ترجمات عبرية

هآرتس – نعم، بيبي للرئاسة

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل – 6/4/2021

” الكاتب يقول إنه يؤيد تعيين بيبي رئيسا لأن هذا يعتبر عقوبة قاسية بالنسبة له ولن يتحملها لأنها ستبعده عن عالم المؤامرات المحبب عليه وكل افعاله ستكون مكشوفة أمام الجمهور “.

       الاضطرابات قبل انتخاب رئيس الدولة بدأت. اصحاب النفوذ يعملون بجهد، القاعدة “تسخن”، قضاة البلاط بدأوا بحياكة المؤامرات. والخبراء النفسيون يلوون أنوفهم ويتذمرون. “ماذا، بيبي للرئاسة؟”. وأنا أجيب: “نعم، بيبي للرئاسة لأنه يستحق. وبالاساس لأننا نستحق ذلك”.

       كما هو معروف، اساس منصب الرئيس هو أن يكون رمز. “أن يشكل رمز”، حسب اللسان الحاد للرئيس الاول حاييم وايزمن. أن يرمز للدولة وحلمها وقيمها ومعاييرها. هل يمكن أن يخطر بالبال مرشح يمكنه التعبير عن الدولة أكثر من بيبي؟ هي ايضا مثله بالضبط، فاسدة، متهكمة، متغطرسة، متكبرة، ظالمة، عنصرية، كاذبة، مخادعة، جشعة، مستقوية، تسعى وراء الرشوة، متخاصمة مع نفسها، منافقة ومتزينة، ورعة، قاسية، خائنة، متعالية ومشتبه فيها بارتكاب جرائم.

       بهذه الدرجة يوجد شبه بينهما، الى درجة أنه عند الغسق يصعب التمييز بين الرمز والشيء الذي يرمز اليه. باختصار، بيبي هو الرئيس المثالي.

       ولكن بغض النظر عن الاهتمام بطبيعة رمز الدولة، فان تأييد رئاسة بيبي جاء أيضا بسبب الاهتمام الكبير بسلامة عقل الجمهور. هذا التعيين، كما يقولون، يمكن أن ينقذ بنيامين نتنياهو من أنياب العدالة الحادة. عندها ربما سيسود هنا القليل من الهدوء أخيرا. القليل من الهدوء. القليل من راحة النفس وراحة الأذن. لن تكون ساعات لانهائية في الاستوديوهات للاشخاص الذين يصرخون ويهمسون، من النازيين والمتملقين والمعلقين ومن يفسرون التعليقات. سيتم القضاء على الهمهمة الغامضة لعلماء الرياضيات النفسية، الذين يقومون بدون  توقف بحساب ائتلافات لا أساس لها. ايضا ستتوقف الضجة التي تبعث على الملل لدى كيميائيين سياسيين يحاولون تحويل سقط المتاع الى حكومة، وبالعكس.

لن تحدث لنا أي كارثة بسبب القليل من هذا الهدوء. لأنه مع بيبي، وبدونه ايضا، لن يتغير أي شيء في الحقيقة. “شعب المرجان التي تعلق فيها اسرائيل الآن لن تتحول فجأة الى طريق سريع من السعادة. عملية التحلل والتفكك ستستمر كالعادة، سواء كان نتنياهو في منزل الرئيس أو في سجن معسياهو أو اذا استمر في ازعاج المحاكم لسنوات طويلة بالمتاعب القانونية. يمكن أيضا الاعتراف بأنه من بين جميع من يطالبون بالعرش لا يوجد الكثيرين من امثال تشرتشل أو ديغول. وحتى لا يوجد كمال اتاتورك واحد بينهم. اذا، بماذا يهم اسم الشخص الذي سيودي بنا الى الهاوية.

       حراس القانون والعدالة سيحتجون بالتأكيد. “ماذا بشأن شكل العدالة؟”. سيقولون “وماذا بشأن المساواة أمام القانون؟ ودفع الدين للمجتمع؟”.

       ليرقدوا بسلام. اذا تمت ادانة نتنياهو فسيحكم عليه بالسجن سنتين أو ثلاث سنوات كحد أقصى، مع احتمالية تخفيض ثلث المدة والحصول على العفو. واذا تم تعيينه رئيسا فسيحكم عليه مدة سبع سنوات سجن في بركة السمك الذهبية في الطالبية، دون تخفيض ثلث المدة وبدون أي فرصة للحصول على العفو، مقطوع عن عالم المؤامرات المحبب عليه، شفاف ومكشوف في كل افعاله، موجود في قفص هو وزوجته المحبوبة وابنه العطوف، بدون مكتب بعيد كي يهرب اليه في كل صباح والاختباء فيه حتى المساء. وذروة حياته ستكون مصالحة آلاف الأيدي المتصببة عرقا على مدخل خيمة الرئاسة.

       عندها يجب أن لا يستغرب أي شخص اذا كانت سنة واحدة قاسية في مقر الرئيس تكفي من اجل اعتراف بيبي بكل افعاله، وأن يتوسل كي يعطوه سنة – سنتين من الراحة في سجن معسياهو. حينها، بابتسامة باردة، ستقول المحكمة له: “لا، يا حبيبي. ستقضي كل عقوبتك هنا، في مقر الرئاسة حتى اليوم الاخير”. هل توجد عدالة أكثر من ذلك؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى