ترجمات عبرية

هآرتس – هجار شيزاف تكتب – زعماء المستوطنين منقسمون حول خطة ترامب ويعرضون خطة خاصة بهم

بقلم: هجار شيزاف – هآرتس 27/5/2020

شوهد عدد من رؤساء “يشع” للمستوطنين مؤخراً في الكنيست وهم يمرون بين أعضاء الكنيست من اليمين ويحملون خريطة، وهي “خريطة مفاهيمية” لتقسيم الضفة الغربية بين إسرائيل والفلسطينيين التي عرضها البيت الأبيض في إطار صفقة القرن. كثير من زعماء المستوطنين يعتبرون هذه الخريطة دليلاً قاطعاً على أن الخطة يمكن أن تلحق بهم كارثة. ولكن تقف أمامهم مجموعة تقول بأن الأمر يتعلق بفرصة لمرة واحدة وأن إضاعتها ستشكل كارثة.

تخوفات معسكر المعارضين تكمن في الموافقة على إقامة دولة فلسطينية وإبقاء المستوطنات جيوباً في المنطقة التي ستعطى للفلسطينيين وتجميد البناء في هذه الجيوب والمناطق المخصصة للدولة الفلسطينية. “لقد التقينا دختر وساعر وبركات ورافي بيرتس ويوآف غالنت”، قال رئيس مجلس “يشع” ورئيس مجلس غور الأردن دافيد الحيان. “نحاول جعلهم يدركون بأن خطة ترامب ستؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية”. في الأسبوع الماضي مرر مجلس “يشع” مشروع قرار عبّر عن معارضة عدد من النقاط الأساسية في الخطة. وحسب الخطة نفسها وحسب شخصيات رفيعة أمريكية، منها وزير الخارجية مايك بومبيو، فإن الضم الإسرائيلي مشروط بالموافقة على الخطة كلها، وبالأساس بموافقة إسرائيل على إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين لفترة لا تقل عن أربع سنوات.

من لم يحضر هذه اللقاءات الضاغطة في الكنيست هو عوديد رفيفي، رئيس مجلس “أفرات” الذي يعتبر براغماتياً من بين رؤساء المستوطنين. “لا نستطيع قول لا لكل شيء، أعتقد أن الخطة تتناول أولاً ما يمكن أن يحدث في الغد –فرض السيادة– وبعد ذلك ندخل في مفاوضات ونرى ما سيكون مع الباقي”. وحسب قوله، تلقى رسائل من الإدارة الأمريكية تقول إن البيت الأبيض لا يريد أن تعلن إسرائيل بأنها ترفض مسبقاً إمكانية إقامة دولة فلسطينية. “حسب معرفتي، سنرى في نهاية العملية دولة فلسطينية بدون جيش أو سيطرة على الحدود، بهذا القدر أو ذاك، مثل السلطة الفلسطينية”، قال.

وحسب أقوال رفيفي، فإن معارضة الجيوب أيضاً تشوبها الديماغوجية؛ “لأن من يعيش في كرمي تسور سيظل محاطاً بفلسطينيين”. يقف إلى جانب رفيفي عدد من أعضاء المجالس المحلية الأقرب للخط الأخضر، مثل رئيس مجلس “اريئيل” الياهو شبيرو، ورئيس مجلس “الفيه منشه” شاي روزنتسفايغ. “لا نصدق أن الفلسطينيين سيوافقون على شروط الدخول في المفاوضات. وإذا وافقوا فسيكون هذا أيضاً نوعاً من المكاسب”، أضاف روزنتسفايغ. “أن تقول لا لكل اقتراح لا يعرف أحد متى سيتكرر، هذا خطأ”، أضاف. أحد رؤساء مجلس “يشع” عبّر عن غضبه من إسماع أصوات تؤيد الخطة: “لمجلس يشع جمعية عمومية، وقراراتنا تلزم الجميع، لا أوافق على أنهم يجلسون في منظمة، ورغم ذلك يعارضون القرارات”.

الأمر المشترك بين جميع رؤساء المجالس ذوي الرسائل البراغماتية، قال، هو أنهم قريبون من الخط الأخضر وليس لديهم مشكلة محاور الحركة التي ستنتقل إلى سيطرة الفلسطينيين أو سيطرة الجيوب. ذات يوم قام مجلس “يشع” بحملة “معاليه أدوميم أولاً”، قال رفيفي، “والآن عندما يعرضون عليهم شيئاً ما فإنهم يريدون كل شيء؟ هذا يعني إجراء مفاوضات مع نفسك”. في الظهيرة انضم بتسلئيل سموتريتش (يمينا) إلى النقاش عندما غرد رداً على المقابلة التي أجريت مع رفيفي في “صوت الجيش”: “ليس النقاش بين مؤيدي السيادة ومعارضيها، بل بين مؤيدي الدولة الفلسطينية ومعارضيها… نحن مثل معظم الجمهور الإسرائيلي نعارض هذا بشدة”.

حسب أقوال رئيس مجلس “يشع” فإنه رغم التعهد للمستوطنين بأن الخريطة التي طرحتها إدارة ترامب قابلة لإجراء تغييرات جوهرية، إلا أنهم تلقوا منذ ذلك الحين رسائل بأن الخريطة ستبقى على حالها باستثناء تغييرات تجميلية. وقبل ذلك عملوا على خريطة خاصة بهم. “في خريطتنا المثالية سيتم ضم 38.5 في المئة من الضفة الغربية إلى إسرائيل، التي تشكل معظم المنطقة “ج”، قال الحياني: “في خريطتنا تواصل جغرافي إسرائيلي والفلسطينيون هم الذين سيبقون في جيوب”. في الأسبوع القادم من شأن رؤساء مجلس “يشع” الالتقاء مع قائمة “يمينا” في الكنيست.

الأمريكيون في هذه الأثناء يقلقونهم. “في الأسابيع الأخيرة بدأنا نسمع نغمة مختلفة من السفير فريدمان”، قال رئيس مجلس “غوش عصيون” شلومو نئمان. وتابع: “فجأة، نسمع عن تجميد البناء في المستوطنات المعزولة.. ماذا يعني فرض السيادة؟ هل يقول لك أحد ما إذا أردت أن تبني في وسط تل أبيب؟”. مع ذلك، حرصت قيادة المستوطنين على عدم عرض ذلك وكأنها تعارض خطة ترامب بصورة مطلقة. ولكن ما يجب فعله هو أن يتم إزالة كل الشروط الأساسية ويبقى منها الضوء الأخضر للضم أحادي الجانب ومفاوضات على مستقبل يلفه الضباب. “عندما يسألونني هل سأحارب هذه الخطة أقول مسبقاً إذا طلب مني التنازل عن مناطق يهودا والسامرة فعندها سأحاربها بكل قوتي”، قال نئمان. “ولكن الخطة لم تطرح من البداية بهذه الصورة، بل كأمر سيمكن من فرض السيادة، وبعد ذلك في مفاوضات مستقبلية يمكننا أن نعارض ونمنع أي تنازل آخر في مناطق يهودا والسامرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى