هآرتس: نتنياهو يعرف انه لا يستطيع تلبية توقعات ترامب من العملية في غزة

هآرتس – مقال – 4/9/2025 توقعات ترامب من عملية غزة
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو استفاد في الأسبوع الماضي من الوضع المحبب عليه – قاعدته عادت وهو أصبح محصن. كل الخيارات مفتوحة وهو لا يجب عليه اتخاذ أي قرار على الفور. احتلال غزة؟ صفقة مؤقتة؟ من يعرف. الوقت يمر وكل شيء ممكن.
نتنياهو يبث لقاعدته بانه الآن يستمع اليها. هذه المرة سيدمر حماس نهائيا، بدون سفقة وبدون المستشارة القانونية للحكومة وبدون “بتسيلم”. في نفس الوقت، دول الوساطة تسمع رسائل مختلفة. مصدر سياسي رفيع قال للصحيفة بان “هذه أيام حاسمة. هناك أمور تحت الطاولة، التي يمكن ان تؤدي الى الصفقة”. هذه الاقوال أضيفت الى ما نشره رفيف دروكر امس في “اخبار 13″، ان يد رئيس الحكومة اليمنى، رون ديرمر، قال للمصريين والقطريين ان “إسرائيل لا ترفض صفقة جزئية. لذلك يجب عليكم أن لا تتأثروا من التصريحات”. ديرمر لا يخدع دول الوساطة، بل هذا هو فقط التكتيك الكلاسيكي لنتنياهو – إبقاء كل شيء مفتوح.
في الغرفة عميقا نتنياهو يواجه مشاكل رئيسية. الأولى هي توقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية سريعة جدا، التي ستهزم حماس في الأسابيع القريبة القادمة. ترامب يعيش في عالم ضيق من الخيال، عالم كاتب سيناريو لافلام الاثارة في الثمانينيات، وهو على قناعة بان القوة فقط هي التي ستهزم الأشرار وتسمح لإسرائيل بالازدهار.
لكن نتنياهو يعرف ان الجيش يطرح خطة مختلفة كليا. ايال زمير قدر في الكابنت ان عملية الاحتلال ستستغرق ثمانية اشهر، وهي لن تبدأ بضربة عسكرية ساحقة، بل بنقل السكان بشكل بطيء ومؤلم ومشكوك فيه. ممثلو هيئة التنسيق الارتباط يقولون في النقاشات بانه في الوضع الحالي للحرب فان انتقال الغزيين الى مخيمات النازحين من اجل الحفاظ على حياتهم لا يقنعهم. اذا كان في كل الحالات لا توجد أهمية لحياة الانسان وان كل الخيارات سيئة فلماذا ننتقل اذا؟. في نهاية المطاف سيعرف أيضا الرئيس الأمريكي بانه لا يوجد لهذه العملية نهاية تلوح في الأفق، ومن شأنه أن يختصرها.
المشكلة الثانية هي الازمة السياسية العميقة التي توجد فيها إسرائيل. وزير الخارجية جدعون ساعر، مثل أي انتهازي ليكودي عادي، تبنى القاعدة المعروفة “في الخارج تبجح امام القاعدة وفي الغرف المغلقة تحدث لمحاضر لجنة التحقيق”. رئيس الحكومة هو يعرض عليه سيناريوهات صعبة حول ما يتوقع حدوثه اذا احتلت إسرائيل غزة، والشاشات ستبث لفترة طويلة صور السكان الجائعين والأطفال الذين يموتون. الدول الأوروبية ستفرض عقوبات على إسرائيليين، بما في ذلك وقف التجارة وإلغاء الرحلات الجوية واغلاق المجال الجوي، والفرق الإسرائيلية سيتم تعليق مشاركتها في “الفيفا”، هذا ليس كل شيء.
نتنياهو حقا يقلق من الجانب السياسي ويحاول مسبقا الاهتمام بتوفير المساعدات الإنسانية لغزة بحجم واسع، مع العودة الى رسالة انه لا ينوي احتلال القطاع، بل نقله الى حكم عربي غير حماس. لكن هذا أيضا لا يشكل حتى لصقة لوقف النزيف المتدفق مثل الامازون.
في نفس الوقت، في المستوى السياسي وفي المستوى الأمني يتناقشون حول ما سيفعلونه مع ايران. الاقوال المبالغ فيها حول انهاء النظام تبخرت، والتقديرات الاستخبارية المحدثة تشير الى ان النظام قوي ومستقر رغم الحرب، وانه قد يتم استئناف برنامج الصواريخ في القريب بفضل جهود الصين. يتبين ان تهديد ترامب للصين وتجنيد قوتها حقق تاثير معاكس. الصين غير ضعيفة، بل هي تستخدم ايران كاداة في الحرب الباردة ضد الولايات المتحدة. وهجوم آخر في ايران ضد البنى التحتية للصواريخ لا يوجد الآن على الاجندة في المدى المنظور، لكن هذا سيناريو يجب عدم استبعاده في الأشهر القريبة القادمة، وهو من شانه ان يشغل الجيش ويقيد قدرته على التركيز على غزة.
اذا اخذنا في الحسبان كل الاعتبارات، بالأساس الاعتبار الأمريكي، يبدو ان نتنياهو يمكنه الذهاب نحو الصفقة، لكن يجب الحذر من التفاؤل الزائد. من فحص مع مصادر في الدوحة، مطلعة على المفاوضات، يتبين انه من ناحيتهم لا يوجد أي تغير في الشهر الماضي، وهم لا يشعرون بأي تقدم أو حسم، لكن لدى نتنياهو نحن لا نعرف أي شيء. الآن اصبح يمكن كتابة مسبقا الخطاب الذي سيلقيه اذا ذهب الى الصفقة الجزئية.
“القرار الذي اتخذته خلافا لرأي رؤساء أجهزة الامن، احتلال مدينة غزة، عمل على تغيير حماس. فقد وافقت على الشروط التي لم تكن توافق عليها في السابق. هذا بفضلكم، أنتم رجال الاحتياط المخلصين. نحن الآن في افضل وضع سياسي، ونحصل على المخطوفين، ويوجد لنا دعم كامل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أنا أقول لبتسلئيل سموتريتش: هذا ليس الوقت المناسب لحل الحكومة. اذا ذهبنا الى الانتخابات لا يمكننا استئناف القتال. اليسار سيتسلم الحكم وسيقيم دولة فلسطينية بضغط من ماكرون. الحريديون يجب أن يعودوا”.