ترجمات عبرية

هآرتس: نحن في لحظة حسم امام طهران، يجب على إسرائيل فحص استخدام السلاح غير التقليدي

هآرتس 28/6/2024، بيني موريس: نحن في لحظة حسم امام طهران، يجب على إسرائيل فحص استخدام السلاح غير التقليدي

“فزاعة”، هكذا اطلق الوزير ايتمار بن غفير على رد إسرائيل على هجوم ايران عليها بالصواريخ في 13 نيسان. بعد الهجوم نشر أن إسرائيل دمرت في حينه منشأة رادار واحدة صغيرة غير بعيدة عن نتناز، حيث يتم هناك انتاج اليورانيوم المخصب. للأسف، بن غفير كان على حق (للأسف، لكونه شخص مكروه وخطير). 

حكومة إسرائيل، أي بنيامين نتنياهو، خشيت من أن رد أقوى (ومناسب)، مثل مهاجمة منشأة نتناز نفسها، سيجر وراءه رد مضاد وقوي من قبل ايران، مثل اطلاق عدد كبير من الصواريخ من قبل حزب الله، أو من ايران نفسها، على المدن في إسرائيل أو على منشآت مهمة للبنى التحتية.

ربما سيتم فتح ذات يوم محاضر جلسات الكابنت المصغر للحرب. عندها سنعرف اذا كان الجنرالات الموجودين في الغرفة، وزير الدفاع غالنت والوزير ايزنكوت والوزير غانتس ورئيس الأركان هرتسي هليفي، قد اوصوا قبل الرد المضاد بتوجيه ضربة أقوى، واذا كان نتنياهو قد اقنع المشاركين بالاكتفاء بضربة “الفزاعة”.

خلال 15 سنة نتنياهو اعتاد على ضبط النفس إزاء الاضرار التي تتسبب بها ايران لإسرائيل ولمصالحها، سواء من خلال وكلائها أو بشكل مباشر. الأسوأ من ذلك هو أنه باستثناء التصريحات الهجومية، فان نتنياهو لم يفعل ما هو مطلوب، أي منع ايران من التوصل الى انتاج القنبلة النووية، رغم أن زعماء ايران يعلنون صبح مساء عن نية تدمير إسرائيل. فهل امتناع إسرائيل كان ينبع في الأعوام 2010 – 2012 وبعد ذلك من نقص قدراتها؟ هل هذا الشخص المخادع كانت له دوافع أخرى؟ نحن لا نعرف ذلك. 

على أي حال، نحن الآن وصلنا الى لحظة الحقيقة، ومطلوب الحسم. لحظة الحقيقة لأنه حسب الانباء فان ايران توجد على شفا الانطلاق لتخصيب اليورانيوم بمستوى 90 في المئة، وراكمت بما فيه الكفاية من المواد لانتاج ما يكفي قنبلة. هجمات ايران وامتداداتها وحلفاؤها، حماس، الحوثيين وحزب الله والمليشيات المحلية في سوريا وفي العراق، على إسرائيل منذ ثمانية اشهر توفر سبب محو قدراتها الاستراتيجية التي تشمل قدرات بالستية، من على وجه الأرض. العالم سيتفهم هذا الهجوم، واذا لم يتفهم فان الأمم المتحدة هي ارض قفر. بقاء إسرائيل يمكن أن يكون اكثر أهمية بالنسبة لسكان البلاد من الادانات الدولية وحتى من العقوبات، اذا تم فرضها، وأنا اشك في أنها ستفرض.

لا توجد لحظة افضل من هذه اللحظة من اجل توجيه ضربة استراتيجية لإيران، بفضل ميزان القوة غير المتماثل بينها وبين إسرائيل. يوجد لإسرائيل تفوق كبير على ايران في القدرات الجوية بفضل طائرات “اف 35” المتملصة، وطائرات “اف 15″، في حين أنه يوجد لدى ايران الكثير من الطائرات القديمة والاقل جودة، وكذلك الأفضلية في القدرة على اعتراض الطائرات والصواريخ. بعد بضع سنوات جزء من تفوق إسرائيل هذا يمكن أن يتلاشى.

يوجد لاسرائي لتفوق آخر، وهو أيضا الأهم: وجود السلاح النووي (حسب مصادر اجنبية) في حين أن ايران في هذه الاثناء فقط تسعى الى مثل هذا السلاح، ايران بالتأكيد ستأخذ عدم التماثل هذا في الحسبان في الوقت الذي تفحص فيه توجيه ضربة مضادة بعد مهاجمة إسرائيل لمنشآتها النووية البنى التحتية. هل إسرائيل يمكنها تدمير، أو على الأقل أن تلحق ضرر كبير بواسطة السلاح التقليدي، البنى التحتية لانتاج الصواريخ والمسيرات والقذائف في ايران، ومنشآتها النووية التي تتوزع في منطقة واسعة، وبعضها على الأقل يوجد عميقا تحت الأرض؟ أنا لا اعرف ذلك، وربما أيضا قادة إسرائيل العسكريين لا يعرفون. ولكن أن تدمر المشروع النووي الإيراني فهذا يعتبر واجب وجودي. اذا اصبح سلاح نووي لإيران وقدرة على اطلاقه نحو إسرائيل فان المشروع الصهيوني سيعتبر منته. 

ايران يمكن أن تستخدم هذا السلاح والأمل في أن تجتاز ضربة إسرائيلية بعون الله. وحتى لو لم تستخدم السلاح النووي فان وجود هذا السلاح في يدها الى جانب الرغبة العلنية في تدمير دولة إسرائيل، فان ذلك سيجعل أي مستثمر أو أي  قادم جديد محتمل يهرب، وسيجعل الكثيرين الاخيار يهربون من البلاد، هكذا فان إسرائيل ستذوي على خلفية الضربات المتكررة على صيغة 7 أكتوبر، التي ستنظمها ايران ضدنا. عند رؤية ضعف الدولة اليهودية فانه بالتأكيد ستنضم الى هذه الهجمات أيضا منظمات وربما دول سنية مجاورة، ولا توجد ثقة بأن زعماء أوروبا والولايات المتحدة سيهبون لمساعدتنا.

كل ذلك سيطرح الاحتمالية الأسوأ، لكن ليس أسوأ احتمالية، اذا لم يكن بوسع القدرات التقليدية لإسرائيل أن تجتث المشروع النووي الإيراني، عندها يجب عليها استخدام القدرات غير التقليدية من اجل هذا الهدف. مرة أخرى الاعلام الدولي، الجامعات وزعماء العالم سيصرخون، لكن كثيرين أيضا سيتفهمون ويدعمون. وصلنا الى لحظة الحسم، ويجب على زعمائنا أن يقرروا وأن ينفذوا. وإلا فليرحمنا الله. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى