ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يعرف ثمن السلام مع السعودية، ولكنه يرفض الدفع

هآرتس 24-4-2023، بقلم عكيفا إلدار: نتنياهو يعرف ثمن السلام مع السعودية، ولكنه يرفض الدفع

“لا توجد أوهام لدى القيادة السعودية بخصوص من هم أعداؤهم ومن هم أصدقاؤهم”، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي. الأعداء هم الإيرانيون والأصدقاء هم الإسرائيليون. صحافي إسرائيلي مبتدئ (هذا لا يشمل رجال الدعاية في القناة 14)، كان سيسأله: إذا كان الأمر هكذا، سيدي رئيس الحكومة، فلماذا يفضل ولي العهد محمد بن سلمان دعوة العدو الإيراني لرفع علم في الرياض ويبعد المغازل الإسرائيلي من العاصمة السعودية؟ ولكن من الأسهل بكثير خداع أحد المحاورين من شركة “ان.بي.سي” مثلما باع كذبته لمراسل “سي.إن.إن”، والتي تقول بأن القضاة في إسرائيل يعينون أنفسهم.

يدرك نتنياهو بأن السلام مع السعودية “سيؤدي بمعنى ما إلى إنهاء النزاع العربي – الإسرائيلي”. وليس هذا فحسب، بل يعرف أن السلام مع السعودية “قد يمهد الطريق لمحادثات مع الفلسطينيين”. منذ فترة طويلة لم نسمع من نتنياهو أقوالاً حقيقية ودقيقة تماماً، ولكن العلاقات الدبلوماسية مع دولة النفط الغنية العظمى قد تكون “غيم تشينجر” في الساحة العربية – الفلسطينية وفي الساحة الإيرانية أيضاً. ولكن خلافاً للسيجار والشمبانيا، يجب الدفع مقابل السلام الإقليمي. الثمن مذكور في مبادرة السلام العربية من آذار 2002، التي مرت على ولادتها في الشهر الماضي 21 سنة.

في المقابل، السلام والتطبيع مع جميع الدول الإسلامية مطلوب من إسرائيل أن تسمح بإقامة دولة فلسطينية على كل الأراضي التي احتلتها في 1967 (مع تبادل للأراضي) وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين. قد تحصل المبادرة على مصادقة مطلقة في مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد الشهر القادم في الرياض.

ليست هناك احتمالية بأن المستضيفة السعودية ستهمل الدول التي ترعاها مقابل افتتاح سفارة في إسرائيل – وهي دولة يضم مجلس الوزراء المصغر فيها مستوطنين مع منشطات، الذين لا يعترفون بوجود الشعب الفلسطيني والذين يهددون بالمس بالحرم. حتى إن نتنياهو لا يمكنه بيع حتى بطاقة للدخول الخلفي إلى البيت الأبيض.

من الواضح أن القصة بين السعودية وإيران ليست قصة غرام. المستشرق الدكتور ماتي شتاينبرغ، قال للصحيفة “نشهد توازناً استراتيجياً بين تنازل السعودية عن مطالبتها بتخلي إيران عن مخزونها النووي وبين تجنب إيران مطالبة السعودية بالتنصل من المبادرة العربية”. ربما تراهن إيران بأن إسرائيل ستتجاهل المبادرة وتعمق الاحتلال. هكذا، بدلاً من الدفع قدماً بالتطبيع مع السعودية والدول السنية الأخرى، تطبع إسرائيل مكانة العتبة النووية لإيران، بل تعززها بشكل غير مباشر. الفراغ الموجود في القضية الفلسطينية في الوقت نفسه مع إبراز مركزية النزاع والحرم في صلبه يخدم إيران.

اتفاق بروح المبادرة العربية كان سيجبر إيران على التسليم بالحقيقة المنتهية. مصلحة إيران في مصالحة مع دول الخليج كانت ستمنعها من تحطيم الأدوات، وتؤثر على مواقف “حزب الله” وحماس والجهاد الإسلامي.

هكذا بقينا مع بشرى وزير الدفاع، يوآف غالانت، التي تقول بأنه يجب على إسرائيل الاستعداد “لتهديد أمني حقيقي في كل الساحات في الوقت نفسه”.

قال نتنياهو في المقابلة نفسها مع الشبكة الأجنبية بأنه سيكون سعيداً “بتوسيع دائرة السلام بكاملها”. وأضاف أن “السماء ليست الحدود”، حيث إنه في نهاية المطاف “يوجد الكثير جداً من الاحتمالات الأخرى في الفضاء”. علينا عدم الانجرار. النقود على الأرض تحت المصباح في مقر الحكومة في القدس. ولشديد القلق، لا يوجد في إسرائيل قيادة مستعدة للانحناء قليلاً والتقاطها.

عشية يوم الذكرى الـ 75 ستعرف كل أم عبرية بأن الحرب الإقليمية ليست قضاء محتوماً، وسيعرف كل أب عبري بأن السلام الإقليمي ليس حلماً خيالياً.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى