هآرتس: هل اسرائيل تعاني من صعوبات اقتصادية نتيجة الحرب؟

هآرتس 21/10/2025، نحاميا شترسلر: هل اسرائيل تعاني من صعوبات اقتصادية نتيجة الحرب؟
بعد الحادثة القاتلة في رفح التي قتل فيها جنديان وبعد رد اسرائيل، تم استئناف وقف اطلاق النار. هذا الوقف لا ينقذ فقط حياة جنود آخرين، بل هو ايضا يؤثر على الاقتصاد. في الواقع بيانات الاقتصاد تدل على حدوث تحسن معين: التضخم ينخفض والنمو يرتفع. موديس، شركة التصنيف الائتماني الكبرى، نشرت في نهاية الاسبوع تقرير قصير عن اسرائيل، بحسبه فان انهاء الحرب انقذنا من خفض آخر في تصنيف الائتمان. شركة التصنيف “بيتش” كانت متشائمة اكثر. فقد كتبت بان هناك مخاطرة كبيرة في ان وقف اطلاق النار مع حماس لن يصمد.
في كل الحالات، وزارة المالية وبنك اسرائيل قدروا ان وتيرة النمو في 2026 ستصل الى 5 في المئة. وهذا يمثل استيقاظ مقابل الانخفاض العميق الذي كان في السنتين الاخيرتين. وتيرة النمو في 2024 كانت 1 في المئة فقط، وفي 2025 كانت 3 في المئة، هكذا فقدنا ناتج يبلغ 120 مليار شيكل في غضون سنتين. هذا غير مفاجيء اذا اخذنا في الحسبان المقاطعة التجارية التي فرضت علينا، والصعوبة في الاستيراد ورحلات الطيران التي تم وقفها والسياحة التي ماتت، وفقدان ايام العمل بسبب التجنيد للاحتياط.
ضرر آخر سببته الحرب هو الدمار في المستوطنات والمصانع والبيوت والشوارع والبنى التحتية التي يجب علينا بناءها من جديد. يمكن تقدير هذه الاضرار بـ 50 مليار شيكل تقريبا.
بند ثالث للاضرار هو التغيير للاسوأ في تركيبة الميزانية. اجمالي النفقات الامنية ارتفع جدا، وستواصل كونها مرتفعة في السنوات القريبة القادمة. اضافة الى ذلك فان الدين العام ارتفع، وايضا اقساط الفائدة. اذا لم يكن هذا كاف، فان الحكومة اعطت في السنوات الصعبة هذه الكثير من الاموال للحريديم والمستوطنين ووزارات حكومية زائدة. الحديث يدور عن نفقات لا ترفع مستوى الحياة، بل حتى هي تخفضه، مثل الميزانيات للحريديم التي تشجع على الحياة بدون تعليم وبدون عمل.
من اجل تمويل النفقات الزائدة هذه فرضت علينا ضرائب وقلصت مبالغ كبيرة من وزارات الصحة، التعليم والرفاه، بحيث تحولنا الى دولة اكثر فقرا. عندها كيف سنعود الى الوراء، الى مستوى حياة ايلول 2023؟ هذا لن يكون سهل. سيكون من الصعب الوقوف امام مطالبة الجيش بزيادة الميزانية. ايضا سيكون من الصعب رفع العقوبات ضد اسرائيل. المظاهرات ضدنا في اوروبا تتواصل بكل القوة، وحتى ان الاتحاد الاوروبي يمكن ان يمس باتفاق التجارة الحرة لنا معه. ايضا المقاطعة الاكاديمية في الثقافة وفي الرياضة لن تختفي بسهولة. حيث انه في اللحظة التي ستدخل فيها الصحف الاجنبية الى قطاع غزة ستظهر ابعاد الدمار والموت، والمشاعر ضدنا ستزداد فقط. في الواقع ايضا رجال الصناعة يتذمرون بسبب المزيد من الشركات التي توقف علاقاتها التجارية معنا.
بدلا من الانشغال في تغيير الصورة المتعلقة اسم الحرب فان نتنياهو كان يجب عليه احضار للحكومة خطة لانقاذ اسرائيل من عزلتها السياسية والاقتصادية وتشجيع النمو والانتاج. من اجل ذلك نوجد لديه اداة قوية: ميزانية 2026، التي هي في الواقع خطة عمل لتحسين النشاطات الاقتصادية. ولكن دورة الكنيست بدأت أمس بدون التطرق فيها عن الميزانية القادمة. مباديء الميزانية التي كان يجب ان تكون مصادق عليها في الحكومة منذ فترة طويلة، ما زالت لم تقدم للمناقشة: سواء حجم الميزانية أو عمق العجز أو التقليصات المطلوبة أو الاصلاحات التي بدونها لن يكون تعافي ولن يكون تحسين في الانتاج أو نمو سريع. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لم يعين حتى الآن رئيس جديد لقسم الميزانيات، رغم ان الرئيس السابق ترك منذ فترة طويلة.
كان يمكن ان نكون في وضع اقتصادي افضل بكثير لو ان نتنياهو اهتم بان يقدم سموتريتش في القريب ميزانية صحيحة للسنة القادمة. ولكن هو لا يعنيه الوضع الاقتصادي. لا يوجد أي شيء باستثناء نفسه يعنيه. اكثر شخص حقارة في تاريخ الشعب اليهودي يفضل الانشغال بتغيير اسم الحرب والغاء محاكمته.