ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو معني بالانقلاب القضائي بدرجة لا تقل عن شركائه

هآرتس 2023-03-25، بقلم: نوعا لنداو: نتنياهو معني بالانقلاب القضائي بدرجة لا تقل عن شركائه

عدم العقلانية هو أن تفعل نفس الشيء ذاته مرة تلو الأخرى وأن تتوقع نتيجة مختلفة. من قال ذلك لم يكن ألبرت أينشتاين بالمناسبة. لماذا، إذاً، تسقط دولة كاملة مرة أخرى في فخ الإعلان الدراماتيكي لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للأمة في الساعة 20:00، وتوقعت منه القول أخيراً وبحق في هذا الإعلان أي شيء جديد، تصالحي، موحد، أو مجرد أقوال معقولة. في نهاية المطاف، في 99% من المرات التي أملنا فيها أن يتسامى نتنياهو إلى شخصية الشخص البالغ والمسؤول، حصلنا في النهاية على خطاب نحيب وتحريض. لماذا، إذاً، اعتقد البعض بأن هذه المرة ستكون مختلفة؟

سبب ذلك هو أن الكثير من مواطني الدولة صدقوا في أعماقهم، بمن فيهم المعارضون الأشداء جدا، النظرية التي تقول إن نتنياهو في أعماقه هو في الحقيقة زعيم متزن وعقلاني. في أوساط الكثيرين ما زال هناك أمل سري بأن نتنياهو، المأسور كما يبدو في يد الشركاء المتطرفين في حكومته، سيستيقظ فجأة في اللحظة الأخيرة، وسيقوم بعملية ترتيب “الفوضى” التي عصفت بالدولة.

المشكلة هي أن نتنياهو وبحق لم يجد نفسه في هذه الحالة، بل هو الذي أوجدها. فهو غير معني بالمصالحة، بل هو معنيّ بالانقلاب بدرجة لا تقل عن شركائه. في هذه المرة لم يفوت نتنياهو فرصة الخضوع لقاعدة المؤيدين المتطرفين جدا لحكومته، وأن يخيب أمل كل من ما زال يعتبره الحل بدلا من أن يرى فيه المشكلة.

كان خطاب نتنياهو خطاب تأييد للانقلاب مباشرة من فوق خشبة القفز. ليس فقط أنه خلافا لكل التقديرات (باستثناء التغييرات الدقيقة جدا لابنه يائير نتنياهو) لم يتوقف ولم يوقف قطار التشريع لحظة واحدة – باختصار هو استخدم هذه المنصة من اجل الإعلان بشكل صريح بأنه يواصل السير إلى الأمام. لا توجد كلمات جميلة عن حلول في الأفق تغطي هذا السطر الأخير والحاسم الذي يقول إن الانقلاب النظامي مستمر.

لكن نتنياهو لم يكتف في خطابه فقط بإظهار الدعم الصريح لاستمرار تشريع الانقلاب، بل أيضا استغل هذه المناسبة من أجل أن يضمنه علنا بكذبة واضحة، الكذبة التي تقول إن قانون منع الإعلان عنه كشخص عديم الأهلية أخفى كما يبدو عن العالم اتفاق تضارب المصالح. “حتى الآن يدي ستكون مقيدة…”، قال. “هذا المساء أعلن لكم: حتى هنا أنا ادخل إلى الأحداث، سأضع جانبا كل اعتبار آخر من اجل الشعب والدولة. وسأفعل كل ما في استطاعتي من اجل التوصل إلى حل”. الرواية التي أراد نتنياهو ترسيخها، وهي أنه مع سن قانون الأهلية الفاسد، لن يكون هناك بعد الآن اتفاق تضارب مصالح، ومن المسموح له أن يتعامل كمتهم بمخالفات جنائية بتصفية جهاز القضاء. الحقيقة هي أن الاتفاق شيء وتضارب المصالح شيء آخر. فقط العقوبة التي حلقت فوق رأسه كما يبدو قام نتنياهو بإخفائها بطريقة ملتوية. الحقيقة هي أنه حتى عندما لم يكن نتنياهو وبحق ممنوعا من العثور على حل للازمة قبل ذلك فهو بالضبط الآن من غير المتوقع أن يجد حلا الآن عندما تم سن قانون عدم الأهلية.

الأمر الجيد الوحيد الذي يمكن أن يأتي من هذا الخطاب هو استيقاظ من يعارضون الانقلاب، الذين سيتوقفون عن تعليق الآمال، العلنية أو الخفية، بأن نتنياهو هو زعيم يمكن الثقة به في الفترة الأخيرة. لا يمكن الثقة به؛ لأن توجهه لم يكن في أي يوم نحو التهدئة. توجهه هو مواصلة الحرب الشخصية والعامة ضد سلطات القانون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى