هآرتس: نتنياهو باع لترامب عملية غير واقعية لتصفية سريعة لحماس واصطدم بالواقع

هآرتس – حاييم لفنسون – 27/8/2025 نتنياهو باع لترامب عملية غير واقعية لتصفية سريعة لحماس واصطدم بالواقع
التصريح العلني أول أمس للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي بحسبه الحرب في قطاع غزة “يجب أن تنتهي. أنا اعتقد ان ذلك سيحدث في غضون أسبوعين – ثلاثة”، هو تصريح مهم. فهو يكشف الفجوة بين الواقع في إسرائيل وبين القصص التي يرويها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض. في حين ان مصادر في واشنطن اكدت لـ “هآرتس” بان نتنياهو والوزير رون ديرمر قاما بتسويق لترامب عملية عنيفة لتصفية حماس، التي ستؤدي الى انهاء الحرب في القطاع ولن تجعل أي فائدة من المفاوضات مع حماس حول الصفقة المؤقتة، فانهم في الجيش الإسرائيلي يقولون للمستوى السياسي بان الواقع مختلف تماما.
في الأسابيع الأخيرة قرر نتنياهو تغيير الاستراتيجية. لقد اقنع ترامب بالتنازل عن الصفقة المؤقتة، اطلاق سراح عشرة مخطوفين، التي ستحل حكومته، والذهاب الى عملية عسكرية عنيفة في مدينة غزة، التي تمثل برلين بالنسبة لحماس، والتي فقط اذا تم احتلالها فعندها الحرب ستنتهي، وبعد ذلك سيطلق سراح جميع المخطوفين. ترامب تحمس جدا من استخدام القوة بعد الحرب الناجحة من ناحيته مع ايران، واقتنع ومنح نتنياهو بضعة أسابيع لتنفيذ الخطة. نتنياهو يعشق الخطة الجديدة ويدفع الى تطبيقها في غزة بواسطة أدوات دعايته. اقتراح بني غانتس، الانضمام للحكومة من اجل الدفع قدما بالصفقة، حتى لم يتم فحصه من قبل نتنياهو على اعتبار انه نكتة سيئة. هو متوجه بشدة نحو اليمين وليس الوسط.
لكن من محادثات “هآرتس” مع مصادر في واشنطن مطلعة على هذا الشأن يتضح ان تسويق نتنياهو، كالعادة، كان عنيف جدا: لقد وعد ترامب بخطة غير قابلة للتنفيذ – هزيمة حماس خلال بضعة أسابيع. ترامب يمكن ان يصل في 17 أيلول الى بريطانيا في زيارة مدتها ثلاثة أيام. نتنياهو يحاول إقناعه بالمجيء قبل ذلك الى إسرائيل، حيث حماس في هذه المرحلة تكون قد هزمت والصفقة لانهاء الحرب ستنطلق في الطريق.
أمس عقد نتنياهو جلسة للكابنت لمناقشة قصيرة حول خطة حسم الوضع في غزة. نتنياهو يمتنع عن عقد الكابنت طالما أنه غير ملزم بذلك، لانه يعتقد ان رئيس الأركان ايال زمير سيذكر كل المشكلات والعقبات التي تنطوي عليها العملية المخطط لها في مدينة غزة من اجل تسجيلها في البروتوكول، والوزيرين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير يستغلان ذلك لمراكمة نقاط في الرأي العام البيبي. في الأصل القرارات الهامة يتخذها نتنياهو لوحده. الكابنت، بكل وزراء الليكود فيه، هو مجرد خاتم مطاطي ومنصة لتبادل الآراء حول الشؤون اليومية.
الصورة الاستخبارية المعروضة على الكابنت غير مطابقة للتفاؤل والفرح الذي عاد الى وجه نتنياهو. جزء من الاخبار الاستخبارية يشير الى خوف حماس من العملية الوشيكة في مدينة غزة، وجزء آخر من الاخبار يدل على ان رأي الجنود الجهاديين لم يتغير، ومن ناحيتهم المعركة هي ناجحة ومهمة ويمكن أن تستمر الى ما لا نهاية.
في الأيام الأخيرة قال رئيس الأركان للمستوى السياسي بانه حتى طلب نتنياهو تقصير فترة الاستعداد لاحتلال غزة هو جميل على الورق، لكنه غير عملي على الأرض إزاء مشكلة القوة البشرية الصعبة في الجيش الإسرائيلي، حالة صلاحية المعدات والحذر المطلوب من اجل تجنب الخسائر. من غير المستبعد ان رئيس الأركان يستخدم أسلوب نتنياهو لكسب الوقت كي ييأس ترامب من الخطة الجديدة لرئيس الحكومة، وأن يفرض على إسرائيل الموافقة على الصفقة القطرية المطروحة.
كل الشخصيات في المنطقة تنتظر ان يفهم ترامب بان خطة احتلال مدينة غزة هي مناورة أخرى، التي فقط ستؤدي الى الدمار والخراب والموت، ولن تقنع حماس بالخضوع لشروط نتنياهو. في الدوحة عبروا أمس عن الاستياء بشكل علني من رفض إسرائيل لمناقشة الصفقة المؤقتة المطروحة. رسائل بهذه الروحية يتم ارسالها أيضا لرجال ترامب، لكن حتى الآن لا يوجد اهتمام. في الأسبوعين القادمين، للأسف الشديد، لن يحدث أي شيء. إما ان يفهم ترامب أو لا يفهم، والوقت سيستمر في الانقضاء الى ان تحل الذكرى الثانية لحرب 7 أكتوبر.