ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو وخطة المراحل الثلاث

هآرتس 2023-02-22، بقلم: نحاميا شترسلر: نتنياهو وخطة المراحل الثلاث

رغم التحذيرات الشديدة لاقتصاديين وقانونيين ومفكرين وحاصلين على جائزة نوبل وأصدقاء إسرائيل في أرجاء العالم فإن الانقلاب النظامي لليمين يستمر في التقدم في الكنيست بوتيرة هستيرية، وهو يهدد بتحويل إسرائيل إلى دولة ديكتاتورية فقيرة ومقاطعة. أيضا التظاهرات الكبيرة والمؤثرة في أرجاء البلاد، للأسبوع السابع على التوالي، لا تنجح في وقف السباق لتدمير الديمقراطية.

لكن هذه ليست كل القصة. كل الدلائل تدل على أننا نوجد في ذروة خطة من ثلاث مراحل. المرحلة الأولى التي يتم تنفيذها في هذه الأثناء حقا هي إضعاف المحكمة العليا إلى درجة تصفيتها فعليا، وهكذا تستطيع الحكومة أن تسن (بوساطة الكنيست) كل ما يخطر ببالها دون أن يقف أمامها أي كابح. لذلك، تم بناء حاجز ثلاثي: تعيين القضاة من قبل الائتلاف، تحييد المحكمة العليا من قدرتها على إلغاء قوانين وفقرة الاستقواء. الحديث يدور عن حاجز لا يمكن اجتيازه، الذي يحول رئيس الحكومة إلى حاكم وحيد له قوة غير محدودة.

المرحلة الثانية هي تصفية الصحافة الحرة. الصحافة ستتم مهاجمتها وإضعافها (مثلما يفعل شلومو كرعي الآن بهيئة البث)، بمساعدة تشريع، هجمات شخصية سامة على الصحافيين، مس بالمداخيل من النشر ورعاية شبكات اجتماعية متخصصة بالأخبار الكاذبة.

الإعلام القوي والمستقل هو شرط للديمقراطية. من دونه لا يوجد من سيكشف الفساد ويقول الحقيقة عما يخفيه النظام. لذلك، نتنياهو والليكود يريدون تصفيته. بالنسبة لهم تكفي أن تكون القناة 14 و»صوت إسرائيل». في الحقيقة، في الأسبوع الماضي صادقت لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست على تسهيلات بملايين الشواكل للقناة 14: الإعفاء من دفع الرسوم للقناة 2 والإعفاء من إقامة شركة أخبار.

من دون محكمة عليا مستقلة ومن دون إعلام حر سيكون من السهل تحويل الكذب إلى حقيقة والأخبار الكاذبة إلى واقعية. الحقيقة هي أن هذا ما يحدث الآن. انظروا مثلا، كيف أن عضوة الكنيست ليمور هارميلخ اخترعت «تحرش جنسي» من اجل المس بجنود في حرس الحدود، الذين بالإجمال قاموا بمهمتهم الصعبة التي لم يشكرهم أحد عليها. في المرة القادمة هم سيخافون من التقدم نحوها. انظروا أيضا الفرية المختلقة لعضو الكنيست دافيد امسالم عن «ساعات الروليكس وسيارات المرسيدس» التي لم تكن موجودة في أي يوم. ولا يمكن عدم ذكر بيبي نتنياهو، مخترع ماكينة السم، كبير المحرضين وناشري الأكاذيب الذي يتجرأ على اتهام المتظاهرين بانهيار الاقتصاد الذي هو المتسبب به.

من دون محكمة عليا ومن دون إعلام مستقل لا يمكن التمييز بين رد حقيقي في الشبكات الاجتماعية وبين آلاف الأشخاص الوهميين الذين يشغلهم نظام الحكم من اجل نشر الأخبار الكاذبة التي ستغير التصويت للكنيست. من دون محكمة عليا وإعلام حر فان الحكومة ستتمكن من الإعلان عن فترة طوارئ وتؤجل الانتخابات لفترة غير محدودة. هي أيضا يمكنها تغيير طريقة الانتخابات وحتى وقف رؤساء المعارضة باتهامات لا أساس لها وحتى أن تبقى في الحكم إلى الأبد.

المرحلة الثالثة في الخطة هي سرقة الخزينة العامة دون الخوف من التقديم للمحاكمة. حيث إنه إذا لم يتغير الحكم فلا يوجد من يقوم بتنظيف الإسطبلات. هكذا سيكون بالإمكان إعطاء هدايا للنشطاء والمقربين على شكل وظائف رفيعة والفوز بالعطاءات. في نهاية المطاف الآن تقترح ميري ريغف السماح للوزراء بتعيين نشطاء سياسيين (غير مؤهلين) في وظائف في شركات حكومية. حيث إنه ما أهمية شركة حكومية إذا لم يكن بالإمكان استخدامها؟.

نتنياهو والليكود يعتبرون حكومة التغيير حادثا خطيرا يجب ألا يتكرر. هم غير مستعدين للانفصال مرة أخرى عن ثدي الحكم، حتى لو لسنة ونصف السنة.

هم على ثقة بأن «الله اختارنا لنحكم»، كما كتب قبل 85 سنة زئيف جابوتنسكي. حيث إنه ما قيمة الانقلاب النظامي إذا كان يمكن إلغاؤه في الانتخابات القادمة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى