ترجمات عبرية

هآرتس: هدوء من فضلك: دكتاتورية في طور التكوين

هآرتس 3-2-2023، بقلم يوسي كلاين: هدوء من فضلك: دكتاتورية في طور التكوين

كل شيء يتعلق بالمحاكمة. أبعدوا عنه المحاكمة وسترون كيف سيتوقف كل شيء. كل شيء؟ حتى التحذيرات الاستخبارية الخطيرة؟ إيران أيضاً؟ نعم، كل شيء. سنعود إلى روتين صراخ سارة وحقائب سارة. صحيح، ثمة ثأر هنا، وثمة ترامبيون قفزوا على العربة، وليس هذا مجرد إسقاط المحاكمة عنه، بل يريد أن نتوسل ونركع على ركبنا ونقول: كنت محقاً. لم يكن هناك شيء. وإلا؟ سيكون لدينا كثير من آفي حيمي، احذروا.

لحظة، هل تريد القول بأن توقيت العملية في جنين تقرر بسبب المظاهرات؟ بسبب الاعتصامات والعرائض؟ هل يبدو هذا منطقياً لك؟ هل يدور الحديث في نهاية المطاف عن شخص بالغ ومسؤول؟ بالتأكيد هذا منطقي. دائماً قالوا لنا بأنه “قادر على كل شيء”. إذا، ها هو قادر. أعطوني سبباً للاعتقاد بأن كل العمليات في غزة و”المناطق” وفي إيران، لن تكون من الآن موضع شك في كونها محاولة لإنقاذه. لماذا نصدقه؟ لماذا نصدق أي كلمة لمن تعهد بعمل كثير وطوال الوقت صنع صورته كذات، ومؤهل كشيطان، ويطلب من المعارضة الحوار.

هو الآن وحيد. وحيد فوق قمة هرم بدون قاعدة. ذات يوم كان هناك قضاة، ورجال صناعة ورجال بنوك –جرفهم الضوء جميعاً. هو وحيد. يئير، وسارة فوقه. درعي وبن غفير من كل الجهات. ينقض على قناة تلفزيون صغيرة مثل ديكتاتور في جمهورية موز من القرن السابق.

شطب القناة لن يلغي محاكمته. كان يمكن القيام بإلغاء المحاكمة في أزمان أخرى. حينها، أي عملية في إيران أو في القدس كانت ستوقف أي احتجاج أو أي مظاهرة. في حينه كنا نقول: “من فضلكم هدوء، إنهم يطلقون النار”، ” ليس هذا هو الوقت المناسب للتحدث”. زمن انقضى. المشاركة في الألم هي مع العائلات وليس مع الشعب. لا يوجد تضامن ولا شعب، يوجد اثنان. الأول يمسك بالاقتصاد ووسائل الإعلام والثقافة، والثاني يمسك بالحكومة والجيش والجمهور الجاهل. الشعب الذي لديه شيء يريد الحفاظ على أملاكه. هو ما زال يسأل هل الديمقراطية سبب ليخسر من أجلها ما يملكه. الشعب الذي يملك ما يفقده لا يسأل عن شيء. يستيقظ عندما تكون هناك عمليات إرهابية. يعطونه الشعور بالانتماء والتفاخر. هو لم يعد الضعيف وغير المثقف، بل هو شريك في عائلة كبيرة تبحث عن الانتقام. يهدمون ويغلقون بيوت المخربين من أجله فقط. يفعلون ذلك منذ عشرين سنة. هذا لا يردع المخربين ولا يمنع العمليات الإرهابية، لكنه يفرح اليهود. ليس لدى الحكومة حل للإرهاب، لكنها تستطيع التظاهر بأنها ليست مكتوفة الأيدي. هل يوجد جواب أكثر صهيونية على الإرهاب من الهدم والإغلاق؟

سيفعل كل ما في استطاعته لإلغاء المحاكمة. سيسن قوانين ويعين قضاة، فهو ليس بحاجة إلى الكنيست. فالكنيست مركبة فضاء قطعت عن القاعدة الأم، والمسافرون فيها لا يعرفون. لبيد مقطوع. يتحدث باسم المتظاهرين عن “لجنة فحص الإصلاح”. من الذي طلب منه ذلك؟ ليس هو الذي ضد بيبي، بل المتظاهرون. من الذي يحتاج إلى أعضاء الكنيست؟ من الذي يحتاج إلى وجع الرأس من التشريع؟ يمكن تقصير هذه الإجراءات. في نهاية المطاف، الأنابيب ممدودة، والأبواق موجهة. فليتفضل عميت سيغل ويعلن في نشرة الثامنة بأنه من الغد في الساعة الثالثة سيتم حظر حركة السيارات في أيام السبت أو أكل الحوامض في عيد الفصح أو حظر المظاهرات في كل يوم. في نهاية الأمر فقط في الأفلام يقرأون قائمة حقوقك وهم يضعونك في الساعة الرابعة فجراً في شاحنة. القوانين للضعفاء فقط. أما الأوامر الإدارية فللأقوياء.

ديكتاتورية في عملية تكوين ستصر على اللعبة المتعبة للتشريع رغم أن نتائجها معروفة. لا قيمة للتصويتات، لكن يجب أن يستمر العرض حتى عندما يغادر المشاهدون القاعة. فوز متوقع في التصويت على كل قانون ما زال يجلب السرور للقط السعيد، الذي ما زال يتخيل وجبة المساء وهو ينقّل الفأر بين يديه.

الديكتاتوريون يحبون القوانين، القانون والنظام هما شعار لكل ديكتاتورية محترمة. الفوضى وعمليات الانتقام رداً على ذلك، والفوضى رداً على رد، تخلق وضعاً يستدعي ديكتاتورية. مليشيات بن غفير المسلحة تخلق هذه الدائرة الدموية، أولاً في “المناطق” [الضفة الغربية] ولاحقاً في تل أبيب. البالغ المسؤول سيأتي بدون محاكمة فوق رأسه، وسينظف خلفه، وسيعيد القانون والنظام على أنهار من الدماء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى