ترجمات عبرية

هآرتس: هكذا أفسدت إسرائيل الدين اليهودي

هآرتس 14-12-2022م، بقلم: ب. ميخائيل: هكذا أفسدت إسرائيل الدين اليهودي

تناول عدد كبير من النقاشات ومن المقالات والأبحاث مسألة ماذا فعل الدين بالدولة. ولكن من الصعب إيجاد نقاشات أو مقالات أو أبحاث تتناول مسألة ماذا فعلت الدولة بالدين.

أيضا هذه المسألة جديرة بالنقاش. أولاً، يجب وضع النقاط على الحروف. التيارات في واقع إسرائيل صغيرة وقليلة الحضور. فقط هناك مجموعتان دينيتان رئيستان: الأصوليون والذين يطلقون على أنفسهم «الصهيونية الدينية».

تاريخياً ساد عداء شديد بين المجموعتين. تمسك الأصوليون بقوة بموقفهم الذي يعتبر الصهيونية والقومية شراً مستطيراً وآثماً، المحظورة في الشريعة، وقاموا بالمحاربة بشدة من أجل الحفاظ على هذا الحظر. هكذا كانت الحال قبل قيام الدولة وحتى بعد إقامتها بفترة قصيرة.

«الصهيونية الدينية»، وهي مفهوم شبه متناقض مثل «يهودية وديمقراطية»، كانت دائما بدرجة معينة نتاجا هجينا. قريبة من ثقافة الغرب وتحافظ على الوصايا بعناية، لكنها تسير خلف الصهيونية العلمانية جدا.

دور الصهاينة المتدينين في الأساطير التي كانت قبل قيام الدولة كان متواضعا جدا. فهم لم يكونوا طلائعيين، ولم يكونوا في «سور وبرج» أو في «البلماخ»، فقط في التنظيمات السرية، ولم يكونوا جنرالات وأقاموا فقط عدة كيبوتسات. ولكونهم بالأساس برجوازيون مجتهدون وأكاديميون، فقد أصبحوا موضوعا للسخرية والاحتقار من قبل مواليد البلاد الأوائل. «الفستق الورع»، كان اللقب السائد لهم. كل هذه كانت كافية لتطوير جرعات متراكمة من جنون العظمة والإحباط.

بعد ذلك قامت الدولة. عندها بدأ أيضا الإفساد. أول من تم إفسادهم هم الحريديون.

بدأ بن غوريون بهذه المهمة عندما فضل ضمهم إلى ائتلافه الأول، وإبقاء مبام خارج الحكومة.

في البداية ترددوا في قضم ملذات السلطة، ولكن سرعان ما تعودوا. وخلال سنوات كثيرة من التسمين بالأموال والسلطة

خضعوا لعملية تحول: المجتمع المتفاخر بالتوراة وبمبادئه، والذي لديه رؤية معقدة أثارت أيضا الاحترام والجدل، أصبح تجمعا للمشردين والعاطلين الفارغين، الذين التصقوا بثدي المملكة، وأوصلوا مهنة الدعارة السياسية إلى أرقام قياسية جديدة.

استجابوا لكل نزوات الحكومة طالما أنها تزودهم بما يريدون. ومن أجل الاستمرار في الرضاعة من الأموال العامة فإنهم وافقوا على التعاون مع الأعداء السابقين كي يصبحوا صهاينة قوميين. الآن الممثلون الروحانيون لهذا المعسكر هم غفني وغولدكنوفف ودرعي.

مهمة الإفساد لـ»الصهيونية الدينية» بدأت على الفور بعد حرب «الأيام الستة».

كل محيط الإحباط، الدونية، التعصب، الهرمونات المكبوتة التي تراكمت خلال العشرين سنة الأولى للدولة، انفجرت مرة واحدة.

الآن هم سيصبحون الرواد، وسيصبحون «البالماخ»، ومن يحتلون «دونما وعنزة»، ومقيمي «سور وبرج»، رجال التنظيم السري وعمليات «الانتقام».

السكارى من التصريح الذي حصلوا عليه من الحاخامات ومن الحكومة لإثارة أعمال الشغب والفوضى كما يرغبون سرعان ما أصبحوا أشخاصا متوحشين وعنيفين ومتورعين وينفسون عن غرائزهم على أشخاص عاجزين.

هكذا، يمكنهم أن يكونوا أوغادا وأشرارا، وأيضا «أولادا طيبين» يحصلون على المداعبة والتقدير من الآباء ومن المعلمين.

باختصار، ما الذي فعلته الدولة بالدين. الحريديون في إسرائيل حولتهم إلى جانكيز، الذي يدمن على المال العام، و»الصهيونية الدينية» حولتها إلى عصابة فاشية منفلتة العقال.

ولكن خلافاً للحريديين، الذين هم فقط تهديد على جيب الدولة، فإن «الصهيونية الدينية» هي تهديد وجودي وبحق، حيث إن القاعدة التاريخية تقول اعطوا للدين التوحيدي سلطة، جيشا ومنطقة جغرافية، وستحصلون على وحش في نهاية المطاف سيدمر نفسه. لهذه القاعدة لا يوجد أي استثناء.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى