ترجمات عبرية

هآرتس: نعم لدولة فلسطينية، رد على جلعاد اردان

هآرتس 11/7/2025، عاموس شوكننعم لدولة فلسطينية، رد على جلعاد اردان

من المحزن قراءة هذه الكلمات (مقال جلعاد اردان في صحيفة “إسرائيل اليوم” بتاريخ 29/6): “الدرس من 7 أكتوبر واضح. الدولة الفلسطينية حتى ضمن حدود مقلصة جدا تشكل خطر وجودي على دولة إسرائيل. هي ليست مجرد مسالة أيديولوجية او حق تاريخي، بل مسالة حياة او موت. بين البحر والنهر لا مكان لدولة فلسطينية سيادية، يمكنها في أي يوم محاولة تدمير إسرائيل. أي ارض يسلم على تلال يهودا والسامرة قد تستخدم صباح الغد كقاعدة لاطلاق الصواريخ بعيدة المدى وكقاعدة لاختراق بري يهدد قلب الدولة”.

لو ان بنيامين نتنياهو، الذي انتخب بعد اهود أولمرت لرئاسة الحكومة في 2009، واصل درب أولمرت وعمل مع محمود عباس على إقامة الدولة الفلسطينية، كما يبدو 7 أكتوبر لم يكن ليحدث، والكثير من الاسرائيليين والفلسطينيين الذين قتلوا منذ 2009 كانوا سيكونون على قيد الحياة. ولكن نتنياهو مثلما يتصرف في الحكومة الحالية عمل منذ ذلك الحين ضد مصلحة معظم مواطني إسرائيل، وفضل مصلحة “غوش ايمونيم” وورثتها؛ وربما تبنى في حينه القرار المكتوب في الخطوط الأساسية لحكومته الحالية الذي يقول بان الاستيطان في ارض إسرائيل هو فقط لليهود.

بعد الانتفاضة الأولى والثانية فهم شارون وأولمرت بانه لا يوجد امن لإسرائيل بدون اتفاق مع الفلسطينيين. شارون قرر تحرير قطاع غزة من وجود المستوطنات الإسرائيلية، وأولمرت الذي اصبح رئيسا للحكومة فقد مثل شارون الاهلية وتحدث عن إعادة تجميع في المناطق المحتلة رغم ان ذلك لن ينفذ، لكنه بادر الى اجراء المفاوضات مع عباس من اجل إقامة الدولة الفلسطينية وتم عقد لقاءات كثيرة بينهما.

نتنياهو امتنع عن الالتقاء مع عباس الذي اعترف بدولة إسرائيل، وفضل دعم حماس التي عارضت وجودها. يبدو انه اعتقد بان الفلسطينيين سيسلمون بسيطرة إسرائيل على مجالات رئيسية في حياتهم، بدون مواطنة وتاثير، ووجود السلطة الفلسطينية كان مريح له لانها إدارة المجالات المدنية لحياة الفلسطينيين، واقامت أيضا تعاون امني مع إسرائيل. نتيجة سياسة نتنياهو من ناحية الفلسطينيين في المناطق كانت وما زالت نظام ابرتهايد وحشي وقمعي، الذي اصبح أسوأ من سنة الى أخرى، وادى ويؤدي الى احداث إرهابية كثيرة.

اردان انهى عمله في الأمم المتحدة في آب 2024، لكن يمكن الافتراض انه يدرك الحدث الذي وقع هناك بعد شهر ونصف من استقالته وفي اعقاب الخطاب التقليدي لرئيس حكومة إسرائيل هناك. هذا الحدث وصفه مراسل “هآرتس” جاكي خوري في 3/10/2024 كما يلي:

“تصريح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في يوم الجمعة الماضي، الذي قال فيه بان إسرائيل محاطة باعداء يريدون تدميرها، اثار غضب وزير خارجية الأردن، ايمن الصفدي، الذي وضع إسرائيل مرة أخرى امام سؤال – كيف، هل هي تنوي انهاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. الصفدي، حيث بجانبه كان يجلس وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد مصطفى، وقف في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة ونقل رسالة واضحة بروحية مبادرة السلام العربية التي قادتها السعودية في السابق. حسب قوله الدول العربية مستعدة لضمان امن إسرائيل شريطة ان تنهي الاحتلال. رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو وقف هنا واعلن بان إسرائيل محاطة بمن يريدون تدميرها. “نحن ممثلو الدول العربية، يوجد لنا تفويض من 57 دولة، وتوجد لنا الرغبة في ضمان امن إسرائيل في اطار انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”، قال الصفدي.

“وزير خارجية الأردن قال ان من يخلق الخطر على إسرائيل هو نتنياهو، الذي يعارض حل الدولتين. “هل انتم، المراسلون، يمكن ان تسالوا رئيس حكومة إسرائيل ما هي نهاية العملية من ناحيته، باستثناء الحرب، المزيد من الحرب والقتل؟” سال الصفدي الحضور. “جميعنا نريد السلام، وإسرائيل ستحصل على السلام والاستقرار اذا انهت الاحتلال ووافقت على الانسحاب من المناطق المحتلة على أساس حدود 1967″. هذه هي روايتنا. ولكن خلال 30 سنة إسرائيل قتلت كل محاولة للسلام، نحن نريد السلام وتوجد لنا خطط للسلام، اما إسرائيل فليس لديها خطة. خطتها هي تدمير غزة ولبنان، لا يوجد شريك في إسرائيل””.

اردان كتب أيضا في المقال: “الشرق الأوسط يقف على عتبة عهد جديد، عهد من القوة الإسرائيلية والفرص التاريخية… لقد ولدت فرصة لاستغلال سياسي الى درجة انهاء النزاع بين إسرائيل والعالم العربي. الطريق لاتفاق سلام مع السعودية – اللاعبة الأكثر أهمية في العالم العربي – مفتوحة اكثر من أي وقت مضى. تحطيم المشروع النووي الإيراني، انهيار حزب الله وانهيار نظام الأسد، كل ذلك خلق واقع جديد، فيه الدول العربية المعتدلة تدرك ان إسرائيل ليست المشكلة، بل هي جزء من الحل امام الإسلام المتطرف.

 “لكن هذا التحالف يجب ان يبنى على واقع، وليس على أوهام. الفلسطينيون، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، ليسوا جزء من المعسكر المعتدل. حتى لو كانوا يرتدون البدلات ولا يحملون السلاح علنا، هم يحملون نفس الأيديولوجيا التدميرية لحماس وايران – انكار وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية”.

 اردان تجاهل اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل، وأنه عند تسلم رئيس السلطة عباس لمنصبه في 2006 قال انه سيعمل فقط بالأسلوب السياسي وأنه لن يوافق على العنف. السير في الطريق السياسي مع السلطة لا يروق لنتنياهو لان نتيجة المحتملة هي دولة فلسطينية. نتنياهو امتنع عن الالتقاء مع عباس رغم السنوات الكثيرة التي تسلم فيها الاثنان منصبهما. عند تسلمه لمنصب رئيس الحكومة في 2009 قرر رعاية حماس، التي لم تعترف بإسرائيل واضعاف السلطة.

 عباس لا ينكر وجود دولة إسرائيل، وموقفه، الذي بحسبه يجب إقامة دولة فلسطينية في المناطق التي احتلت في 1967، بما في ذلك شرقي القدس وغزة، معروف. اردان تمسك بمطالبة نتنياهو الوقحة التي تقول بانه على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. لم يطلب من أي دولة أخرى الاعتراف بذلك، حتى من مصر والأردن. إضافة الى ذلك، مثلما يعتبر نتنياهو نفسه كزعيم للعالم اليهودي (رغم الضرر الكبير الذي الحقه بزيادة اللاسامية في العالم)، فان عباس أيضا هو رئيس خمس سكان إسرائيل العرب، ولا يوجد أي سبب لتجاهل وجودهم. لا توجد أي دولة من الدول التي وقعت على اتفاقات إبراهيم طلب منها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

 في حزيران 2024، عندما كان اردان ما زال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، المرشد الإيراني علي خامنئي تحدث في احتفال على مرور 35 سنة على موت سلفه، قائد الثورة الأول الخميني، قال ان وضع الفلسطينيين تحت الحكم الإسرائيلي كان الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة للخميني، الذي قال بان على الفلسطينيين محاربة من يمنع استقلالهم. خامنئي أضاف وقال: “المنطقة كانت بحاجة الى 7 أكتوبر، الذي جاء في الوقت – الفلسطينيون نجحوا في فرض الحصار على حكومة الكيان الصهيوني، بحيث لم يعد لها طريق للهرب، والقضية الفلسطينية تحولت الى قضية رئيسية في الراي العام العالمي. الحرب كانت ضرورية في اعقاب العملية الامريكية – الغربية لتغيير الواقع في المنطقة. لقد جاءت في وقت حساس وافشلت كل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني”. خامنئي قصد في قوله الاتفاق بين إسرائيل والسعودية الذي تبجح نتنياهو في خطابه في الأمم المتحدة في أيلول 2023 بانه سيتم التوقيع عليه بدون فيتو من الفلسطينيين – وبذلك كما يبدو حدد موعد هجوم 7 أكتوبر.

 رد عباس على اقوال خامنئي كان مهم. هو قال انه من اقوال الزعيم الإيراني يتبين ان هدف ايران هو “التضحية بدماء الفلسطينيين”. وأضاف: “الشعب الفلسطيني يناضل منذ مئة سنة، وهو ليس بحاجة الى حروب لا تخدم مصالحه: الحرية وحماية القدس والأماكن المقدسة”. وأضاف: “نحن نريد انهاء الاحتلال وتطبيق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وليس سياسة لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني”.

 عندما تكون الأمور بهذه الصورة يجب ان يسال اردان ونتنياهو هل ما يريدانه هو مواصلة نظام الابرتهايد غير القانوني في المناطق المحتلة الى الابد وتوسيعه ليصل الى غزة أيضا؟ وتقديم دعم حكومي للارهاب اليهودي في المناطق كما اعطي في السنوات الأخيرة، التي تذكر بتحذير يشعباهو لايفوفيتش بان الاحتلال سيصنع من اليهود يهود نازيين، ويواصل العيش مع الإرهاب الفلسطيني والحرب الإسرائيلية ضده، أو انهما يعتقدان ان وهم بتسلئيل سموتريتش، السنوار الإسرائيلي، وربما أيضا وهم نتنياهو، اختفاء الفلسطينيين من المناطق المحتلة ومن غزة، سيتحقق؟.

 الحقيقة، نحن لسنا بحاجة الى الاقوال الحكيمة لوزراء خارجية الدول العربية من اجل ان نفهم بان الخطوة الصحيحة لإسرائيل التي ستعزز امنها بشكل جوهري هي الكف عن السيطرة على شعب اخر، المحروم من الحقوق، وتؤيد إقامة دولة فلسطينية. وهي خطوة ستعطي الحرية وتقرير المصير والكرامة للفلسطينيين، وستحسن مكانة إسرائيل في العالم، لا سيما في الدول الإسلامية التي اصبح لإسرائيل علاقات معها، وستحسن كثيرا علاقات مواطني إسرائيل الفلسطينيين بدولتهم وتجعل ايران تتوقف عن رؤية في إسرائيل عدوة، وستزدهر الدولتان، إسرائيل وفلسطين.

 يجدر التذكير بالاقوال التي قالها رئيس الحكومة اسحق رابين في الكنيست في كانون الثاني 1993: “ايران توجد في المرحلة الأولى من جهودها لامتلاك قدرة غير تقليدية بشكل عام ونووية بشكل خاص. نحن نقدر انه يوجد لدى ايران الان القوة البشرية المناسبة والموارد الكافية لامتلاك السلاح النووي في غضون عشر سنوات. نحن نتابع نشاطات ايران النووية وجهات أخرى في المجتمع الدولي، التي لم تخف حقيقة ان إمكانية ا،متلاك ايران للسلاح النووي يجب ان تقلق، وهذا احد الأسباب التي بسببها علينا استغلال نافذة الفرص والتقدم نحو السلام”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى