ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو كأنه بوتين عشية اجتياح أوكرانيا

هآرتس 2023-02-21، بقلم: يوسي فيرتر: نتنياهو كأنه بوتين عشية اجتياح أوكرانيا

عندما اعلن نتنياهو في بداية جلسة الحكومة بأن دولة إسرائيل «كانت وستبقى ديمقراطية قوية وحيوية» فإن العالم ينظر إليه على أنه فلاديمير بوتين في الأيام والأسابيع التي سبقت غزو أوكرانيا؛ بوتين كذب في حينه بدم بارد على كل زعيم توجه إليه وتوسل إليه كي لا يهاجم دولة ذات سيادة. بالضبط مثلما كذب على شعبه وجنوده.

لكن في حين أنه في الشتاء الماضي، المجتمع الدولي اعتمد على معلومات استخبارية، فإنه في حالة إسرائيل في بداية الشتاء الحالي الدلائل واضحة للعيان. يكفي النظر إلى جدول أعمال الكنيست، امس (الاثنين) ويوم الأربعاء، والى جدول أعمال لجنة الدستور والقانون والقضاء. القوانين لتحطيم الديمقراطية تمتد هناك بكامل المجد المهدد، مثلما الجيش الروسي يمتد خارج حدود أوكرانيا.

بوتين الثمل بالقوة ومدفوع بالكراهية وروح الإمبريالية السوفييتية، لم يستجب لطلبات نظرائه في الغرب ألا يخطئ وينقض على كييف. لقد ألحق ببلاده كارثة إنسانية واقتصادية وأمنية ودبلوماسية. وضعف جيشه اصبح ظاهرا. نتنياهو أيضا ثمل بالقوة ومدفوع بالعداء وروح الانتقام من جهاز القضاء، يرفض في هذه الأثناء التحذيرات والتوسل والمناشدة من أي مجموعة ممكنة: رجال اقتصاد ورجال قانون وخبراء في الأمن وأطباء ورجال هايتيك ورجال بنوك ومدراء عامين لشركات والجاليات اليهودية في العالم، وحتى حاخامات ورجال من اليمين. هو يكذب دون أن يحسب أي حساب لأحد، حتى إيمانويل ماكرون وجو بايدن.

في قيادة «الليكود» العليا لا يتحدثون عنه حتى الآن كبوتين الإسرائيلي، لكنهم يتساءلون ما الذي حدث له. كيف هو قادر على أن يتجاهل كل إشارات التحذير وأن يعادي كل العالم، بما في ذلك الدولة العظمى الوحيدة التي توفر لإسرائيل الحماية الدبلوماسية الساحقة والمساعدات الأمنية بمبلغ 38 مليار دولار كل عقد. في افضل الحالات يمكن القول، إنه يتصرف بشكل غير عقلاني. قانون عدم الأهلية الذي وضعه، أمس، على طاولة الكنيست رئيس الائتلاف أوفير كاتس وآخرون هو دليل آخر على أنه لماذا لا يجب الإعلان عن نتنياهو كفاقد للأهلية. هو فقد هذه الأهلية تماما.

في تشرين الأول القادم، ستكون قد مرت خمسون سنة على حرب الغفران. الرئيس ريتشارد نيكسون شغل في حينه قطارا جويا من السلاح والذخيرة، الذي بدونه ما كانت إسرائيل ستبقى. وتعبير «علاقات خاصة» حظي بمصادقة رسمية. اللقاء مع السفير توم نايدز واقتباس بايدن من قبل توماس فريدمان والأقوال اللاذعة لوزير الخارجية بلينكن إلى جانب رئيس الحكومة (بالطبع عدم دعوة نتنياهو إلى واشنطن)، كل ذلك هو القطار الجوي في هذه الأيام. قطار من الرسائل. ولكن في هذه المرة هذا القطار يستهدف إنقاذ الاسرائيليين من ايدي زعمائهم. بدرجة معينة الوضع الآن اخطر مما كان عليه في العام 1973.

اليمين المتطرف تعرض لنوبة غضب من أقوال نايدز. السفير اتهم بـ»تدخل فظ غير مسبوق» في شأن داخلي. الوزيرة أوريت ستروك (الصهيونية الدينية) قالت، إن نايدز «انضم لليسار». زميلها عميحاي شكلي قال له بالانجليزية، إنه يجب عليه الانشغال بشؤونه. هذا ليس فقط صبيانية وعدم مسؤولية. هذه فوضى مطلقة. اربع سنوات خدم هنا السفير دافيد فريدمان والذي كان رجل يمين متطرفا ومسيحانيا ودفع نحو الضم ونحو البناء في المناطق وشرعنة البؤر الاستيطانية غير القانونية. لقد كان سفير بصفة أحادية الجانب. ولكن لا احد من رؤساء اليسار تفوه تجاهه بهذه الصورة.

بالمناسبة، نتنياهو لم يقم بدعوة ستروك وشكلي للالتزام بالنظام. هو خائف ومضغوط وأسير. رئيس حكومة بالاسم فقط، في تنظيم محكوم ومقاد من قبل مجموعة متطرفين عنصريين وفوضويين. ليس فقط القوانين الفاشية ستتم المصادقة عليها أو دفعها قدما في هذا الأسبوع. في يوم الأربعاء، سيطلب من لجنة المالية المصادقة على التمويل الكامل لمنازل رئيس الحكومة، في القدس وفي قيساريا. باختصار، نحن عدنا إلى جدول أعمال عادي في عهد آل نتنياهو الطماعين الذين لا يعرفون الشبع (فقط بدون عناوين مثل «50 مليون شيكل لمنزل…»).

الكنيست بكامل هيئتها يتوقع أن تصادق في المساء على القانونين الأوليين في الانقلاب النظامي ولجنة الدستور ستواصل العمل. أمس أيضا، انقض الرئيس سمحا روتمان على ممثلة المستشارة القانونية للحكومة، المحامية افيتال سومفولنتسكي، وقام بتوبيخها وإهانتها، وهذا ليس للمرة الأولى. أي نائب للمستشار القانوني الذي كان محظوظا في الوصول إلى اللجنة حصل على معاملة مشابهة من قبل هذا الأزعر الذي يرتدي نظارات. الرسالة واضحة: أنتم غير مرغوب بكم هنا. بعد ذلك، للإهانة الشديدة، تم استقباله لدى رئيس الدولة اسحق هرتسوغ الذي يواصل محاولاته في الوساطة.

الاحتجاج الشعبي يتوقع أن يصل، اليوم، إلى ذروة جديدة: تظاهرات ومسيرات وإضرابات وإغلاق شوارع واعتصام أمام الكنيست. ولكن القوانين ستمر. بعد أربعين يوما تقريبا (إذا تم تطبيق خطة وزير العدل) فستتم المصادقة عليها بالقراءة الثانية والثالثة وستدخل إلى كتاب القوانين. عشية عيد الفصح إسرائيل حينها لن تكون دولة ديمقراطية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى