هآرتس: نتنياهو لا يعتزم حقا اجراء مفاوضات .. يعول على أن ترفض حماس شروطه واحتلال غزة يبدأ

هآرتس – حاييم لفنسون – 24/8/2025 نتنياهو لا يعتزم حقا اجراء مفاوضات .. يعول على أن ترفض حماس شروطه واحتلال غزة يبدأ
اذا لم يحدث أي شيء استثنائي حتى منتصف الاسبوع، ستخرج بعثة اسرائيلية كما يبدو الى القاهرة من اجل البدء في اجراء المفاوضات حول “انهاء الحرب”. كما يبدو، بعد سنة ونصف من الترتيبات المؤقتة، اخيرا بدأوا يتحدثون عن اطلاق سراح جميع المخطوفين وانهاء الحرب. عمليا، هذا كسب آخر للوقت. لطالما كانت حماس تريد اتفاق نهائي فان بنيامين نتنياهو يريد اتفاق مؤقت. الان حماس تريد اتفاق مؤقت ونتنياهو يريد اتفاق نهائي. بالنسبة لاسرائيل، كما يقول المقربون من نتنياهو، لا يوجد أي مكان للمفاوضات. نتنياهو على قناعة بان خطة “احتلال غزة” هي تهديد ناجع سيجعل حماس توافق على شروطه. اما ان توافق حماس أو ان الخطة ستنطلق في الطريق. هدف المفاوضات هو فقط تنسيق التفاصيل التقنية.
نتنياهو يعرف ان حماس لن توافق على شروطه، وهذا هو الهدف. الحديث لا يدور عن مواقف في المفاوضات، التي تهدف الى اظهار المرونة فيها. خلف هذه الشروط يختفي سموتريتش وبن غفير، اللذان بالنسبة لهما أي انسحاب هو ذريعة لاجراء الانتخابات. نتنياهو يريد السيطرة على منطقة مساحتها 20 – 25 في المئة من اراضي القطاع، بما في ذلك محور فيلادلفيا، محيط غزة، ومناطق اخرى مسيطرة. ايضا يريد تحديد من سيحكم غزة، مع استبعاد حماس والسلطة الفلسطينية من قائمة الخيارات. نتنياهو ايضا لا يعرف ما هو الممكن وما غير الممكن. بالنسبة له هذا الامر لا يهمه ايضا.
في ادوات الدعاية ومن يحملون صفحات رسائل نتنياهو يحبون ان يعرضوا منتقديه وكأنهم “مستعدون لابقاء حماس في غزة والتسبب بكارثة اخرى”. المجال ضيق لتفنيد كل اكاذيب نتنياهو في الفترة الاخيرة. لب الموضوع هو الكذب. لا يوجد أي شخص في العالم يريد ان تبقى حماس في الحكم في غزة، حتى تركيا، قطر، مصر، الاردن، الامارات، السعودية والولايات المتحدة. في دول الوساطة، الممولة المستقبلية لغزة، يوجد اجماع كامل على ان حماس هي مشكلة وانه لا يمكن الاعتماد عليها في ان تهتم بمصالح اللاعبين المهمين في المنطقة. أي دولة لن تقوم بضخ الاموال الى غزة في الوقت الذي تسيطر فيه حماس عليها. في حماس يعرفون ذلك، ومنذ فترة طويلة هي عرضت نموذج لـ “حكومة خبراء”، التي في اطارها هي ستنسحب من الحكم. لكن لا تقلقوا، نتنياهو سيقول ان هذا ايضا غير كاف، وسيواصل وضع الطلبات من اجل تشويش المفاوضات.
حتى الآن نتنياهو يحظى بدعم الرئيس الامريكي دونالد ترامب. بالنسبة لنتنياهو هذا هو الامر الوحيد المهم في العالم. السقوط السياسي في اوروبا يمكن من ناحيته ان يعالجه جدعون ساعر – اسم الشيفرة لاشياء لا وزن لها. ايضا اول امس عاد ترامب واعطى دعمه لاسرائيل. مقولته العرضية وكانه يوجد اقل من 20 مخطوف على قيد الحياة غير دقيقة. كما هو معروف ترامب ليس شخص يدقق في اقواله. حتى لو سمعتها عائلات خرجت عن اطوارها في السنتين الاخيرتين. مصادر في جهاز الامن قالت انه لا يوجد أي تغيير في التقدير الاستخباري حول وضع المخطوفين.
يبدو ان ترامب ينوي السماح للعملية في غزة بأن تتدحرج، ورؤية ما اذا ادت الى تغيير في مواقف الطرفين، واذا لم تؤد فانه قادر على ان يفقد الاهتمام بالحرب التي لا تنتهي. اهتمامه الان ينصب في الاساس على روسيا – اوكرانيا، وعلى الوضع في سوريا. ترامب ومبعوثه في سوريا توم براك، لم يحبا هجوم اسرائيل في دمشق كانتقام على المذبحة في جبل الدروز.
الى جانب الرسائل التي يزعمون انها نقلت الى اسرائيل، فان الولايات المتحدة تفرض الآن في المفاوضات في باريس “آلية” دفاع عن الدروز في سوريا، التي اساسها ان يتم اخذ السيطرة من قبل امريكا ووقف الهجمات الاسرائيلية على النظام في سوريا. في غرف المفاوضات يوافق رون ديرمر على كل شيء. من المهم لاسرائيل ان تحتفظ بقمة جبل الشيخ السوري في يدها، التي احتلتها بدون مقاومة في كانون الاول. بالنسبة لنتنياهو هذا انجاز “كبير” يمكن بيعه في الانتخابات. صحيح انه حتى الآن لا يوجد للامريكيين أي الحاحية لانسحاب اسرائيل الى خطوط 1974، وبالتالي، ليبقى الامر على حاله.