ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يفضل مخطط مئير كهانا

هآرتس 20-8-2023، بقلم ايريس ليعال: نتنياهو يفضل مخطط مئير كهانا

في ظهيرة الخميس، حيث كانت الحرارة في الذروة وكان معظم الجمهور أنهى احتياطي مناعته النفسية، ولدت “خطة كهانا”.

عضو الكنيست، متان كهانا (المعسكر الرسمي)، حزب المعارضة الذي حسب الاستطلاعات يهدد “الليكود”، قرر إنقاذ دولة إسرائيل من الأزمة، وهذه هي خطته: “نتنياهو رئيس حكومة لسنتين. حكومة تعتمد على الليكود والمعسكر الرسمي ويوجد مستقبل، مع كل من يوافق على الخطوط الرئيسة لروح وثيقة الاستقلال. بعد سنتين ستكون هناك انتخابات. وسيستقيل نتنياهو ويذهب إلى البيت بكرامة”.

هيا نتوقف عند السطر الأخير فيها: الاستقالة بكرامة والذهاب إلى البيت يعني إلغاء الإجراء الجنائي.

ليس فقط أن الخطة مرفوضة من أساسها، بل هي أيضاً غير ديمقراطية. حتى كهانا نفسه يوضح في الواقع أن هذه الخطة لا توجد لها أي فرصة. “بأسف عميق”، هو يلخص خطته. “أعترف أنني لم أجد شخصاً واحداً يفهم في السياسة ويعتقد أن هذا السيناريو سيحدث الآن”. هل كهانا ربما يخفي بالتحديد أن هناك شخصاً واحداً كهذا؟

مؤخراً نشر شلومو فلبر، الشاهد الملكي في محاكمة نتنياهو وصاحب شركة الاستطلاعات “دايركت بولس” التي عملت في خدمة “الليكود” في الانتخابات الأخيرة، استطلاعاً بحسبه إذا تأسس حزب يميني ليبرالي فإنه سيفوز بسبعة مقاعد في الانتخابات.

أيضاً هناك أمر آخر حدث مؤخراً. فقبل يومين على نشر الخطة التقى فلبر وكهانا على طاولة في زاوية خلف أوراق الأصص – اللقاء الذي وثق ونشر وتسبب بعدم رضاهما.

لماذا أنشغل بهذه الأمور التافهة؟ لأننا إذا فحصنا ذلك جيداً وربطنا عدة نقاط فسيتولد الانطباع لدينا بأن نفس كهانا تتوق، وهو عميل خاص غير ناجح في الساحة السياسية مثل شبيهه يوعز هندل الذي تحدث هو أيضاً كثيراً عن حكومة الوحدة، إلى حزب خاص به. فلبر دائما يخدم سيده. وكما يبدو هو يريد أن يهندس سبعة مقاعد تؤخذ من المعسكر الرسمي وتنتقل إلى نتنياهو.

ها وصلنا إلى النقطة الرئيسة: خطة كهانا هي خطة استهدفت المس بحزبه. هو يعرف جيداً أنه لا توجد إمكانية لتحقيق هذه الخطة لأن نتنياهو تبنى خطة كهانا آخر؛ مائير كهانا.

هذه الحكومة بالضبط هي ما يريده نتنياهو ويحتاجه. انظروا أي عمل جميل قام به من أجله إيتمار بن غفير.

الشرطة، وضمن ذلك المرشح الرائد لاستبدال المفتش العام، هي الجسم الوحيد في منظومة الأمن الذي لم يتعهد للامتثال للقانون في وقت أزمة دستورية. إلى وزير الدفاع يوآف غالنت سبق ووصل نتنياهو. الآن هو يحاول أن يصحح رئيس الأركان، وبعد ذلك الطريق إلى تفكيك جهاز القضاء ستكون ممهدة.

في كل هذه الفوضى لم تنجح المعارضة في جذب عضو واحد من الائتلاف.

أحد ما ينسحب أو يرفض التصويت على التشريع أحادي الجانب، لكن كهاناً أصبح عميلاً. متى سيبدأ مصوتو المعسكر الديمقراطي – الليبرالي بالفهم أن الأحزاب المشكلة من أصحاب مواقف متناقضة ليست أحزاباً متنوعة؟

هي تضمن أن القيمة الوحيدة التي حولها سيتجمعون هي الانتهازية، انظر إلى وضع حزب “يمينا” أو حزب العمل أو أورلي ليفي أبكاسيس.

في “يوجد مستقبل” يمتثلون أكثر للزعيم، لكن هذا حزب غير شمولي، مشوش، وينقصه عمود فقري أيديولوجي.

مثال من الفترة الأخيرة هو دعمه لشخص مثلي واضح كي يكون رئيس بلدية حولون: بيد واحدة يعلق لبيد علم الفخار على مبنى وزارة الخارجية وباليد الأخرى يدفع مهرجاً من اليمين لينقض على متحولة جنسياً. بعد الضجة في الشبكات الاجتماعية سحب الحزب دعمه له، لكن يا للخجل.

نتنياهو، الذي يحب أعداؤه القول عنه إنه ضعيف، مشوش، وقابل للضغط عليه، لا يراهم من مسافة متر.

هو يعرف أنه سيقوم بتحطيمهم قبل أن يحولوا آفي ديختر واحداً إلى جانبهم.

في كل يوم يمر هو يفوز عليهم بخطوة أخرى ويعمق سيطرته على دفة الحكم.

كنت أريد أن أنهي حديثي بهذه الحكمة: لا تصوتوا في أي يوم لأحزاب وسط عشوائية لها رؤساء لا يتحلون بالحكمة. ولكن يبدو أن الوقت اصبح متأخراً جداً.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى