هآرتس: “نحن لم ننته بعد”، قال رئيس حكومتي، رئيس حكومتنا جميعا

هآرتس – جدعون ليفي – 28/9/2025 “نحن لم ننته بعد”، قال رئيس حكومتي، رئيس حكومتنا جميعا
لقد دوى صوته “نحن لم ننته بعد”، وهدد بذلك، مثل رجل عصابات، غزة التي تحتضر في الجمعية العمومية للامم المتحدة، التي كانت القاعة فيها فارغة مثل قاعة سينما عند عرض فيلم تم عرضه لفترة طويلة. “نحن لم ننته بعد”، هكذا هدد ايضا الاسرائيليون الذين يريدون منه الخروج من حياتهم. الخطاب في الامم المتحدة أول أمس اوضح مرة اخرى بأننا لم ننه الامر معه، وهو ايضا لم ينه الامر مع غزة ومعنا.
رغم الدبوس الغريب الذي عليه “كيو.آر” (الاستجابة السريعة) بالاشارة الى مذبحة 7 اكتوبر، الالعاب البهلوانية الصبيانية، الاستبيانات، الخرائط ومكبرات الصوت في غزة، رغم كل ذلك هو ما زال ديماغوجي من الطراز الاول؛ جزار، المطلوب رقم واحد – الذي حقيقة انه مخول بالوقوف على المنصة في الجمعية العمومية هي فضيحة – ارتدى قناع الأم تريزا. من استمع اليه ولم يكن يعرف أي شيء عما ترتكبه دولته في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، كان من شانه ان يعتقد ان الجيش الاسرائيلي هو بشكل عام جيش الخلاص، وان اسرائيل تتنافس مع اليونسيف على مساعدة الاطفال الذين يعيشون في ضائقة، وانه هو نفسه ايد طوال حياته نظرية المهاتما غاندي. نعم، نتنياهو ما زال قادرا على ذلك.
البداية بشرت بالخيرات. الخروج الجماعي من القاعة كان يجب ان يخجل كل اسرائيلي ويثير فيه اخيرا سؤال هل ربما مع كل ذلك تكون اسرائيل فعلت شيء سيء؟ يمكن الافتراض ان معظم الاسرائيليين اجابوا: هذه لاسامية، أيها الغبي. بعد ذلك كانت مصداقية: رئيس الحكومة روى بتفاخر كيف سحقت اسرائيل ودمرت وضربت وحطمت وابادت كل المنطقة المحيطة بها. عشرات المرادفات الانجليزية للابادة. وعلامة “في” على الخارطة المعلقة منذ السنة الماضية على كل منطقة حدثت فيها ابادة، وايضا على المناطق التي هي في الطريق الى ذلك. شرف عظيم. فقط قام بتجاوز غزة، والضفة الغربية ايضا. ربما هو نسي. جماعة المتملقين – قليلة العدد في هذه المرة والتي لم تشمل كل اليهود الاثرياء الذين كانوا في السنوات الماضية – هتفت. رئيس الطاقم، تساحي برافرمان، وجه نظرة حازمة الى الخلف من اجل التاكد من ان لا أحد تهرب.
بعد ذلك بدات الديماغوجية، الدعاية والاكاذيب غير المحتملة، حتى بمعاييره. هل شاهدتم صورة افيتار دافيد؟ سأل. هل شاهدت، سيدي رئيس الحكومة، صورة مروان البرغوثي في السجن؟ هل شاهدت الهيكل العظمي الذي كان يمكنه جلب السلام؟. “أنتم حولتم الجيد الى سيء وبالعكس”، وجه كلامه بشكل واعظ الى لدول الاوروبية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية. هل اسرائيل هي الجيدة، يا سيد نتنياهو؟ كيف لم ترتجف يديك وأنت تكتب ذلك؟ كيف لم يرتجف صوتك وأنت تقول ذلك؟ هل من الجيد قتل ألف طفل رضيع اقل من سنة؟ 20 ألف طفل؟، أن يصبح 40 ألف طفل يتيم؟ تدمير كل غزة بشكل منهجي بدون ترك حجر فوق الاخر؟. اذا كان هذا هو خيرك فما هو الشر. التحدث عن 3 آلاف سعرة حرارية لكل غزي، هل هذا انساني؟ هل الصراخ ضد قتل زوجين اسرائيليين شابين وجميلين قرب السفارة الاسرائيلية في واشنطن هو شرعي من قبل الشخص المسؤول عن قتل عشرات آلاف الازواج الشابة والجميلة في غزة – جريمة لم ينته منها بعد كما يقول – ؟ هل من العدل ذكر عدد غير واضح مصدره، يفيد بان 90 في المئة من الفلسطينيين أيدوا المذبحة في 7 اكتوبر، بدون ذكر عدد اليهود الاسرائيليين الذين يؤيدون الابادة الجماعية، بعضهم بسرور وبعضهم بصمت؟ الاحصائية الحقيقة الوحيدة التي ذكرها هي ان اكثر من 90 في المئة من الاسرائيليين يعارضون اقامة الدولة الفلسطينية. يا له من صدق، وكم هو مخجل.
لقد وصلت ديماغوجية الاكاذيب دفاعا عن تهمة الابادة الجماعية ذروتها عندما قال: “هل طلب النازيون من اليهود الذهاب؟”، سال في مقارنته بين اسرائيل والنازيين. بالتالي، الاجابة نعم، يا سيد نتنياهو، النازيون قاموا باخلاء وطرد اليهود قبل البدء في الابادة. في الاعوام 1939 – 1941 طرد النازيون اليهود من المانيا والتشيك والنمسا الى بولندا المحتلة. “خطة مدغشقر” المبكرة هذه تذكر بخطة الريفييرا التي وضعتها انت ودونالد ترامب. ايضا كارثة الارمن بدأت بالاخلاء الجماعي.
“نحن لم ننته بعد”، قال رئيس حكومتي، رئيس حكومتنا جميعا.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook