ترجمات عبرية

هآرتس: استراتيجية؟ نتنياهو يفضل القفز من هدف الى آخر..هكذا قرأ في احد الكتب عندما كان ابن 17 سنة

هآرتس – رفيف دروكر – 28/7/2025 استراتيجية؟ نتنياهو يفضل القفز من هدف الى آخر –  هكذا قرأ في احد الكتب عندما كان ابن 17 سنة

بنيامين نتنياهو تعود على الاستهزاء بكلمة “استراتيجية”. حتى ان رئيس الحكومة يقوم بتقليد يانون ميغل ويقول باستهزاء “استراتيجية”. نتنياهو يحب التحدث عن كتاب اشتراه له والده عندما كان عمره 17 سنة، الذي كتبه بروفيسور من هارفارد، وحسب هذا الكتاب لا يجب تحديد اهداف. الكتاب اثر عليه بشكل عميق.

هذا ينطبق على كل حياته السياسية ويبرز بشكل خاص منذ 7 اكتوبر. يضعون اهداف للحرب، والمخطوفون خارجها، بعد ذلك اضيف هدف “خلق ظروف لاعادة المخطوفين”، قد مرت سنة واضيف هدف “تسوية الشمال”. بالنسبة لنتنياهو بماذا يهم المكتوب، “شعب كالاسد”، العملية التي يصفها بانها عملية مصغرة لغزو النورماندي، هي بشكل عام هدف ثانوي. وهكذا ايضا “عربات جدعون” الفاشلة. 

نتنياهو يقفز من هدف الى آخر، من فكرة الى اخرى. الجانب الثاني “كراهية الاستراتيجية” هو انفتاح فكري حقيقي. لا توجد طريقة صحيحة اكثر لبيع لنتنياهو فكرة من ان تشرح له بان الجميع على خطأ وانه يمكنه ان يسلك طريق لم يفكر فيها احد. هو يعشق الابداع والارتجال. هكذا اقنع الادارة الامريكية فكرة تبني ميناء عائم في غزة، الامر الذي جعل الادارة الامريكية تصب مئات ملايين الدولارات على فشل ذريع. بين حين وآخر فحص نتنياهو فكرة الحكم العسكري، وحتى انه طلب من الجيش فحصها. في احيان اخرى احب فكرة العشائر. هناك من يقولون بان جزء من تصميمه على عرض كبير بشكل خاص في اطار صفقة المخطوفين الحالية ينبع من الرغبة في دفع عشيرة أبو شباب الى المنطقة الموجودة تحت السيطرة الاسرائيلية، والا فان حماس ستذبحهم جميعا وستشير بذلك الى ما سيحدث لمن يتعاون مع اسرائيل. 

في احد النقاشات اقترح ادخال رجال هذه العشيرة الى اسرائيل (من اجل ماذا قمنا بتسليحهم من البداية؟). في لحظة معينة يكون ضد المساعدات الانسانية بشكل عام، ويقول لرجال الادارة الامريكية بانه لا يوجد أي اسرائيلي سيوافق على ذلك. وعلى الفور بعد ذلك يشرح بانه بدون المساعدات الانسانية لا يمكن الاستمرار في القتال. عندما يبدأ الضغط السياسي الداخلي هو يقوم بوقف المساعدات الانسانية ويشرح بان ذلك سيكسر حماس وسيؤدي الى صفقة تبادل مريحة. بعد بضعة اشهر يقوم بانزال المساعدات الانسانية في القطاع بواسطة المظلات ويفتح ممرات انسانية ويعلن عن هدنة لوقف النار في مناطق معينة. في لحظة واحدة يشكل جهاز مساعدة مستقل اسرائيلي – امريكي، يموله دافع الضرائب الاسرائيلي ويتدهور الى فشل ذريع، قتل جماعي، تجويع وسقوط سياسي، وعندها يستكمل الدائرة ويعود الى المساعدات الانسانية بواسطة منظمات الامم المتحدة، التي للتو شرح بان المساعدات بواسطتها هي بالفعل اعادة ترميم لحماس.

هكذا هو الامر عندما لا توجد استراتيجية. يؤمنون بان الواقع مرن ومتغير، وأنه لا حاجة الى التمسك بأي هدف أو مبدأ، بل يجب توجيه نفسك من يوم لآخر وان تستغل الفرص، وبالاساس تركيز اساس الطاقات في الاعلام والدعاية. ماذا يهم ما يحدث على الارض؟ ما يهم هو ما يقولونه في القناة 14. أن لا تفقد القاعدة.

ايضا في لبنان لم تكن هناك استراتيجية، ومع ذلك كان هناك نجاح كبير. فقد تدحرجوا من فرصة الى عملية، من تصفية الى نجاح، وهذا الامر كان مجديا. بالنسبة لنتنياهو هذا بالتاكيد اكد على النظرية التي توجد في الكتاب الذي قرأه عندما كان عمره 17 سنة. من المثير لماذا مهم بالنسبة له اعادة كتابة التاريخ الآن وطرح عرض يقول بان كل شيء كان جزء من خطة منظمة كما يبدو.

في الصيف الماضي عمل رون ديرمر عشرات الساعات كمبعوث لنتنياهو على خطة اخرى لقطاع غزة، بالتعاون مع دولة الامارات. خطة جدية حصلت على تاييد الادارة الامريكية وبعض الدول العربية. فقد تعهدوا بضخ الكثير من الاموال وحتى ارسال اشخاص، أي بناء قوة منافسة لحماس. هل ربما بعد ان يتم استنفاد كل الفرص الاخرى سيحاول نتنياهو ايضا فعل الامر الصحيح؟.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى