ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو تحول مناهضاً للصهيونية وكارهاً لإسرائيل

هآرتس 2023-07-15، بقلم: نحاميا شترسلر: نتنياهو تحول مناهضاً للصهيونية وكارهاً لإسرائيل

من بين كل الضربات القاسية، التي أوقعها نتنياهو علينا، فإن تدمير العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة هو الأكثر هستيرية. يدور الحديث عن تخريب خبيث لأمن إسرائيل واقتصادها ومكانتها السياسية. لا يوجد أي زعيم يحب شعبه يفعل ذلك. يعرف بيبي جيدا أننا نعتمد على الولايات المتحدة، وهو يعرف أنه لا وجود لنا بدونها. ورغم ذلك هو يقوم بتدمير الأساس الأيديولوجي لهذا التحالف، ويقودنا الى مسار تصادم مع أهم أصدقائنا، وفي الحقيقة الصديق الوحيد.
الرئيس الأميركي، جو بايدن، غاضب على بيبي منذ عدة أشهر. فهو يعارض الانقلاب النظامي من بدايته. ويضاف الى ذلك مقته لسياسة الحكومة في “المناطق”. في بداية الأسبوع رفع وتيرة هذه الكراهية عندما سمى حكومة نتنياهو “الحكومة الأكثر تطرفا” التي يتذكرها. هو يشتاط غضبا على بيبي لأنه كذب عليه. ولكن ما هو الجديد هنا؟ بيبي يكذب على الجميع. ومن الصعب إمساكه بكلمة واحدة. لا يريد بايدن أن يكون له أي اتصال معه، والثمن ندفعه نحن: هو لا يهتم بموقف إسرائيل في كل ما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، وحتى أنه سحب يده من محاولة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وعندما لا يكون على استعداد لدعوة بيبي الى البيت الأبيض فان كل العالم يدرك الشرخ، ويفهم بأن إسرائيل ضعفت، وأن خطر مهاجمتها يزداد. انظروا الى “حزب الله” في الشمال و”حماس” في “المناطق”.
بعد ذلك، مثل المقامر الذي يقوم برمي نقوده الأخيرة على ورقة مجنونة، يعلن نتنياهو بأنه ينوي زيارة الصين. هو يدخل وعن قصد إصبعاً في عين أميركا. لأن الصين في نهاية المطاف هي العدو الأكبر للولايات المتحدة.
يتجاهل بيبي تعلقنا بالولايات المتحدة، ليس فقط المساعدات العسكرية، 3.8 مليار دولار سنويا، بل أيضا نقل المعرفة التكنولوجية والتعاون الاستخباري والدعم السياسي. لولا الفيتو الأميركي لكنا منذ فترة طويلة تحت المقاطعة الدولية، وبدون وقود أو قمح. ولكن بيبي يتجرأ على تعريض هذا الدعم للخطر لخدمة هدفه الاستراتيجي وهو البقاء في الحكم بكل ثمن. كتب الصحافي توماس فريدمان، هذا الأسبوع، بأن الولايات المتحدة تنوي “إعادة تقييم” علاقاتها مع إسرائيل. وأضاف بأن نتنياهو مستعد لحرب أهلية اذا كان هذا هو الحيوي من اجل بقائه في الحكم.
في هذه الاثناء يحاول بيبي اقالة المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا. وإذا حدث ذلك فهو سيعين مستشارا قانونيا مقربا منه، الامر الأول الذي سيفعله هو سحب لائحة الاتهام ضده بسبب “عدم اهتمام الجمهور”.
في اليوم التالي للأقوال الشديدة التي قالها بايدن فان السفير الأميركي في إسرائيل، توم نايدز، الذي سينهي في القريب منصبه، قال إن “إسرائيل تجتاز الخطوط” في اعقاب الانقلاب النظامي الذي يضر بمؤسسات الديمقراطية والسلطة القضائية وحراس العتبة.
يجب الفهم بأنه توجد للولايات المتحدة أسباب خاصة بها للخوف من إضعاف إسرائيل. هناك يعرفون بأنه اذا تحولنا ديكتاتورية على صيغة هنغاريا وبولندا فانه لا يمكن الوثوق بنا. دولة ديكتاتورية هي دولة غير مستقرة. هي معرضة للانقلابات والحروب. لذلك، تريد الولايات المتحدة حليفة ديمقراطية، مستقرة وقوية. حليفة يمكن الاعتماد عليها في أوقات الازمة في الشرق الأوسط الغني بالنفط.
نتنياهو، عديم المسؤولية، لا يهمه أن إسرائيل لن تستطيع مهاجمة ايران بدون المظلة الأميركية. أيضا لا يهمه أن الولايات المتحدة هي هدف التصدير الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل، وأن معظم المستثمرين في الهايتيك يأتون من هناك، وهكذا أيضا مراكز التطوير. هو لا يبالي أبدا بسقوط شركات الهايتيك والانخفاض في الاستثمارات وانخفاض سعر الشيقل. لقد تحول شخصاً مناهضاً للصهيونية وكارهاً لإسرائيل. كل ما يعنيه هو محاكمته والكرسي، و”لتحترق هذه الدولة”، كما قالت زوجته سارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى