هآرتس: نتنياهو صادق على هجوم اخر تحت ضغط القاعدة

هآرتس 10/9/2025، حاييم لفنسون: نتنياهو صادق على هجوم اخر تحت ضغط القاعدة
قبل 20 ساعة من الهجوم الاسرائيلي في الدوحة اتصل مصدر من واشنطن وقال: الاميركيون يخشون من ان القطريين يحرضون حماس – ويعرقلون مخطط ترامب لانهاء الحرب. في الولايات المتحدة لا يحبون ذلك. بعد ساعات قليلة قررت اسرائيل ان تسقط “الذخائر” لسلاح الجو في وسط الدوحة، على بعد تسع دقائق بالسيارة من فندق ريتس كارلتون المحبوب جدا لدى رؤساء حماس. بعد عامين من الحصانة لكبار مسؤولي التنظيم في قطر، فيما هم مطمئنون على امنهم، كسرت اسرائيل التابو.
تفيد رسالة ديوان رئيس الحكومة بان القشة التي قصمت ظهر البعير هي عملية اول امس (الاثنين) في القدس، مقترنة بـ”فرصة عملياتية”. من الجيد ان القرارات المهمة جدا تتخذ بعد نقاشات معمقة للتداعيات، لكننا اعتدنا. ما يهم هو القاعدة الانتخابية المقدسة، والقاعدة تفيض فرحا. قبل اول امس فقط اتهم مغردو القناة 14 غالي بهراف ميارا بالعملية، لانه بسببها لا يوجد رئيس للشباك، ولذلك لم ينجح الشباك في احباط العملية. لم تمر 24 ساعة، واتضح انه حتى مع قائم بالاعمال كل شيء على ما يرام. غالي نُسيت وليحيا بيبي.
التداعيات الفورية للهجوم هي على علاقات اسرائيل- قطر وعلى صفقة الرهائن. انها اهانة وطنية لقطر، وسيكون لها ثمن. من وجهة نظر قطر، استضافة رؤساء حماس هي خدمة قدمتها للغرب بصفتها دولة وسيطة. الخزائن في الدوحة مليئة برسائل – قد ترى النور قريبا – من اسرائيل ومن الولايات المتحدة، تطلبان استضافة رؤساء حماس، الحصول على اموال لغزة وما الى ذلك. في نظر قطر، هي تساعد اسرائيل وتتلقى بصقة في الوجه. وان تتلقى ايضا هجوما صاروخيا على العاصمة، الذي قتل فيه رجال امن قطريون يحمون حماس، فهذه خطوة اكثر من اللازم.
لا تملك قطر جيشا، وهي لن ترد بالقوة. لديها المال. هذا اختبار مثير للاهتمام: ما هو الافضل، جيش قوي ام محفظة لا تنضب. تمتلك قطر وسائل اعلام قوية (في الاسبوع الماضي شهدت قناة الجزيرة انقلابا هادئا، حين عينت عائلة آل ثاني للمرة الاولى ابنا من العشيرة مديرا عاما وعززت سيطرتها على القناة)، وروابط في الغرب، وامبراطورية رياضية، ومطارا محوريا، ووزراء اكثر حكمة من نظرائهم في اسرائيل. ستكون التداعيات طويلة الامد.
وماذا بشأن صفقة الرهائن وإنهاء الحرب؟ اعلنت قطر امس تعليق المفاوضات، وهي خطوة متوقعة. يجب الانتظار قليلا ورؤية من قتل من حماس، وكيف سيتصرف التنظيم، وماذا بعد. صورة المعلومات الاستخبارية حول مصالح قادة حماس متناقضة ومعقدة. هناك من يشير الى خليل الحية بوصفه المؤشر المتطرف في التنظيم، وآخرون يرون ان قادة حماس في غزة انهم المتطرفون. خالد مشعل، الذي يبدو ميالا الى التسوية، لم يكن في الاجتماع في الدوحة. مصادفة؟ من يدري.
يمكن تقدير ان مركز الثقل في المفاوضات سينتقل من قطر الى مصر. ظاهريا الصفقة لا تزال على الطاولة. في الايام الاخيرة نقل الاميركيون الى حماس رسائل بشأن طبيعة الترتيب النهائي، نوع من تفسير مخفف للشروط الاسرائيلية. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة قالوا لحماس ان اسرائيل ستنسحب من الطوق، وانه سيصبح منطقة فصل بلا حماس. هكذا سيزعم نتنياهو ان هناك “منطقة امن” تفصل بين اسرائيل وغزة، وحماس ستحصل على انسحاب كامل من غزة. لا يزال غير واضحا تأثير التصفية على صورة المعركة: للمقارنة، تصفية محمد ضيف والاخوين السنوار لم تغير شيئا في الصورة الاستراتيجية.
يرى المتفائلون في الحكومة ان الانجاز الذي حققه نتنياهو امام قاعدته سيمنحه هامش مناورة لانهاء الحرب. في الجيش يتوسلون عدم مواصلة عملية “عربات جدعون 2″، التي يرون فيها ضررا اكثر من فائدة. السؤال هو ما اذا كان نتنياهو يؤمن بالعملية التي يروج لها بقوة، ام ان كل شيء مجرد عرض، وانه يبحث عن طريقة للنزول عن الشجرة قبل ان يدفن تحتها في عملية دامية وعديمة الجدوى. ظاهريا حصل امس في الدوحة على شجرة كبيرة. سيتمكن من الادعاء امام طائفة مؤيديه بان حماس تلقت منه ضربة قاسية الى هذا الحد، وبانهم الآن وافقوا على شروط لم تقبل من قبل، وهذا هو الوقت المناسب للقطع. كالعادة عند نتنياهو، كل الخيارات مفتوحة. المستطلعون يعملون، والدعايات والمناورات تدور، والقرارات مؤجلة.