ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو فقد السيطرة وسقوط الحكومة ليس سيناريو خيالي

هآرتس 28/6/2024: يوسي فيرتر: نتنياهو فقد السيطرة وسقوط الحكومة ليس سيناريو خيالي

هذا كان الأسبوع الذي تبادل فيه وزير الدفاع ورئيس الحكومة اللدغات – الأول من خارج البيت الأبيض والثاني في مكتبه في القدس – وذلك في الوقت الذي يخوضا فيه اصعب الحروب واطولها. بطبيعة الحال ثار السؤال المتآكل: هل أصبنا بالجنون؟.

هذا كان الأسبوع الذي شاركت فيه زوجة رئيس الحكومة عائلات المخطوفين، في المحادثات حول جهنم التي على وجه الأرض منذ 266 يوم، هذيانها على “انقلاب عسكري” الذي يتآمر من اجل تنفيذه قادة ضد زوجها (الادعاء الذي يردده بشكل منهجي ابنها المعطوب الذي يتنزه بين ميامي وغواتيمالا). يجب الادراك أن هذا ليس جنون عظمة خاص للسيدة، بل هذا هو الخطاب الذي يجري بين الجدران في قيصاريا، في شارع غزة وفي حصن الملياردير السخي في القدس. رأسهم المثلث يضج بنظرية تآمر هستيرية، لكنها مقطوعة عن الواقع.

هذا كان الأسبوع الذي فيه مجموعة حاخامات مسنين، اشكناز وسفارديم وليس رؤساء الجناح المقدسي بل زعماء الاحزاب في الائتلاف، دعوا الى مواصلة تهرب الحاخامات الشباب، المعافين، من الخدمة العسكرية ومواصلة تنفيذ وصية التطفل والابتزاز الاقتصادي – رئيس الحكومة يقف معهم وضد المحكمة العليا. في “القيادة الروحية” يسمون الذين اعلنوا في هذا الأسبوع بأنه ليس فقط طلاب المدارس الدينية لن يتجندوا، بل أيضا من تسربوا منها. لماذا؟ هكذا يريد الله. وبقي التساؤل بيأس، الى أين تتجه هذه الدولة؟ ماذا سيبقى منها اذا بقيت هذه العصابة في الحكم؟.

الحاخامات بدأوا في هذا الأسبوع بحملة في الجالية المقدسة في نيويورك، ومن هناك امام آلاف مؤمنيهم تطاولوا على المحكمة العليا وعلى “السلطات” الاجرامية في إسرائيل، التي وقفت ضد مبدأ تعلم التوراة. رئيس الحكومة ومن يؤمنون به لم يتفوهوا بأي كلمة، لكن اهود باراك وتمير بردو ودافيد غروسمان وتاليا ساسون وغيرهم، الذين كتبوا في المقال الذي نشر في “نيويورك تايمز” بأن نتنياهو لن يتحدث باسمهم في الكونغرس وطلبوا من النواب الأمريكيين الغاء دعوته، تم التشهير بهم كخونة في وسائل الاعلام البيبية. بالمناسبة، معظم الجمهور يتماهى مع الاقوال الشديدة التي كتبت في المقال. نحن نرى ذلك في كل استطلاع. قرار الحكم “الغريب” حسب قول نتنياهو للقضاة التسعة في المحكمة العليا، المحافظون والليبراليون، قرر بالاجماع بأنه يجب تنفيذ القانون. وفي ظل عدم وجود قانون تجنيد فانه يجب القيام بالتجنيد. وأن الحكومة التي اجازت  بصورة خاطفة عمل على ابعاد المستشارة القانونية للحكومة عن الانشغال بهذه الأمور تصرفت بشكل مخالف للقانون.

المحكمة العليا، بالمناسبة، كانت في هذا الأسبوع الهدف الثانوي لماكنة السم. فبعد قرار الحكم وصلت الحملات في القنوات البيبية ضد غالي بهراف ميارا الى الذروة، لكنها ستقوم باستقامتها الجافة بدورها الذي يقتضيه القانون، الدور الذي أكد عليه القضاة التسعة أيضا. بهراف ميارا والمحكمة العليا هم الحاجز الذي يقف أمام التفكك والانحلال الكاملين مثلما كان اثناء الانقلاب النظامي، الذي لم يتوقف في الحقيقة.

ليس من الغريب أن نتنياهو، الذي يتصرف مثل رئيس منظمة إجرامية ويترأس حكومة إجرامية، يعتقد أن هذه اقوال غريبة. رده بدا غبيا ولكن هدفه كان تقويض سلطة القانون وسيادة القضاء (الدولة العميقة، حسب تعبيره)، الهدف منه إعطاء إشارة للحريديين بأنه الى جانبهم وأن الأمور ستكون على ما يرام. ولكن في الحقيقة هو فقد السيطرة على الأمور، الامر الذي يصيبه بالجنون. احتمالية أن حكومته ستسقط أو تصبح حكومة اقلية قبل خروج الكنيست للاجازة في 28 تموز اذا انسحب الحريديون من الائتلاف، ليست احتمالية خيالية.

في الأيام القريبة القادمة ستصدر أوامر تجنيد لآلاف الحريديين الذين يجب تجندهم. في موازاة ذلك فان المستشار القانوني للحكومة سيفسر حجم وعمق الميزانيات والتسهيلات التي سيتم الحصول عليها من مؤسسات وعائلات المتهربين. هذه ستكون تطورات تغير الواقع. الآلاف سيصبحون خارجين عن القانون بين عشية وضحاها، وعشرات آلاف العائلات ستقف امام بئر عميقة في المداخيل. هل الحاخامات الكبار، القوزاق المسروقين، سيستوعبون ذلك؟. تضاف الى ذلك اقوال رئيس لجنة الخارجية والامن، يولي ادلشتاين، بأنه لن يجيز قانون التجنيد بدون موافقة واسعة في الكنيست. هذا الموقف الذي هو منطقي بالاجمال، ويعكس واقع الكنيست والائتلاف (أيضا في أوساط الـ 64 لا توجد اغلبية لقانون يخلد التهرب)، يعتبر بالنسبة لنتنياهو مؤامرة من اجل اسقاطه بالتنسيق مع وزير الدفاع. في الوقت الذي تم فيه استدعاء ادلشتاين بشكل مستعجل لمحادثة توبيخ بدأت الحملة ضده. أحد مهرجي البلاط الذي يعمل كرئيس لابواق نتنياهو، لخصه بتغريدة صغيرة: “عهد يولي ادلشتاين انتهى”.

هذا هو الوضع: سارة نتنياهو تشك في أن رئيس الأركان هرتسي هليفي والجنرالات يتآمرون على الانقضاض بالدبابات على قيصاريا (ويقومون بتخريب الترميم الذي كلف مئات آلاف الشواقل بتمويل الدولة)؛ بيبي يشك في أن غالنت وادلشتاين يتآمرون على اسقاطه بطريقة مختلفة. بين هذا وذاك فان المخطوفين المساكين والمقاتلين في غزة ورجال الاحتياط الذين ينهون 150 – 180 يوم في الخدمة في الاحتياط منذ 7 أكتوبر، عائلات المخطوفين والشهداء في الحرب الذين يتجاهل رئيس الحكومة بشكل استعراضي اغلبيتهم الساحقة. هذا الأسبوع قام باجراء زيارات عزاء مع طواقم توثيقه في بيت عائلة سمداجا وعائلة درعي، التي فقدت الأعزاء عومر وسعاديا. في تأبين الابن، الاب الثاكل اورن سمداجا قال: “نحن لن نتنازل عن اقل من النصر المطلق على قتلة حماس”. ليلي درعي، والدة سعاديا، هي نشيطة يمينية معروفة. هذا لا يواسيهم في مصيبتهم، بل في كل الحالات هم حصلوا على الشرف والاعتراف الذي لم يحصل عليه 99 في المئة من عائلات شهداء الجيش الإسرائيلي، سواء كان ذلك زيارة أو أفلام فيديو أو نصوص عزاء. هذا جيد، يمكن الفهم، هو ينشغل في “الاستعداد لزيارة في نير عوز”، كما جاء من مكتبه في هذا الأسبوع.

لا توجد لجنة في القدس

الرد على رسالة التحذير للجنة التحقيق الرسمية في قضية الغواصات والسفن، قامت بتوضيحه بشكل جيد لكل من عول على آمال عبثية. بنيامين نتنياهو لن يشكل لجنة تحقيق رسمية من اجل التحقيق في فشل 7 تشرين الأول. وبالتأكيد ليس فشل 8 تشرين الأول بعد ذلك. لن يقوم بالتشكيل ولن يتم تشكيل لجنة طالما أنه موجود هناك. 

كان يمكن التوصل الى الاستنتاج غير المفاجيء هذا في اعقاب تقرير لجنة كارثة ميرون؛ البيان الاحصائي البسيط: في الـ 17 سنة لوجوده في هذا المنصب لم يقم في أي يوم بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، لأنه لن يخرج منها أي شيء جيد له. ولكن الخاتم الأخير وغير القابل للمحو اعطي في هذا الأسبوع مع رده القبيح والساخر على لجنتكم (القصد هو الحكومة السابقة) التي عملت حسب قوله كأداة سياسية في يد خصومه.

هكذا فانه باقوال التحريض هذه فان رئيس اللجنة شوه، رئيس المحكمة العليا المتقاعد آشر غرونس والأعضاء الأربعة في اللجنة بالتملق وعدم النزاهة والنفاق. كم هو سهل عليه التشهير باشخاص نزيهين وطيبين. كم هو طبيعي بالنسبة له القيام بعملية تشهير والقاء الفرية على كل من لم يرق له. نحن وبحق لا نكون متفاجئين في كل مرة من جديد، مع ذلك نحن تفاجأنا قليلا. لا يوجد قعر لما يفعله. لا يوجد شخص واحد جيد في هذه الدولة سينجو من لسانه السليط والافتراء عليه.

غرونس هو من اكثر القضاة محافظة. قبل اكثر من عقد ائتلاف نتنياهو (بقيادة يمينيين متطرفين، اوري اريئيل ويعقوب كاتس) قام بتغيير القانون من اجله، كي يمكن تعيينه كرئيس للمحكمة العليا. فقط قبل بضعة أسابيع تم تعيينه من قبل الحكومة لرئاسة لجنة تعيين الشخصيات الكبيرة بعد رفض تعيين قضاة آخرين.

اذا تم رفض تعيين غرونس، فمن سيكون متعهد الإخفاقات مستعد لقبوله كرئيس لجنة تحقق في اخفاقاته. استر حيوت؟ اهارون براك؟ دوريت بينيش؟ نتنياهو يتسلى بفكرة تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالاعتماد على سابقة لجنة فينوغراد التي حققت في حرب لبنان الثانية، التي شكلها في حينه رئيس الحكومة اهود أولمرت. ولكن الياهو فينوغراد، الذي كان رئيس المحكمة المركزية في تل ابيب، كان معروف في أوساط القضاء كشخص حريص ومستقيم مثل المسطرة ومتشدد. هكذا كان أيضا التقرير الذي خرج عن اللجنة.

أبو الإخفاقات لم يخطر بباله في أي يوم بأن يعين قاض بهذا المستوى. هو سيبحث عن شخص من نوع القاضي في المحكمة المركزية المتقاعد موشيه دروري. هو بيبي ولديه ماض من قرارات الحكم المشكوك فيها، وهو أحد الأعزاء على الحكومة، والذي يشغل منصب رئيس لجنة التحقيق في قضية التنظيمات، ورئيس لجنة التعيينات في هيئة البث. أيضا هناك بالتأكيد مناصب أخرى يتم اعدادها له.

توجد لجنة في القدس

المحادثة الودية في هذا الأسبوع في القناة 14 بين يانون ميغل ورئيس الحكومة بدأت بسؤال: هل أنت قوي؟ فقط كان ينقص الأخ الرحيم أن يأخذ المنديل ويمسح بلطف العرق عن جبين من تجرى معه المقابلة. النزل المتعاطف وتصفيق الجمهور الذي يرتدي القبعات والرغبة في ارضائه والقاعدة التي تشاهد خفضوا قليلا آليات ضبط النفس لدى الضيف. “أنا مستعد لصفقة جزئية تعيد قسم من المخطوفين”، قال بخلاف كامل مع الخطة التي هو نفسه وقع عليها مع مجلس الحرب المرحوم. بعد ذلك حاول نفي نفسه، وفي نهاية يوم صاخب وضاج أكد من فوق منصة الكنيست بأنه يلتزم باقتراحه. في غضون ذلك سمح بنشر فيلم اختطاف هيرش غولدبرغ بولين، اورل ليفي وايليا كوهين. ورأينا من رئيس الحكومة مستعد للتضحية بهم في غزة.

بن غفير ليس غبي. فهو يعرف الحاجة الملحة لهذه اللجنة. ولكن كوكيل للفوضى فهو يسعى الى احداث الفوضى. بماذا يهمه اذا تم اصدار أوامر اعتقال لنتنياهو وهليفي وغالنت. العكس هو الصحيح.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى