ترجمات عبرية

هآرتس: هكذا سنحل المشكلة الإيرانية

هآرتس 20/9/2022، بقلم: ب. ميخائيل

تستثمر إسرائيل الكثير من الطاقة والصراخ والمال في محاولة معالجة التهديد الإيراني، وهذه مشكلة غير بسيطة. فمن جهة، يدور الحديث عن دولة معادية تسعى لتخصيب اليورانيوم بمستوى ما قبل القنبلة النووية. ومن جهة أخرى، يدور الحديث عن عدو خارجي مخلص وصريح، ويستخدم حرف الأنظار العامة عن المتاعب الحقيقية والآثام اليومية، التي هي أدوات عمل حيوية جداً في صندوق عدة أي نظام فاسد (إيران بالمناسبة تستخدم إسرائيل لنفس الهدف).

لذلك، فإن هذه المهمة معقدة جداً، وبحق تحييد تهديد النووي الإيراني. ولكن، لا سمح الله، عدم إنهائه تماماً كي نستطيع مواصلة تخويف مواطنينا به، وعدم القلق أكثر من اللزوم بقنبلة فارسية.

لكن كيف يمكننا فعل ذلك؟ هناك فكرة أصيلة خطرت على بالي، فكرة لا أعرف كيف لم يفكر بها أحد قبلي، قنبلة نووية خاصة بنا. يجب على إسرائيل إنتاج قنبلة نووية إسرائيلية. ربما حتى بضع قنابل، لكن، وهذا مهم جداً، يجب أن نحتفظ الموضوع بسريته بشكل تام. إذا سئلنا فعلينا النفي بشدة، وإذا سئلنا مرة أخرى فسنؤكد أننا حريصون على سياسة “الغموض”، والطمس أو السرية في هذا الموضوع الحساس.

وإذا تم ضبط أحد وهو يسرب، فسيرمى في السجن على الفور، وحتى سننكل به حتى يومه الأخير بعد أن يقضي كل عقوبته.

ربما لن يكون مفر من إبلاغ بعض القادة الودودين في العالم، وربما يصابون بالدهشة. سنشرح لهم بأنها ليست إلا بوليصة تأمين، حبة دواء مهدئة، في حالة محاولة دولة معادية التسلح بسلاح نووي. مع وجود قنبلة في جيبنا، سنكون مرتاحين تماماً وألا ننزلق إلى حرب. من المؤكد أن الزعماء الودودين سيتفهمون الأمر وسيوافقون عليه بصمت.

إن إنتاج قنبلة نووية أمر غير بسيط، لكنه محتمل. في البداية، سنقيم مركزاً تقنياً في مكان قفر وبعيد، وسنطلق عليه اسم ساذج مثل “محمص البرت” أو “حلويات اوبنهايمر”، شيء من هذا القبيل. لا أحد سيشك. سيتم تركيز العلماء والخبراء هناك، وسينجح العقل اليهودي بلا شك خلال فترة قصيرة جداً في إنتاج قنبلة أو قنبلتين أو 200 قنبلة.

سيكون شراء الأجزاء الضرورية إشكالياً بشكل قليل، محظور بيع معدات ومواد لإعداد قنبلة في دول غير موقعة على ميثاق عدم نشر السلاح النووي. ولكني على ثقة أنه سيتم العثور على دول تساعدنا. من الجدير التوجه في البداية إلى فرنسا، لدي شعور جيد بخصوصها.

لن يكون سهلاً العثور على موقع مناسب لتجربة القنبلة أيضاً. ففي الأيام الجيدة والبعيدة في جنوب إفريقيا والأبرتهايد، كان يمكننا الحصول على مساعدة منهم. ولكن من فكر في ذلك في حينه؟ سنضطر الآن كما يبدو للاكتفاء بالفضاء الخارجي.

حتى مع القنبلة، سنواصل إلقاء الرعب على مواطنينا. ومن أجل مساعدة النظام على التملص من الانشغال المزعج في هراءات الواقع، ومن أجل الحفاظ على درجة جيدة من برانويا الكارثة، ولكن سنكون مطمئنين، وسنعرف أن “التهديد الإيراني” سيواصل لعب الدور الذي تم التخطيط له من البداية، أن يكون عاملاً مساعداً رقابياً على زعماء الطرفين.

هناك في الحقيقة من يقولون إن قنبلة إسرائيلية ستشجع الكثير من دول المنطقة على أن تصبح نووية. ولكن كل هؤلاء لاساميون، ولا حاجة إلى التطرق إليهم. في المقابل، القنابل التي من إنتاج “محمص البرت” يمكننا ضمها إلى دكاننا الصغير والمدهش، ونوسع دائرة الزبائن ونحقق المزيد من الأرباح الجانبية.

ما السيئ في ذلك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى