ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يقترب من الاشتباك مع حراس البوابة

هآرتس 20-3-2023، بقلم عاموس هرئيل: نتنياهو يقترب من الاشتباك مع حراس البوابة

الأزمة القانونية في إسرائيل تتقدم الآن بوتيرة سريعة نحو نقطة مواجهة. أمس، اجتاز احتجاج جنود الاحتياط مرحلة جديدة عندما أعلن مئات من طياري الاحتياط للمرة الأولى بأنهم لن يمتثلوا للتدريب في هذا الأسبوع. في حين أن رئيس الحكومة، نتنياهو، طلب في خطاب مؤثر من رئيس الأركان والمفتش العام للشرطة و”الشاباك” والنيابة العامة، العمل ضد “الرافضين” وضد “المتظاهرين العنيفين”. مشكوك فيه إذا كانت دعوته ستستجاب بالكامل كما كان يريد. لذلك، فإن مسار التصادم بين نتنياهو وحراس العتبة يظهر بوضوح الآن.

بيان الطيارين ومشغلي الطائرات المسيرة والمراقبون في سلاح الجو نشر استمراراً للرسالة التي أطلقها رجال أنظمة السايبر والعمليات الخاصة في شعبة الاستخبارات. للمرة الأولى، لا يوجد في الرسالتين إعلان عن نوايا مستقبلية بأنهم لن يمتثلوا للخدمة، لكن كانت هناك مقولة فورية وهي “لن نأتي هذا الأسبوع”. تأثير هذه الخطوة في سلاح الجو سيكون أكبر بسبب الاعتماد الكبير لسلاح الجو على رجال الاحتياط. يخدم معظمهم في الاحتياط يوماً واحداً في الأسبوع على الأقل. قرارهم تبكير هذه الخطوة قبل بداية العملية الخاطفة للتشريع بالقراءتين الثانية والثالثة التي يخطط لها الائتلاف قبل نهاية الشهر، يعكس تصعيد هذا النضال.

لا يعتبر هذا رفضاً مطلقاً حتى الآن. الأغلبية الساحقة من رجال الاحتياط الذي وقعوا على الرسالة يعتبرون متطوعين بسبب شروط الخدمة – على الأغلب بدون أمر وبدون إبلاغ قبل فترة طويلة. إضافة إلى ذلك، فإنه وبسبب الاعتماد عليهم، يفضل الجيش عدم التصادم معهم علناً. يدرك رئيس الأركان هرتسي هليفي، وقائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، بأنه لا يمكن إجبار رجال الاحتياط على الطيران. لا توجد طريقة سريعة لتأهيل طواقم طيران لديها تجربة ومؤهلات خاصة. لذلك، من المرجح أن يدفع هليفي ضريبة كلامية بإدانة الرفض ويتجنب إجراء عملية تطهير في جهاز الاحتياط رغم أوهام اليمين.

في حين أن المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، لوح فوق رأسه الوزير المسؤول عنه إيتمار بن غفير، بطلبات مشابهة تتمثل في اتباع أسلوب حازم ضد المظاهرات. فهل سيتمكن شبتاي من التنصل أيضاً من طلبات نتنياهو؟ حقيقة أن رئيس الحكومة فضل التركيز على تضخيم التهديدات عليه وعلى عائلته. الخطر الحقيقي في الشوارع هو أن يمس أي أحد من مؤيدي الحكومة جسدياً بالمتظاهرين بواسطة سيارة أو بسلاح.

هذا تهديد ملموس أكثر من قطع طريق آخر أو من متظاهر يساري آخر فقد السيطرة على لسانه وتطاول على نتنياهو بشكل غير مهذب أمام الميكروفونات. أوضح شبتاي مؤخراً بأن إخلاصه هو لقوانين الدولة، مثلما تفسرها المحكمة العليا والمستشارة القانونية للحكومة غالي ميارا. نأمل بألا يأخذ رجال الشرطة العاديون أو الضباط برتبة متدنية أقوال نتنياهو كروح القائد، وأن لا يستخدموا القوة الزائدة بدون حاجة ضد المتظاهرين.

في الوقت نفسه، يستمر اندفاع الائتلاف نحو أهداف التشريع قبل خروج الكنيست إلى العطلة. وقد تولد انطباع بأن نتنياهو، رغم معرفته بأن المبادرة للانقلاب الحكومي ذهبت بعيداً واصطدمت بمعارضة حازمة لنصف الجمهور، يصر على الاستمرار بكل قوة وربما يخشى من التراجع كي لا يغضب الشخصيات المتطرفة جداً في حكومته وفي الكنيست. ربما يتسع الاحتجاج ويظهر إلى جانبه المزيد من مبادرات الرفض في جهاز الاحتياط. عنوان غضب رجال الاحتياط هو الحكومة وليس رئيس الأركان والجيش.

يصبون الزيت على النار

على خلفية التوتر الداخلي الشديد، جرت أحداث أمنية مهمة خارج حدود إسرائيل؛ أعلن “الجهاد الإسلامي” هذا الصباح بأن إسرائيل هي المسؤولة عن تصفية قائد رفيع في ذراعها العسكري، علي الأسود، الذي اغتيل في ضواحي دمشق. مصادر في دمشق وصفته بأنه “المهندس”، أي من عمل طور السلاح. أقوال نتنياهو في بداية جلسة الحكومة، بعد بضع ساعات على بيان الجهاز، شملت رسالة واضحة: “كل الذين يحاولون المس بمواطني إسرائيل يتحملون ذنب أفعالهم. سنصل إلى المخربين ومهندسي الإرهاب في أي مكان”.

تصفية الأسود في دمشق بعد أقل من أسبوع على انفجار عبوة جانبية قرب مفترق مجدو في شمال جنين، الذي أصيب فيه عربي من مواطني إسرائيل بإصابة بالغة. بعد الحادثة، قال الجيش بأن منفذ العملية دخل إلى إسرائيل من لبنان وقتل بنار قوات الأمن، عندما توقف أثناء عودته على بعد كيلومترات قرب الحدود. أكد جهاز الأمن على العلاقة بين “حزب الله” وتنظيمات فلسطينية عاملة في جنوب لبنان. مشكوك فيه أن المخرب تمكن من اجتياز مسافة كبيرة بقوته الذاتية وهو يحمل عبوات ناسفة وبدون الحصول على مساعدة من الخارج أو من داخل إسرائيل. الخميس، قتلت قوة “اليمام” أحد أعضاء الجهاد في جنين، إضافة إلى ثلاثة فلسطينيين مسلحين قتلوا أثناء تبادل إطلاق النار.

أمس بعد الظهر، أثناء عقد مؤتمر سياسي في شرم الشيخ، كانت هناك عملية أخرى لإطلاق النار في حوارة جنوب نابلس، أصيب اثنان من المواطنين الإسرائيليين إحداهما خطيرة. لا يوجد بالضرورة خيط يربط بين جميع هذه الأحداث، لكن يصعب تجاهل التأثير المبادل على ما يحدث في الساحات المختلفة. “حزب الله” والتنظيمات الفلسطينية يعززون العلاقات فيما بينهم، والنشطاء في جنوب لبنان و”المناطق” [الضفة الربية] أيضاً. كالعادة، يمكن لقتلى للجهاد في سوريا أو الضفة التأثير على الوضع في قطاع غزة نحو الأسوأ. أصبح هذا التوجه أوضح. فأعداء إسرائيل يشاهدون الفوضى في الداخل ويستغلون ذلك لصب المزيد من الزيت على النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى