ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو ذهب الى زيارة خفيفة في واشنطن، التي برزت بكونها مملة

هآرتس – حاييم لفنسون – 10/7/2025 نتنياهو ذهب الى زيارة خفيفة في واشنطن، التي برزت بكونها مملة

فقط قبل 11 يوم اصطحب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد الى المحكمة العسكرية في تل ابيب من اجل تقديم رأي سري لهما لتأجيل محاكمته. كما هو معروف نتنياهو اعلن بانه “انتظر ثماني سنوات كي يقول اخيرا الحقيقة في المحكمة”. يصعب التصديق بأنه لولا ان الامر كان يتعلق بحماية حقيقية لارواح الناس، فانه كان سيمكن رؤساء جهاز الامن من منعه من تحقيق هذا الطموح. ان مضمون هذه الاراء سري، الجدول الزمني لنتنياهو في غالبية واضح. ومنذ ذلك الحين لم يحدث أي شيء دراماتيكي.

في الاسبوع الاول من شهر تموز تجول نتنياهو في ارجاء البلاد طولا وعرضا، هذا الاسبوع هو في واشنطن، وهذه رحلة كانت المحكمة في الاصل ستؤجل بسببها. لماذا سافر نتنياهو الى واشنطن بهذه السرعة؟ هذا غير واضح. الكونغرس في اجازة في هذا الاسبوع والاغلبية الساحقة من السناتورات والنواب ليسوا في المدينة، وقد كان لرئيس الحكومة لقاءين قصيرين مع اعضاء في الكونغرس. اللقاءات مع الرئيس ترامب كانت استثنائية، بالذات لانها كانت ممثلة. من تعود على الاستعراضات الاعلامية وعلى الدراما والمفاجآت في الغرفة البيضوية لم يحصل على أي شيء.

في الواقع اللقاء الاول كان يجب أن يكون مغلق امام وسائل الاعلام، ولكن في اللحظة الاخيرة قرر ترامب دعوة الصحافيين الدائمين في البيت الابيض لجلسة اسئلة واجابات. ولكنه لم يقل هناك أي شيء مهم.

اللقاء الثاني، بعد اقل من 24 ساعة، تم اغلاقه امام وسائل الاعلام، ايضا الصحافيين المحليين لم يحضروه. الصور التي نشرت منه كانت استثنائية. في بعضها ظهر نتنياهو وهو يقف بجانب ترامب، في حين ان الرئيس يجلس على الكرسي. مؤخرا نتنياهو يجلس امام ترامب كموظف في لقاء عمل. بعد اللقاء ترامب لم يغرد أي شيء في الشبكة الاجتماعية وايضا لم يتسرب أي شيء للصحافيين المحليين. نتنياهو اكتفى بنشر فيلم قصير من بلير هاوس.

“نتنياهو اراد جولة انتصار”، قال مصدر في الوفد الاسرائيلي. جولة الانتصار في البيت الابيض حصل عليها، رغم ان الاهتمام الامريكي انتقل من الحرب مع ايران الى الكارثة في تكساس والتعرج المناوب في قضية جيفري افشتاين. نتنياهو تحدث في اللقاءات عن الموضوع الايراني، وفي هذه القضية يوجد تنسيق كامل بين الطرفين. الولايات المتحدة معنية باستمرار المفاوضات مع ايران حول المشروع النووي ومعالجة مخزون اليورانيوم المخصب بالدبلوماسية. اسرائيل حصلت من الولايات المتحدة على موافقة صامتة، انه اذا قامت ايران بترميم مواقع انتاج الصواريخ البالستية فان سلاح الجو الاسرائيلي يمكنه مهاجمتها. في المحادثات مع “الوفد الاسرائيلي” كان من الواضح أن الغطرسة التي تم الشعور بها في القدس في اعقاب “النصر المطلق” وبعد وقف اطلاق النار، استبدلت بصورة معقدة اكثر للانجازات التي تم تحقيقها والادراك بان ايران ما زالت تشكل تحديا لاسرائيل.

في الشأن السوري لا يوجد أي تطورات حقيقية. حسب منشورات اجنبية فان اسرائيل مستعدة للانسحاب من المناطق القريبة من القرى السورية التي احتلتها في كانون الاول الماضي، لكن ليس الانسحاب من قمة جبل الشيخ. من ناحية نتنياهو هذا الجبل هو ذخر اسرائيلي الى الابد. في المحادثات تملص “المصدر السياسي الكبير” من كل سؤال حول انطباعه من طبيعة النظام السوري الجديد ورئيسه؛ وهل الامر يتعلق بارهابي يرتدي البدلة أو مناحيم بيغن السوري. 

في القريب لا يبدو أنه لن يكون اعلان علني عن العلاقات مع سوريا، ومحاور التنسيق الامنية بوساطة دول الخليج ستواصل العمل تحت الرادار. الولايات المتحدة لا تضغط على اسرائيل، ومن ناحيتها يجب على الطرفين فعل الجيد لهما.

بقيت فقط الدوحة. حتى امس عاد ويتكوف من واشنطن الى فلوريدا، وهو ينوي السفر الى العاصمة القطرية، لكن حتى الآن لم يتم تحديد الموعد. نتنياهو يريد تعهد امريكي صريح بانه يمكنه استئناف القتال في غزة؛ اذن يمكنه ان يبيعه لبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير. يبدو ان ترامب منحه موافقة شفهية على ذلك، لكن نتنياهو يريدها خطية. تعهد بهذه الروحية سيكون مرضيا لنتنياهو. الموضوع الرئيسي الذي تتم مناقشته في الدوحة هو خطوط الانسحاب، وبالاساس مطالبة نتنياهو بالحفاظ على السيطرة في رفح الغزية من اجل اعداد هناك البنية التحتية لمنطقة تجميع السكان الكبيرة التي تخطط لها اسرائيل، ومن هناك دفع سكان القطاع نحو مصر. حماس تعارض سيطرة اسرائيل في رفح، وايضا دول الوساطة. هذا الموضوع سيتم حسمه فقط عندما سيصل ويتكوف الى قطر ويبدأ في الضغط على الطرفين من اجل اتخاذ القرار الحاسم.

حقيقة ان ويتكوف يتباطأ في القدوم الى الدوحة هي امر مقلق، لكن الحاضرين يكررون القول بان الاتصالات جدية ومثمرة. في حينه عرف ويتكوف كيفية التشدد مع اسرائيل، وحتى انه تحدث مع جهات اسرائيلية رفيعة، وفي محادثاته ارفق شتائم قاسية عندما شعر بانهم سيخربون خطته. في الدوحة تم تحديد يوم الاحد القادم كموعد هدف للاتفاق. اذا مر هذا الموعد بدون اتفاق فان هذا سيكون مؤشر على عدم وجود حسن نية في المحادثات. وكالعادة الكرة ستصبح في ملعب ويتكوف والولايات المتحدة.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى