ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو الذي اصبح اكثر عزلة سيحاول اقناع ترامب بالاستماع اليه وانتظار النصر

هآرتس 25/9/2025، حاييم لفنسون: نتنياهو الذي اصبح اكثر عزلة سيحاول اقناع ترامب بالاستماع اليه وانتظار النصر

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان سيعقد مساء أمس مؤتمر صحفي. كل الضيوف المهمين تفرقوا. هو يأتي مع عمال النظافة لتنظيف ما تبقى من الاحتفال. حتى يوم الجمعة، موعد القاء خطابه، فان لا احد من الشخصيات المهمة في العالم سيكون في المدينة لاستقباله. هو وحيد، معزول اكثر من أي وقت مضى، وفقط يد دونالد ترامب هي التي تمسكه كي لا يسقط.

الاجتماع الـ 80 للامم المتحدة ربما كان الاجتماع الاكثر تطرفا فيما يتعلق بالسياق الاسرائيلي. نتنياهو الذي خلال السنين سوق نفسه كعبقري سياسي، والذي احتقر دائما كل من اختلف معه في الرأي، والذي ألغى بضربة يد كل المؤشرات على الوضع السيء لاسرائيل – جلس في البيت وشاهد في التلفزيون كل من اعتبره صديقه وهم يديرون له الظهر.

المبادرة السعودية – الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية آخذة في التسارع، لكن ليس لها أي معنى عملي فوري. الاكثر اهمية منها هو اللقاء في غرف مغلقة بين الرئيس ترامب ورؤساء دول عربية واسلامية في مبنى الامم المتحدة، الذي ناقشوا فيه الوضع في غزة. لقد كان هناك امير قطر والرئيس التركي، وهدف اللقاء كان اقناع ترامب بامكانية انهاء فوري للحرب: الدول العربية ستتحمل مسؤولية السيطرة في قطاع غزة واعادة بناءه وازاحة حماس جانبا. بصورة مشكوك فيها لم تخرج بعد تسريبات حقيقية من اللقاء في أي قناة داخلية للزعماء العرب – المسلمين. مصدر في قطر، تحدث مع “هآرتس”، رفض التحدث عما حدث في هذا اللقاء. ولكن من لهجته ظهر أنه راض. ممثلو اسرائيل لم تتم دعوتهم، وهذا لم يكن بسبب رأس السنة.

في يوم الاثنين سيأتي دور نتنياهو للالتقاء مع ترامب في البيت الابيض. الخطاب الذي سيلقيه في يوم الجمعة هو لغرض داخلي كالعادة. هو سيكرر موقفه بشان الشروط الخمسة لانهاء الحرب في غزة. ولكن من هناك سننتقل الى البيت الابيض حيث هناك سيتم البت في الامور. “ترامب يتاثر جدا من الشخص الاخير الذي سيكون معه في الغرفة”، قال للصحيفة احد المقربين من الرئيس. “نتنياهو سيسمع من ترامب ما سمعه من زعماء الدول”.

في نفس الوقت، المبعوث الخاص ويتكون الذي شارك في اللقاء في نيويورك، يعمل على انقاذ “خطة ويتكوف” لاطلاق سراح عشرة مخطوفين ووقف اطلاق النار وضمانات من ترامب لانهاء الحرب. ويتكوف كان وما زال مقرب من العائلة الحاكمة في قطر. منذ التصفية الفاشلة لقادة حماس في قطر فقد تم قطع الاتصال مع اسرائيل، ولكنهم يستمرون في محاولة حل الازمة مع الولايات المتحدة. الأمل هو عقد صفقة مع الامريكيين، يتم فرضها على اسرائيل. في الفترة الاخيرة عمل ويتكوف مع رئيس حكومة قطر محمد آل ثاني على رسالة جديدة من حماس، التي فيها ستوافق حماس على اطلاق سراح عشرة مخطوفين. من غير المعروف اذا كان ويتكوف سينجح في اقناع ترامب، أو ان نتنياهو سيتغلب عليه.

هدف نتنياهو هو اقناع ترامب الانتظار قليلا، حيث ان لديه خطة لاحتلال غزة ستغير وجه كل المعركة. نتنياهو يظهر للمراسلين المقربين منه تقارير استخبارية، بالطبع التقارير المريحة له، تدل على الذعر الذي يتملك حماس من احتلال المدينة الوشيك. من ناحيته يجب أن نستمر بضعة اشهر اخرى، أو حينئذ سياتي النصر الكبير أو المناورة القادمة. ترامب دعمه حتى الآن، ونتنياهو يريد المزيد من الوقت امام الضغوط. جوهر الخلاف الذي يجب على ترامب البت فيه هو سؤال ما الذي سيبعد حماس اسرع عن السلطة: صفقة مفروضة على اسرائيل، انهاء الحرب وتدخل الدول العربية أو احتلال مدينة غزة.

الكذبة الكبيرة التي ينشرها نتنياهو هي اسطورة انه هو فقط يريد تصفية حماس. وقد اظهر اجتماع الامم المتحدة في نهاية الاسبوع الاجماع الذي كان قائما منذ سنتين والذي يعمل نتنياهو على الغائه: الدول العربية والولايات  المتحدة والدول الغربية، جميعها تريد ازاحة حماس عن السلطة واستبدالها بقيادة مدنية عادية.

بعد مرور ثمانية اشهر على ولايته الثانية، ولكن يصعب حل لغز الرئيس الامريكي. خطابه في الامم المتحدة اظهره كشخص غير مترابط، خليط من المؤامرات التي يطلقها من ينكرون التطعيمات في الفيس بوك. مع ذلك، في بعض الاحيان يظهر كشخص ذكي جدا ويدرك جيدا شبكة العلاقات. أي ترامب سيلتقي معه نتنياهو، هل العم المجنون من طاولة رأس السنة أو رجل الاعمال الذي يشم الكذب؟ سننتظر حتى يوم الاثنين.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى