ترجمات عبرية

هآرتس: هكذا تحوّل يوم القدس إلى اليوم الأسوأ في المدينة

هآرتس 2023-05-22، بقلم: عكيفا نوفيك: هكذا تحوّل “يوم القدس” إلى اليوم الأسوأ في المدينة

الصور القبيحة، على هامش الاحتفالات بـ”يوم القدس”، والأغاني العنصرية ومظاهر العنف، كل ذلك يجب أن يقلق في البداية جميع منظمي الاحتفالات. تحول “يوم القدس” إلى عيد لقطاع معين، تافه وسياسي. المسؤولية عن ذلك ملقاة بدرجة كبيرة على الذين يشكلونه بهذه الصورة.

من يوافق على وجود شباب هامشيين من “لافاميليا” أو “شبيبة التلال”، يوافق أيضا على سلوكهم. من يقوم بنشر المنظمين، ولا يعطيهم أي تعليمات لوقف أي مظهر من مظاهر العنصرية، يخون وظيفته العامة. والذين يصممون على أن المسيرة ستمر بالذات من باب العامود والحي الإسلامي يجب عليهم إدراك المسؤولية.

على هامش المعسكر الوطني هناك مجموعات من المشاغبين. نرى ذلك في مباريات بيتار القدس وفي أعمال الشغب الذي تأتي في أعقاب العمليات. هم يضرون جدا بمحبي القدس بالطبع. إلى جانبهم توجد أيضا شبيبة من كل البلاد، مثاليون وقيميون، يقومون بحماسة المكان والسياق بغناء أغان متعاطفة. أصبح الفرق بين “حيوا القدس” و”لتحرق قريتهم” فرقاً ضئيلاً جداً.

هذه بالضبط مهمة المربين الذين يوجدون في مسيرة الأعلام. كثيرون منهم يرفضون الأغاني والشعارات والضرب على أبواب المحلات التجارية. ولكن هناك أيضا من لا يفعلون ذلك. المسؤولية التربوية يجب أن تكون للسياسيين، المنظمين، ومديري المدارس الدينية.

لم يكن مسار مسيرة الأعلام دائما له هوية وطنية واضحة جدا. لقد تحدد، ضمن أمور أخرى، أن المسيرة تنظمها جهات حريدية قومية، يتبعون الحشمة والفصل المبالغ فيه، والتفكير بأن الشباب والفتيات سيمشون معا في أزقة البلدة القديمة يصدمهم. وهكذا جاءت فكرة باب العامود. حقيقة أنه في هذا المسار توجد أغلبية مسلمة واضحة تعتبر أفضلية.

ما يحدث في القدس هو عملية محزنة وطويلة من هرب العلمانيين وتعزز المتدينين. العمليتان تسرعان بعضهما. عندما تتحول الساحة في “حائط المبكى” إلى موقع واضح للحريديين مع المنظمين الذين يفرضون السلوك الحريدي فليس من الغريب أن تأخذ طابعا حريديا. أمور مشابهة يمكن قولها عن الفصل القسري بين الرجال والنساء في المسيرة. في الماضي غير البعيد كان “يوم القدس” أقرب بكثير للإجماع مع مسيرات الاستيطان العامل والمناسبات الثقافية والحج. لم أعد أعرف أي علمانيين يحجون إلى القدس للاحتفال بيوم تحريرها. المحاباة هي أسوأ شيء يمكن أن يحدث للقدس.

مسيرة الأعلام بصورتها الحالية هي تقريبا تظاهرة سياسية. وليس عبثا أن الشاشات لا توجد في منطقة باب الخليل، الذي من خلاله يدخل نصف المشاركين في الاحتفال، بل توجد في منطقة باب العامود. السير كسيد وبشكل متحد هو استفزاز، بالضبط مثل مسيرات بن غفير في كفر قاسم أو مسيرات المتظاهرين ضد التجنيد في بني براك.

من يهتمون بأن يحشدوا للمسيرة عشرات آلاف الأشخاص للسير في الحي الإسلامي يجب عليهم تحمل المسؤولية عن الصورة التي ستخرج من هناك وعن سلوك المشاركين في المسيرة. لا يكفي التذمر والشكوى من أن الأشخاص الهامشيين والقلائل في المسيرة يتم تضخيمهم في وسائل الإعلام، هذا ما يحدث تقريبا في أي تظاهرة في إسرائيل. من يختر تجاهل هؤلاء الهامشيين في حدث قام بتنظيمه فإنه يساهم في تحويل يوم “القدس اليوم”، الذي يتم فيه الافتراء على عاصمتنا الحبيبة، إلى الأسوأ في المدينة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى