ترجمات عبرية

هآرتس: هذا ليس صدفيا، هناك خيط يربط بين الفاشية الموجودة هنا وبين الجرائم ضد الانسانية في غزة

هآرتس – ايريس ليعال – 13/7/2025 هذا ليس صدفيا، هناك خيط يربط بين الفاشية الموجودة هنا وبين الجرائم ضد الانسانية في غزة

منذ فترة طويلة انا ابحث عن اسم دقيق للواقع الذي نعيش فيه، ولكني لا أجد. أنا اعرف انه يوجد اكثر من خمسين الف قتيل في غزة، وأنه على انقاض مدينة رفح تنوي اسرائيل اقامة معسكر تجميع، يشكل نقطة الانطلاق للطرد الجماعي. قبل بضعة ايام قتل الجيش في دير البلح 10 اطفال، كانوا ينتظرون في الطابور للحصول على المكملات الغذائية. الاطفال الرضع في غزة يموتون لان اسرائيل تضع العقبات امام ادخال بدائل الحليب، وفي موازاة ذلك يقوم الجيش بتدمير بشكل منهجي المستشفيات، وجهاز الصحة ينهار ولا يمكنه توفير الادوية الضرورية والعلاج الذي ينقذ الحياة.

في هذه الاثناء في اسرائيل معظم المراسلين العسكريين يهتفون للحرب. والسياسيون والمحللون الذين حتى قبل لحظة عارضوا رئيس الحكومة بشدة يبيعوننا الاقوال المتوارعة والتحايل الوقح منذ سنتين. في نفس الوقت يتم استدعاء مراسل ناقد لا تحبه زوجة رئيس الحكومة من اجل استجوابه بحجج تافهة. مراسل آخر يتم استدعاءه ويعتقل لثلاثة ايام ويوصف كمعتقل امني بسبب تغريدة يصعب هضمها.

من اجل عدم الملل، في الغد سيصوتون في الكنيست بكامل هيئتها على اقصاء عضو الكنيست ايمن عودة، بدعم جميع اعضاء الاحزاب الصهيونية في المعارضة، باستثناء الديمقراطيين. ماذا نسمي الوضع الذي فيه دولة ترتكب جرائم ضد الانسانية، والمعارضة تقوم بالتصفيق لها، والجيش يقوم بقتل المراسلين بالجملة في غزة ويمنع دخول المراسلين الاجانب، والشرطة تفرض الرعب من خلال الاستدعاء للتحقيق والقيام باعتقالات عبثية؟.

لاشهر كثيرة جرى هنا احتجاج ضد الانقلاب النظامي، وبعد ذلك توقف في 7 اكتوبر. الامر الذي عمل على تغذية النضال هو الشعور بانه يمكن الانتصار، وأنه في نهاية المطاف ستتم هزيمتهم. أنا لا أعرف أي شخص في محيطي لا يدرك بان نتنياهو قام باخضاع الجمهور بدون شروط، بمساعدة الوسيلة الاكثر انتشارا في التاريخ وهي الحرب. تحقيق “نيويورك تايمز” كشف كيف خدمت هذه الحرب نتنياهو سياسيا، وكيف ان القرارات التي قامت بتمديدها تم اتخاذها حسب مصالحه. لذلك، يجب الاستعداد لهجمات متواترة، في ايران، مع كمية مدهشة من الترهات والاكاذيب الفظة في الاستوديوهات. في كل مرة يشعر فيها نتنياهو بحاجة سياسية ملحة الى أن ينزلوا عن ظهره، نحن نركض الى الملاجيء تحت جنح الظلام واولادنا يتقيأون بسبب الخوف وفي نهاية المطاف جسمنا سينهار.

لذلك فان من المهم والحاسم شل كل من يتجرأ على الخروج عن صف الجوقة ويكشف الحقيقة المريرة، أن من يحارب الآن يعرض حياته للخطر لان نتنياهو لم ينجح حتى الآن في حل مشكلة قانون التجنيد. ولانه ما زال لا يمكن البدء في جولة عامة من الاعتقال السياسي أو اقصاء جميع اعضاء الكنيست العرب الذين لا يعجبون يئير لبيد، فانهم يكتفون بالردع. هذا أمر ناجع جدا. من الآن الناس اصبحوا يفكرون مرتين قبل كتابة منشور قاس. 

هذا ليس صدفيا. فهناك خيط يربط بين كل هذه الظواهر مثل الخوف، اليأس، الوهن وتشوش الجمهور. هزيمة المنظومة القانونية ووحشية الشرطة ليست صدفية. فهي جزء من خطة حكومية ناجعة ومنظمة. نتنياهو يعرف انه في هذه الظروف لا يمكن لأي شيء أن يوقفه. هو نجح في تحطيم المقاومة. لا يجب أن يكون المرء نبي كي يعرف ان هذا استعداد لتشويش الانتخابات الديمقراطية، لأن الاستطلاعات لا تبتسم لنتنياهو، وحتى الارتفاع المؤقت الذي سجل كرد على الهجوم في ايران تم محوه.

هذا الوضع يمكنه تدمير دافعية من يريد ترشيح نفسه. هل يظن احد ما، في ظل استخفاف نتنياهو العميق بحياة الناس الذين لا يمكنه أن يراهم في كل لحظة في هذه الحرب الخالدة، أنه معني بحقه في الانتخاب؟. هذه هي النتيجة المباشرة لحرب الانتقام التي توحد الجميع حولها. فاشية في الداخل وجرائم ضد الانسانية وراء الجدار. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى