملك عبد الله، واتفق معه على فتح صفحة جديدة. ولم يبقَ الاتفاق على مستوى التصريحات، إذ إن وزير الخارجية يئير لبيد التقى نظيره الأردني أيمن الصفدي واتفقا على أن تبيع إسرائيل الأردن، الذي يعاني من أزمة مياه، 50 مليون متر مكعب إضافية من المياه هذه السنة، وستسمح بزيادة حجم التصدير من الأردن إلى الضفة الغربية. وعليه، فليس مفاجئاً أن يخرج الملك “متشجعاً جداً” من اللقاءات. تعيد العلاقة الطيبة مع الأردن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى الطاولة. فقد نقل الملك رسالة مهمة، وخيراً تفعل القيادة الجديدة إذا ما استوعبتها. ففي تطرقه إلى الاضطرابات التي نشبت في المدن المختلطة في حملة “حارس الأسوار” حذر من أن “الدينامية الداخلية التي رأيناها في مدن إسرائيل كانت نداء صحوة للشعبين في إسرائيل وفي فلسطين ولنا جميعاً”. يسعى الملك لتحطيم الوهم الذي طوره نتنياهو، ويمكن لإسرائيل بموجبه أن تحافظ على الوضع الراهن في النزاع مع الفلسطينيين. وقال إن “هذا تظاهر هش”.
على بينيت ولبيد أن يواصلا الخط السياسي الذي يتخذانه، وأن ينصتا إلى تحذيرات ومشورات الملك عبد الله، وأن يستغلا تحسين العلاقات مع الأردن لإعادة تحريك المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، في ميل للتقدم بحل سياسي يحسن للشعبين وللمنطقة نفسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى